Follow Me
. اول السطر .
” عجبت لمن يغسل وجهه مرات في النهار ، ولا يغسل قلبه ، ولو مرة واحدة في السنة … ”
ميخائيل نعيمه
The photo by : Carol rivello
هو رجل متوسط العمر ، ثري ، كثير المشاغل ، لديه ازمة ثقة اتجاه امراة يحبها ، جذبته ذات يوم ، احيت داخله مشاعر لم يدركها مع اي سيدة سواها ، ارتبط بها ، اختارها لتصبح زوجة له .
هي اتت من بلاد بعيده ، لم تكن من موطنه ، كانت دائمة التنقل ، تستكشف الحياة و ذاتها وبقيت كذلك ، تحيا كفراشة محلقة في الكون بحثا عن رحيق ما ، تتحرك بصمت سمكة ، تسبح بتلقائية وهدوء مقلق بات يثير شكوكه .
يقرر تعيين مخبر سري لمراقبتها دون ان تدري ، يريد التاكد – هو المنشغل دائما – ان كان هناك رجل آخر في حياتها ام لا !
يسأله المخبرعن زوجته ومتى بدأ هذا الشك ، يعيده السؤال الى اول مرة شاهدها ، يعيدنا معه لنرى قصة حب تنشأ بين ثري و فتاة بسيطه ، اغتربت طواعية عن ديارها ، تعمل نادلة في احد المطاعم .
نرقب لحظات تعارفهم ، نلحظ الفرق القائم بينهما في البيئة والمستوى المعيشي ، نستشف مدى اغتراب الغريبه الاقل تعقيدا و تكلفا عن المحيط الجديد الذي يحيطها ، نشاهد كيف تبدأ الامور بالتعقيد بعد الزواج حين يعود لحياته الجافة التي اعتاد ويعرف .
يشعر بتغيرها وانسحابها لذاتها ، يزعجه خروجها المستمر والتغيب لفترات طويله خلال اليوم بعيدا عن المنزل ، نراها عبر عيون زوجها وانطباعاته ثم نراها مرة اخرى عبر عيون المخبر الذي يرقبها ويتبعها بصمت خلال كل خطوه في يومها .
تصطحبه دون تخطيط مسبق منها لجولة في مدينة لندن ولاعماقها ، يرى من خلالها الشوارع التي يعرف جديده ، مختلفة ، مليئة ببهجة لم يلحظها سابقا ، لأجلها ولأجل انجاز هذه المهمة يشاهد افلام رعب لم يكن يحب مشاهدتها .
بعد مراقبة عشرة ايام يحكي للزوج ما شاهده خلال تلك الفترة ، نرى ذلك عبر مشاهد متتاليه تفصح عن تفاصيل انسانيه عاديه ، لانسانة تحاول ان تتكيف مع يومها وحيده ، نعود للمخبر وهو يقف امام الثري ليقول له ” ان زوجتك تعرف شخصا ما دون ان تعرفه حقا ، انهما يمضيان لحظات انسانية حميمه ، مليئه بالمشاركة ، لكن دون اي حوار او كلمة ! ” .
يتملك الزوج انفعال يدفعه لقطع الحديث ، يذهب قبل ان ينهي المخبر كلامه ، في المنزل يخبرها عن وجود رجل آخر بحياتها تلتقيه يوميا ويمضيان لحظات حميمه بلا حديث – دون ان يشير بان هناك مخبر تم تعينه – في هذه اللحظه نرى المراه عبر نظرتها الخاصة لذاتها ، تتحدث عن احساسها ، مشاعرها اتجاه كل ما يحيطها وما هو كائن ، لا تنكر شيئا ، تبوح لزوجها بهذه العلاقة الغامضة تقول له ” .. في البدء اعتقدت اني كنت خائفة مما يحدث لي لكن لم اكن كذلك حقا ، كل ما اعرفه اني لو كنت المراه التي تغمرها الوحدة كليا في هذه المدينة فهو الرجل الذي تسكنه الوحدة مثلي ” .
تسترسل و تخبره انها لم تقول له مخافة ان ينهي هذه العلاقة التي لا تعد علاقة حقيقيه ينطبق عليها مفهوم الخيانة ، هي اقرب لمشاركة وجدانيه بقيود وحدود ، فلا حديث ولا كلام ولا انفراد تام ، هي علاقة تبدأ بالطريق والاماكن العامة وتنتهي هناك ، ومع ذلك لا تخلو من دفء انساني تفتقده كثيرا .
مع انطلاقها بالحديث تعود بنا الكاميرا الى لحظات خروجها في غياب الزوج ، ومع بعض التفاصيل الصغيره ندرك ويدرك الزوج ان هذا الرجل الذي يشاركها وجدانيا تفاصيل يومها ويغمرها بدفء انساني لم يكن سوى المخبر الذي تم تعينه .
ينسحب بغتة من امامها للغرفة المجاورة ، يتصل به ويخبره انه قادم ، يتجه لباب المنزل بعد ان تملكه الغضب ، يتحرك مسرعا دون ان يفكر بها ، تتوسل اليه ان يبقى لكنه لا يسمع .
تعود للغرفة التي كان بها ، ترى كرت به اسم المخبر وعنوانه وتنطلق الى هناك لتتوالى الاحداث وتتصاعد حاملة المتفرج لقصة قد لا تكون واقعية في تركيبتها لكن حقيقيه في الكثير من مشاعرها المرتبطة بطبيعة الزواج واستمراريته .
العمل يمرر عبر مشاهدة الغير سريعه والبطيئة الايقاع احيانا رسائل عديده ، وهذه الافكار والنتائج يصل لها كل متلقي وفق تركيبته وتوجهه ، احد الرسائل المطروحه ان مرحلة ما قبل الزواج والتي تجذب كل طرف للاخر والتي لا تخلو من مشاركه وحسن استماع واستغراق في التأمل لفهم الآخر هي ليست مرحلة او محطة تنتهي باكتمال مراسم الزواج بل هي مرحلة مستمره .
كما ان اكتشاف الطرف الآخر لا بد ان يكون حالة دائمة و ديناميكيه غير قابلة للتوقف والركود بآمان ، وان تبادل دفة القياده في هذه العلاقة امر مهم ان كان الطرف الاخر قادر على ذلك ويرهقه الاحساس بانه مجرد تابع او ظل .
احببت طريقة استخدام الفلاش باك في الفيلم – وان انتقدها النقاد الذين لم يشيدوا بهذا العمل الذي لم ينجح جماهيرا رغم الاسماء التي وقفت خلفه – وبالامكان اعتبارهذا الانجاز بروفة لفيلم آخر قد يكون أجمل ان اتقن اعداده !
خيالات حول نسخة مصرية
الفيلم ربما لم يكن متقن الصنع في بعض الامور او لنقل ان الحبكة ليست كاملة والشخصيات بها بعض خلل ومع كل هذا احببته وتخيلت اني سوف اكون سعيد لو اعيد انتاجه او تعريبه من جديد بشكل لائق واكثر دقه .
تخيلت المخبر احمد حلمي مع تجديد كامل في ادائة لمنح ذاته كممثل اضافة ولاعطاء الدور ابعاد انسانية جديده ، بالامكان ايضا ان يقوم هاني رمزي بالدور لكن دون مرح يسقط الشخصية في هوة الهزل ويجردها من انسانية مطلوبة ، خاصة وان الدور مرح بطبيعته و دون اي اضافات ، كما بالامكان اسناده لخالد ابو النجا لكن سوف يكون مشابه من ناحية المشاعر والتعابير لادوار قام بها وقد لا يضيف له الكثير الا ان اداه ايضا بشكل مغاير و متجدد وهنا تكمن الصعوبه والابداع الحقيقي .
شخصية الزوج لم يحضر بمخيلتي سوى هشام سليم الذي احبه واحب تمثيله واشعر ان هذا الدور ان كتب بشكل سليم قد يكون اضافة جديده له – ان تم وفق مخيلتي – اما الزوجة فتوجد اسماء عديده من النجوم العرب المشتركين باعمال مصريه مثل التونسية هند صبري ، اللبنانية نور ، السورية سلاف فواخرجي ، مع رغبة خفية لدي بترشيح السورية امل عرفة كنوع من الاضافة لما تملكه من خصوصية في الحجم والشكل والاداء .
ايضا شخصية الزوجه – في حال اختيار ممثلة سوريه – تكون مغرمة ببلد المعز ، لم تزل بعض صور الوحدة العربية بين مصر وسوريا قابعة باعماقها ، تعشق التراث وعبق الماضي ومحبة للانسانية و متفائله رغم البؤس الذي يسكن هذا العالم .
الموسيقى في الفيلم لعبت دور اساسي و اضافت ابعاد اكثر من رائعه ، كما ان التصوير كان جيد وكان بالامكان ان يكون افضل ، خاصة في المشاهد التي تصور طبيعة المدينة او المشاهد التمثيليه المسترسلة الاداء والحركة ، لذا ان تمت اعادته من المهم اختيار مصور جيد و موسيقى مبدع ، واشعر انه هذا العمل سوف يكون بايدي امينه تفهم معنى التفاصيل الصغيره ان قام باخراجه المخرج الفنان محمد خان ، فمن ينسى التفاصيل في ” موعد على العشاء ” و ” زوجة رجل مهم ” و ” شقة مصر الجديده” .
فيلم مغمور .. احببته !
عرض عام 1972 ميلاديه ، طرح في دور العرض باسمين الاول ” اتبعني ” و الآخر ” عين عامة ” ، ذمه النقاد ، لم ينجح جماهيرا ، ومع هذا احببته قبل ان آراه !
استمعت لموسيقاه مصادفه ، جذبتني وتخيلت مشاهد عدة تعبر خيالي ، بعضها يتجاوز عالم البشر ويدخل عالم الرسوم المتحركة ، ارى فراشة ملونة تحلق من زهرة لاخرى ، شبح اسود صغير يتبعها بلونه القاتم ، لاينوى على شر ، يحمل داخله عاطفة لا تتناسب مع ملامحه ، ينجذب لاجنحتها الملونة ويدرك بانها ليست له وانه لن يكون في يوم ما مناسب لها .
هذا الشبح يشبه الى حد ما شخصية رسمت في فيلم الاطفال الياباني ” سبريتد اوي ” مع اختلاف انه يحلق ويطير متوشحا بحزنه الاسود ومليئا بحب عميق كسواده .
وضع الموسيقى التي احببت ومجمل موسيقى الفيلم البريطاني جون بيري ، وهي تعد بالنسبة لي اكبر نقطة جذب بالفيلم ، هذا الموسيقار حصل على جائزة الاوسكار الخاصة بالموسيقى التصويريه خمس مرات ، من الاعمال الشهيره التي وضع الحانها فيلم “الرقص مع الذئاب ” ، ” ولد حرا ” ، ” خارج افريقيا ” .
السيناريو والحوار كان لـ بيتر شافر وهو كاتب بريطاني من اعماله فيلم اميدوس الذي حصل به على جائزة اوسكار عام 1984 ميلاديه ، التصوير كان لـ كرستوفر تشالس وهو مصور بريطاني شهير من اعماله ايضا التي تدور في نفس الفلك تقريبا ” اثنان على الطريق ” للنجمة الراحلة اودري هيبرون ، اما الاخراج لـ كارول ريد وهو بريطاني ايضا ويعد هذا العمل آخر ما اخرج للسينما ، من اشهر اعماله فيلم “اوليفر ” الذي انتج في عام 1968 ميلاديه وكان مقتبس عن رواية تشارلز ديكنز الشهيره ” اوليفر تويست ” وحصل به على جائزة الاوسكار .
بعد ان عرفت اسم الفيلم بحثت عنه طويلا لشراءة ومشاهدته ولم اجده سوى في الـ يوتوب ، كانت نسخة كامله مجزئة على مراحل و مترجمة باليابانيه ، ربما تكون ليست بالصفاء المطلوب لكنها قابلة للمشاهده ، اضعهاهنا كما اضيفت على اجزاء :
” 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، 10 ، 11 ، 12 ، 13 ، 14 ، 15 ” .
Thanks to : 765elwood’s
كما اضيف المقطوعة التي احببت واستمعت لها اول مره وكان عنوانها ” اللقاء ” للاستماع او الحفظ اضغط هنا .
. آخر السطر .
” تبتدئ الموسيقي حيث تنتهي اللغة ”
هوفمان
Thanks to Klaatubes
حديثك عن الفيلم مشوق لمشاهدته في أقرب فرصة , أحببت القصة جداً بدت بسيطة و تنبئ بمشاهد كثيرة ذات حساسية سواء بين الرجل وزوجته أو بين الزوجة و المدينة وأشياء أخرى , تبدو مشاهدتك للفيلم عميقة ومتشعبة أنتجت خيال فيلم عربي أراه سيصبح جيداً جداًإن تم توزيع الأدوار بالطريقة التي ذكرت خاصة عندما يقوم بدور الزوج هشام سليم و الزوجة أمل عرفة ( لشدة حماسي وددت لو تم ارسال هذا الاقتراح لمخرج أو أي جهة مختصة ) 🙂
أحببت المقطوعة وشعرت بأنها تمثل دقات القلب المتسارعة وفي نفس الوقت الممزوجة بالأحلام و المفاجئات و الهدوء و الملامح وأخيراًالطرقات المؤدية إلى اللقاء . شكراً لك 🙂
Details said this on أفريل 25, 2010 في 10:01 ص |
احببت وصفك للموسيقى … لكن لا تتوقعي كثيرا من فيلم شجبه النقاد و لم يقبل عليه الجمهور 🙂 ربما كنت في مزاج جيد وربما كانت الموسيقى التي سمعت قد شحنتني برضا مسبق عما سوف اشاهد !
يزيد said this on أفريل 25, 2010 في 12:18 م |
شئ من بعيد ناداني وقالي اني سمعت الموسيقا دي قبل كده !!!
شريف حلمي said this on أكتوبر 3, 2019 في 1:13 م |
الافلام المصرية استعانت بالكثير من الموسيقى العالمية و قد عرفت بعض تلك المقطوعات عبر تلك الافلام في طفولة مبكرة .. لذا افهم شعورك!
يزيد said this on أكتوبر 7, 2019 في 7:28 م |