بندقه
وهذا اسم بطلة اول قصة ما زالت ذكراتي تحفظ رسومتها وكاني شاهدتها بالامس مع والدتي حين كانت تقرأها لي في شقة صغيره خارج بلادي في فترة السبعينات الميلاديه .
سميت الفتاة بندقه لانها فتاة صغيرة بحجم حبة البندق ، وكانت رقيقه كالفراشه ، حلوه كالورده ومع هذا كانت تعيسه فلا اهل لها او اصدقاء .
تعيش وحيده وتمضى النهار متنزهة في قارب صنعته من اوراق الشجر وعند الليل تنام داخل قشرة ثمرة الجوز متدثرة باوراق الورد .
ذات مساء اختطفها ضفدع وهي نائمه ليتزوجها ، حين استيقظت بكت ورجته ان يعيدها الى بيتها ، سمعتها الاسماك فسعت لفك قيودها بينما سحبت الفراشة ورقة الشجر التي كانت تجلس فوقها لتأخذها بعيدا في الغابه بعيدا عن الضفدع .
مضى الوقت بها فالتقت بالخنفساء ثم الفأره التي اقترحت عليها ان تتزوج القنفذ ، ذات مساء اتى ( عصفور الجنه ) وكان جريحا فساعدته ، ويوم زفافها اتى ليحملها على ظهره بعيدا في السماء مرددا ” سأخذك لبلاد دافئه وبعيده ” .
وهناك في ارض تملؤها الورود والازهار وضع بندقه في قلب وردة كبيره وجميله حيث كان يقف امير الزهور الذي كان بحجمها ويشبه لها ، حين رأها شعر انها الارق والاجمل فوضع على راسها تاج الاماره لتصبح اميرة الزهور و لتحيا باقي حياتها سعيده بعد ان كانت وحيده ، حزينه و بلا احد …
توقفت في طفولتي كثيرا امام هذه الصور التي كانت تحفز خيالي ، ولا ادري لم كانت من اكثر القصص التصاقا بالذاكره ولماذا حين اقلب صفحاتها استرجع صوت امي وكانها ما زالت تحكيها (!) .
بندقه واشياء اخرى كثيره منحها لي والداي و كل من احبوني واحاطوني في طفولتي ساهمت في تشكيل جزء من تكويني وتركت عميق الاثر في مخيلتي وتفكيري ولونت ايامي واضافت الى قدراتي على التخيل او الحديث .
شكرا لكل من اضاف لي سواء كان يعلم او لا يعلم انه فعل ذلك ولكل من اعرف شخصيا انه فعل ذلك لي كامي ومعلماتي واساتذتي او لكل من اضاف لي بشكل لا ارادي و دون ان اعرف من هو حقا .
+ على الهامش:
ضاع الكتاب في فترة ما اثناء انتقالنا من بلد لآخر وربما بعد عودتنا لا اذكر لكن ما اذكر اني اشتريت الكتاب مرة اخرى حين وجدته في مكتبه و لا اعلم لماذا اشتريت نسختين !