قصة السلام الوطني وعبدالوهاب

فى السبعينات طلب الرئيس السادات من الموسيقار محمد عبد الوهاب طلب رئاسى جديد ، وقد اختاره بالذات كونه مهتم ببعض الرموز الوطنية والسياسية سواء من ادوات او افراد ، وقتها كان قد غير اسم الدولة ، وغير شكل العلم ، ووضع دستور جديد يحمل الشعارات الجديدة ، ولكن فى نظره بقى شيء هام هو النشيد الوطنى ، كان اسم الدولة الجمهورية العربية المتحدة منذ قيام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 وحتى عام 1970 عند وفاة عبد الناصر ، وكان علمها يتوسطه نجمتان ترمزان للدولتين الداخلتين فى الوحدة ، وكان النشيد القومى قد وضع لحنه الموسيقار كمال الطويل أيام حرب 1956 فى نشيد لحنه لأم كلثوم بعنوان والله زمان يا سلاحى واختاره جمال عبد الناصر ليحل محل السلام الملكى الذى وضعه الموسيقار الإيطالى فيردى ، ورأى السادات فى حركته لتغيير الرموز ضرورة انتقاء لحن جديد للسلام الوطنى يساير التغيرات فى الرموز الأخرى ، وهو قد أعاد اسم مصر إلى اسم الدولة بعد حذفه لقرابة 12 عاما ، وكان الطلاب فى المدارس يهتفون فى طابور الصباح تحيا الجمهورية العربية المتحدة بينما لم يكن هناك شئ بهذا الاسم لعشر سنوات منذ انفصال سوريا ، فأصبح الاسم الجديد جمهورية مصر العربية ، وأعاد شعار النسر المصرى إلى العلم مكان النجمتين تمشيا مع الواقع ، وهكذا طلب من محمد عبد الوهاب وضع نشيد وطنى لمصر ، وفرح عبد الوهاب بهذاالتكليف خاصة وان السادات منحه وقتها رتبة عسكرية فخرية هى رتبة لواء إلا أنه طلبه لوضع اللحن كان مشروطا وبشرط قاس ، فقد طلب من عبد الوهاب عدم وضع نشيد جديد وابداع لحن جديد وإنما فقط إعادة صياغة نشيد مصر الأول بلادي بلادي لسيد درويش والذى عاد وحده تلقائيا بين الجماهير فى تلك الأيام بعد النكسة وردده الناس بحماس فى كل مكان ،لم يتكدر عبد الوهاب طويلا كون واضع اللحن احدى معلميه الأوائل في بداية حياته وانطلاقا من مبدأ الوفاء للوطن ثم المعلم لم يجد اي غضاضه في ذلك واندمج في إخراج نشيد استاذه سيد درويش فى أبهى صورة يذكر ان السادات وضع تحت إمرة عبد الوهاب فرقة الموسيقات العسكرية المصرية الحائزة على المركز الأول بين الفرق العسكرية العالمية لعدة سنوات على التوالى ، وبها أمهر الخبرات ولها كل الإمكانيات بدءا من الآلات حتى الملابس ، ويتفرغ عبد الوهاب للمهمة فى تواضع شديد واعتراف جميل بفضل موسيقار مصر الأول ونابغتها سيد درويش عليه وعلى البلاد، والذى استطاع توحيد أبناء أمته فى نشيد رمزى من كلماته واعاد توزيعه بعد نصف قرن من رحيله ، ويقود محمد عبد الوهاب الموسيقى العسكرية وهو فى زيه العسكرى لتعزف نشيد بلادى لأول مرة فى تاريخها ويتحول من نشيد شعبى إلى نشيد رسمى ، وتطير نوتته الموسيقية إلى السفارات المصرية فى جميع أنحاء العالم وتودع نسخ منها بجميع السفارات الأجنبية بالقاهرة ، ليعزف فى جميع المناسبات الوطنية والدولية هنا اضع تسجيل مسجل وجدته في مكتبة فيديو منزلنا سجلناه في مصر عام 1979 كون ان نهاية الارسال التلفزيوني في تلك الفتره هو السلام الوطني ، وفي الاجازات كنت اقاوم النعاس واشعر بسعاده حين اتمكن من السهر حتى انتهاء الارسال وكان هذا نادرا كون النعاس يغلبني ، كما اذكر اني كنت اردد هذا النشيد بعد ان حفظته في فترة ما من حياتي.

~ بواسطة يزيد في أكتوبر 1, 2007.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: