الصداقه غروب وشروق
هل الصداقه تشبه الشمس ؟
تشع وتشرق لتضئ داخلي جوانب جديده ، تجعلني بشكل لا ارادي اكتشف بعض ذاتي وعيوبي وامتحن الآخر .
ولم كانت الصداقات كالشمس تشرق حينا وتغرب احيانا ؟
فهناك صداقات تنتهي واخرى تغرب لتشرق من جديد، و صداقات اخرى دائمة الانطلاق والتحرك في مجرة النفس المعتمه لتسبح بها مثل كوكب بعيد قريب كونها عميقه وقويه لذا تظل مشرقة بالنفس ومضيئه وان غرب الصديق وغمرته العتمه !
اتت هذه الافكار حين توقفت امام صورتين تعودان لعام 1988 ميلاديه وهما من صديق عزيز ، بقدر ابتعاده قريب و رغم غيابه متواجد، التقط الصور وعمره اربعة عشر عاما ، اهداها لي في مرحلة لاحقة حين تجاوز هذا العمر بسنوات .
الصوره الاولى كتب خلفها ” منظر لغروب الشمس وسط مياه البحر المتوسط على احدى شواطئ الاسكندريه ” صيف عام 1988 م ، ولا ادري لم خيل لي حين شاهدتها اليوم ان الشمس تغرق في بحر الحياة الغارق في غموض عجزت ان اسبر اعماقه ، كما اني لا اتصور ان هناك شخص يعلم اسماء السفن التي ستأتي تباعا من شواطئ بعيده او حتى التكهن في اي مرفأ ستقف ومتى ، ولا ادري ماذا ستترك فوق ارصفة الموانئ حين تأتي اوترحل، بشر يشبهوننا ام كائنات تشبه اصابع الديناميت قابلين للانفجار في اي لحظة دون سابق موعد !
مع بعض تركيز لاحظت في الصوره وجود طائر صغير اعتقل منذ زمن في سماء الصوره دون ان اعرف هل كان يبحث عن طائر آخر ؟ ام انه كان يحاول و بفضول قلق استشفاف القادم ومعرفته ؟ ام ان جناحيه يرفان بالفطره لتوديع كل ما ابتعد بالتدريج عنه ؟
الصوره الثانيه كتب خلفها ” منظر في الريف المصري عند شروق يوم جديد / صيف عام 1988م ” ولا ادري لم توقفت امام كلمة يوم جديد ، هل لان اليوم الجديد – ورغم كثرة تكرار الايام – يظل نعمه وفرصه ثمينه لتصحيح امور كثيره ؟ هل لان هذا اليوم قد يكون وفق ظروف معينه علامة فارقه في تاريخي او تاريخ البشريه عموما ؟ هل لأنه يعد زمن اضافي يساعدني على اكمال امور بدأتها بالامس ويجب ان انهيها ؟
لكن المؤكد انه وقت اضافي املكه و ربما قضيته امام الشاشات المضيئه او في انجاز بعض الالتزامات عائليه كانت او شخصيه مثل العوده لترتب مكتبي واغراض لدي فتباغتني صور داخل صندوق ما لتشرق داخلي ذكريات كثيره لم اتوقع ان تمنحني هذا الدفء الغريب الذي لا يخلو من وحدة مألوفه ومع هذا اجدني احمد الله من كل قلبي على كل نعمه التي منحها لي بالحياة .
ان كان لي صديق رحل او آخر انشغل و افترسته الحياة بمشاغلها وآخر ينتظرني بتسامح وتفهم وحب، فانا لم ازل محظوظ في كل الحالات كون ان حياتي مر بها اصدقاء حقيقيون لم يطعموني من صحونهم فحسب بل من ارواحهم وقلوبهم ومنحتهم من عمري ووقتي اياما لست نادما عليها.
وان غرب الصديق تبقى هذه الصداقه في نفسي وتظل قادره على اسعادي حين اتحدث عنها واذكرها ، وقد تدفعنا الحياة في احيان قليله ان نتخلى عن الصديق حفاظا على الصداقه (!) مثلما يتخلى البحار عن صديقه الربان كي لا تغرق السفينه وتظل شامخه بتاريخها وكل رحلاتها الممتعه امام الميناء وان لم تبحر مرة اخرى ، يفعل ذلك لتقف باخشابها العتيقه ومجاديفها المتعبه وشراعها المطوي امام شمس الصداقة الغاربة المشرقة دائما حتى و ان افترق البحاره وسار كل منهما في دروب الحياة وحيدا وبدون بوصله !
تنويه هام :
+ ما سطر هنا لا يصف بالضروره حالتي مع صديقي هذا او ذاك ، اني فقط اسجل بعض انطباعتي عن تجربة الصداقه ككل ، لذا الرجاء من الساده الاصدقاء عدم اخذ ماكتب اعلاه بشكل شخصي اقتضى التنويه .
جميل
شريف حلمي said this on سبتمبر 22, 2019 في 12:35 م |