القلوب التي احب
في ظل الثورات و الحروب والانقلابات والمجاعات والحياة الشاقة اوالرغده هم يحتفلون ، في المطارات اوعلى متن الطائرات الخاصة و المحلات التجاريه ومحلات الزهور وبطاقات التهنئة ستجد قلوب حمراء وعلب من الشوكلاته – قد لا تعد الافضل – احتفالا بالحب ذلك الغائب الحاضر والحاضر الغائب .
الحب الذي لا يظهر رغم وجوده الا في الازمات و العزاء و المرض و المواقف المتازمه ، فتجد امم كبيره تكبت احتياجها ومشاعرها لتنشغل بلقمة العيش وتامين حياة كريمه او حتى حياة تتجاوز حد الكفاف .
يمضون مع الغربة مشوار قد يطول بعيدا عن بلادهم ، او يعيشون في اوطانهم دون ان يعرفوها حقا او يتمتعوا بها بلحظة من الهدوء والسكون والصمت المريح .
يضرب جمع كبير بالعاطفة عرض الحائط بسبب هذه الظروف الصعبه ، بل ويراها البعض رفاهية ، ويتركها بعض آخر رغبة مؤجله معتقدا انه يمتلك الزمن وان الوقت قادم وسوف يلحق بها ويعوض ما تركه ، فيمضي العمر لنرى احبتنا وقد شاخوا وابنائنا وقد كبروا وكبرت المسافات بيننا وبينهم وبات التواصل صعبا كونه لم يكن موجودا بشكل عميق مرتبط بالعاطفة و لم يكن يتجاوز في افضل الحالات بعض الاوامر الشبه عسكريه وفرض لائحة طويلة من النظام .
قد نبخل باحضان لا تاخذ من عمر الزمن سوى ثواني و مع هذا تغمرنا بمشاعر عديده صعب ان تشرح ، و تشحننا بعواطف مهمة تعطي الكثير من الامان والراحة والاستقرار النفسي ، والمدهش اننا لا نفعلها بينما لدينا القدرة على الدخول في نقاش جدلي يتجاوز العشر دقائق وعلى مرات متكرره في محاولة ايضاح اهمية هذه الاحضان من عدمها وسبب احتياجنا لها او رفضها او سبب القبول بها من الاساس !
في خضم هذا العالم المدني الذي فرض تركيبته على البشر بالتدريج باتت العاطفة ضالة لذا تجدها تقف على ارصفة خاطئة عبر علاقات غير مشروعه وممنوعه في محاولة منها لايجاد ذاتها وعوضا عن ذلك يسرقها الضياع ليكبلها بالندم والضغينة التي تكبر عبر كل علاقة فاشلة لا ننجح بها و لا ترى النور وتسلب الكثير من احترامنا لذاتنا .
في عالم كهذا يهتم بالدقيقه والثانية وضع للحب عيد لاجل تنظيم وانعاش الاقتصاد والمتجارة بالسلع المختلفة باسم الحب ، ومع ذلك تبقى هناك قلوب عصية كالطبيعة ، مهما وصلنا لاعلى درجات العلم يظل التحكم بها صعبا ، فمن يمنع زلزالا او بركان ، ومن يوقف عاصفة او اعصارا .
هذه القلوب العصية هي القلوب التي احب ، وهي التي تحب بلا اراده او اختيار او مواعيد ، وهي ان لم تقم باحضان نتمناها او شكليات نحلم بها ، تظل قلوب ذهبية لا تصدأ ولا يتغير معدنها مع الوقت حتى وان لم نتفق معها في اشياء كثيره ، قلوب لا يكمن ان نتطاول عليها او نتعداها لصدق عاطفتها وحبها لنا رغم شح عطائنا في احيان كثيره .
للتحديد اكثر ، ما اعنيه هنا قلب الام التي تدرك ماهية الامومة ، التي تحترف العطاء بلا مقابل ، التي تعي دون ان تعي حقا انها فنان يشكل قطعة الصلصال التي بثت بها الروح بحرص واتقان واجتهاد ، لتحيا في هذا المجتمع وتتفاعل معه وتتعايش وفق ما تتمنى له وما اكثر الامنيات الطيبه التي يحملها هذا القلب الذي يعي اين تقف عاطفته كي لا يفسد ما زرعه وتعب عليه .
قلب كبير لكنه لا يحجب ضوء العقل ، فتدرك هذه الام حقوق صغيرها وحقوق هذا العالم عليه في الوقت ذاته ، فلا يعد لها فتنة في الحياة الدنيا او باب للذنب لفرط عاطفتها التي تعميها عن رؤية الحقائق .
ختاما لا ادري لم احببت ان اضيف هذه الاغنية اليوم ، وهي جزء من فيلم الليالي الدافئة الذي عرض عام 1962 ميلاديه ، كتبها حسين السيد – الذي كتب ذهب الليل و ماما زمانها جايه و ست الحبايب واغاني اخرى عديده – كما لحنها الموسيقار الراحل فريد الاطرش لتغنيها صباح لابنتها في الفيلم وحملت عنوان ” حبيبة امها ” للمشاهده اضغط زر التشغيل ادناه ولحفظها او الاستماع لها اضغط هنا .
العمل من انتاج و اخراج حسن رمزي ، كما كتب له السيناريو والحوار بمعية نيروز عبدالملك ، شارك في بطولته نجمة ابراهيم ، زهرة العلا ، عماد حمدي ، كمال الشناوي ، والطفلة صافيناز قدري التي عرفت لاحقا حين كبرت باسم الممثلة بوسي .
ماما دايما تقول انها كانت تغني هذي الأغنية لما كنت صغيرة..وسبحان الله تخرجت من قسم الهندسة زي كلمات الأغنية..
كثير أحب هذي الاغنية و جعل عيني ماتبكيك ياماما..ولا يفجعنا ربي في غالي
نوره said this on فيفري 15, 2011 في 5:52 ص |
آمين 🙂
يزيد said this on فيفري 15, 2011 في 7:09 ص |
And I thought I was the sensible one. Thanks for setting me starghit.
Elora said this on ماي 9, 2011 في 7:46 م |
r6OiNM rrqgrxvavbku
vvcilt said this on ماي 12, 2011 في 7:04 م |