دادا / Dada
التفريط بالنعم لأجل التباهي والمظاهر، هذا ما تبقى داخلي بعد مشاهدة هذا الفيلم القصير الذي يتحدث عن بشر يقيسون الاشياء وفق ما يرون وحسب المظاهر التي تقع عليها اعينهم ، لذا تكون فرص الحكم الصحيح لديهم شبه معدومه و مساحة الرضا في اعماقهم تقل بمرور كل يوم تاركة مكان اكبر للمنافسه الحمقاء .
هؤلاء الناس كانوا يعيشون في عالم وهمي ، معيار الذكاء به مرتبط بوزن الكتب التي يضعها الشخص فوق رأسه وعددها ، عالم كل فرد به يحمل الكتب التي تشكل ثقافته وتمنحه قيمته الاجتماعية .
في هذا العالم ولد طفل ، انجبته والدته بعد عناء ، كون ابيه دوما منصرف عنها بزيادة عدد الكتب في المكتبه او فوق رأسه ، منشغل بمتابعة حركة الكتب في المجتمع ، راصدا الهتافات والتصفيق والاعجاب الذي يتلقاه الاخرين ، متمنيا في قرارة نفسه ان يكون له نصيب منها بل و يعمل على ذلك ، مهملا زوجة محبه ، لها راس لا يحمل الكثيرمن الكتب لكنه راضي وقنوع ويحاول ان يحيا كما كتب له .
حين انجبت صغيرها سعدت به لكن والده لم يسعد ، اضاع العام الاول للطفل وهو يحاول تثبيت الكتب فوق راسه الدائري لكن دون جدوى ، فالاغلفة دوما تنزلق وتسقط ليعيش في ضيق كبير كون راس ابنه سوف يظهر للجميع عاريا وغير قادر على حمل كتاب واحد .
لم يدرك ان ابنه مختلف عن اهل قريته جميعا ، وداخل رأسه الصغير مخ متفرد و متميز ، يختزن كافة الكتب داخله دون الحاجة للتباهي بها او وضعها فوق راسه ، مخ يحفظ المعلومات ويخرجها بشكل جديد .
كان طفله برئ ، لم ينجح في حمل الكتب فوق راسه بسبب طبيعته التي خلق بها لكن الله منحة نعمة كبيره وهي هذا المخ .
في مجتمع كهذا هل يدرك الاب مزايا صغيره ؟ وما الحلول التي سيبحث عنها ليستقر و يرضى ؟ وما الذي يريده حقا ؟ طفل يبدو للآخرين ذكي ام ان يكون ذكيا فعلا ؟
لمعرفة الاجابة على هذه الاسئلة شاهد الفيلم ( اضغط زر التشغيل ادناه ) الذي قام باخراجه وكتابته ( Piet Kroon ) وذلك في عام 1994 ميلادي ليحصل من خلاله على جوائز عده .
على الهامش :
+ لمطالعة موضوع كتبه المخرج عن الفيلم اضغط هنا .
+ للمزيد عن الفيلم اضغط هنا .