ولا عزاء للسيدات
هذا العمل اشبه بمقطوعه موسيقيه لا تنسى ، تجذبك لفرط بساطتها وعمقها في آن واحد ، تستشعر الاندماج العالي بين اعضاء الفرقة ككل ومدى التآلف بقيادة المخرج الحساس بركات .
ترى المشاهد تتدفق كالانغام مناسبة بنعومه ، تشاهدها لا بعينك فحسب بل بعدسة الراحل وحيد فريد ، وتستشعر عدم هبوط الايقاع بين كل مشهد وآخر لجوده مونتاج الراحلة رشيده عبدالسلام ، ويضيف للقطات الفيلم و يعمق الاحساس بها وبذلك الزمن ككل نغمات اورج الموسيقي والملحن الفنان هاني شنوده .
ويشارك كل هؤلاء صوت عذب يروى الحكايه وكانه يلقي شعر ، صوت لا تسمعه فقط بل ترى صاحبته وهي تحكي قصتها لتنسى انها الفنانة الطبيعيه فاتن حمامه وتصدق انها ” راويه ” بطلة القصة التي كتبتها بكل نعومه كاتيا ثابت .
تطرقت لموضوع مختلف الا وهو الكلمة التي قد تكبر ككرة الثلج وتصبح شائعة تودي بحياة انسان وتغير من ترتيبها دون اختياره ، نرى المجتمع بكل ما يحمله من خير وحب واهتمام قد يظلم الفرد ويؤذيه باسم الحرص وكافة المشاعر الجميله .
ونرى من خلال حكاية ” راويه ” حكاية ” عبلة ” و حكايات اخرى عديده اضافت لكل من اداها ثقل نوعي في ادائه لنراه هنا فنان آخر غير الذي نراه في اعمال اخرى .
ادوار تحسب لعزيزه راشد ولسعاد نصر ، وادوارمميزه لذوي الاداء الخاص الفنان جميل راتب والراحل عبدالواث عسر و التلقائيه نعيمه وصفي .
كاتبة القصة والمخرج شاركا السينارسيت سمير عبدالعظيم في كتابة الحوار وتسلسل الاحداث ، نهاد بهجت اضاف للصوره بديكوراته الغير معقده جماليات غير متكلفه ولا تشبه الواقع تماما لتشعر انك في اعماق رواية تقرأها اكثر من كونك تشاهد فيلم من الواقع فعلا ، اخدت المناظر في مدينة السينما وايضا تم الطبع والتحميض هناك.
عرض الفيلم في سينما رويال بالاسكندريه بتاريخ 23 اغسطس عام 1979 ميلاديه واضيفه اليوم كامل نقلا عن نسخة مسجله من شريط فيديو احتفظ به في مكتبتنا المنزليه ولم ازل اذكر شكل الخط ولون القلم الذي كتب به العنوان والغرفة التي شاهدته بها لاول مره في الثمانينات الميلاديه .
ارفع مشاهده برفقة عبارات قيلت في الفيلم واحببتها ، ربما لم تكن افضل الجمل ولكن هي بعض ما علق براسي و لمسني و اذكره ، مشاهده ممتعه .
+ ” … كلام الناس كتير ولسانهم اطول ، رموا اسمي في الطين وصفوني بكل الاوصاف ، شغلوا نفسهم بيه مع العلم اني كنت ست عاديه ، يمكن اقل من العاديه ، الفرق اني كنت مطلقه زي كتير اوي في البلد دي .
الطلاق كان طبعا مصيبه بالنسبة لي ، لكن المصيبه اللي اكبر اني اضطريت اسيب بيتي وكياني وارجع اعيش مع اهلي لان المطلقة مهما كان سنها لازم ترجع تعيش مع اهلها بين اربع حيطان ، وكل ده عشان كلام الناس مع العلم انهم كده متكلمين وكده متكلمين ” .
+ ” …. البيت شكله اتغير عليه .. ولا انا اللي اتغيرت !؟ ” .
+ ” .. كنت قاعده في جمع السواد ده ودماغي فاضيه ، عاجزه عن التفكير ، فوج من السواد داخل وفوج خارج ، مين دول !؟ عاوزين ايه !؟ .. ما كنتش اعرف معظمهم !! ” .
+ ” … اكتشفت ان خارج بيتي الدنيا ما كنتش غير بحر من الطين ، ستات لابسه من غير حيا ، و الكلام والتجريح في سيرة الناس كان بيتقال بابتسامه ” .
+ ” … آدي اللي احنا شاطرين فيه .. اللعب بالكلام .. واللف والدوران ..” .
+ ” … ياما لعبنا هنا واحنا صغيرين ، ما كناش عارفين الدنيا مخبيه لنا ايه ، كنا سعدا .. سعدا وابرياء ، ازاي اتغيرت كده !؟ “
+ ” .. ليه بيتخانقوا .. ده النهارده الدنيا حلوه .. والشمس حلوه ودافيه .. وهو …. ” .
+ ” – ماقلتليش هربتي مني ليه !؟
– عشان لقيت نفسي في الواقع .. مش في الخيال .
– والواقع ده .. كان اوحش كتير من الخيال !؟
– لا ما قصدتش ، بس .. بقى واقع مش خيال .”
+ ” .. مسكينه يا عبله .. فين احلامك وفين خيالك .. دي حياة واحده اللي بنعيشها .. ليه ضيعتيها بالشكل ده .. انا كمان ضيعوا لي حياتي .. لكن ع الاقل احتفظت بحقي في اني افكر في الانسان اللي عاوزاه ” .
+ ” .. ليه يا امي كنتي بتخوفيني من الحب … عمري ما سمعت الكلمة الحلوه دي قبل كده ” .
+ ” … و اوعي تتغيري .. خليكي كده على طول ” .
+ ” احنا نسينا .. بننسى بسرعه كده .. انتم مجانين .. اكيد مجانين .. لما بتتكلمي عن الحقوق .. فكري الاول بحقوقي انا ” .
+ ” … كل ده بسبب كلمة اتقالت غلط .. نهايته .. لا انا اول واحده ولا اخر واحده اتكلموا عليها .. ودي مش حكايتي لوحدي .. دي حكاية ناس كتير اتقال عليهم كلام كان اقسى من ضرب الرصاص .. كلام اتقال غلط .. من غير حساب .. هدم حياتهم .. اللي قالوا الكلام ده نابهم ايه ؟ .. استفادوا ايه ؟ .. ولا حاجه ! ” .
السلام عليكم
فيه مشهد ف الفيلم ده لما بييجي جمل زاتب يبوسها وهي بتعيط وتتكسف …..باحس وقتها انها بتمثلش……باحس انها بجد مكسوفه وخجلانه ومش عارفع تعمل ايه……..مشاعر مركبه ف مشهد سريع
من اجمل ماتفرجت ف حياتي وللعلم من اجمل اختيار لاسامي الافلام
مش عارفه يمكن يايزيد متعرفش او يمكن تعرف ان اسم الفيلم هي كلمه بتذكر ف اعلان العزاء ف جريده الاهرام……..مثلا اهل المتوفي بيكتبوا ان العزاء ف مكان كذا….ولا عزاء للسيدات اي لايوجد عزاء رسمي للسيدات…..وبالطبع كان هذا منتشر ف مصر قبل وجود الاماكن التي يوجد فيها قاعه للرجال وقاعه للسيدات
بس حبيت اوضح ان اسم الفيلم مأخوذ من هذه الجمله
شكرا
hala said this on أفريل 6, 2011 في 8:27 م |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
معلومه جديده اضافت للموضوع .. والموضوع في حد ذاته له ذكريات لدى كل من شاهده او تحدث عنه ذات يوم .
شكرا على المعلومه وسعدت بمشاركتك 🙂
يزيد said this on أفريل 7, 2011 في 6:53 ص |
بصدق لم أشاهد الفلم أو على الأقل لا أتذكر بأنى قد شاهدته حتى تولد لدي إنطباع أستطيع مشاركتكم به ولكن أشيد به لسبب وحيد مفتقد بجميع الأفلام من 1993 و حتى الآن: الإحتراف
أبغا أتحدث قليلا عن موضوع ذات صله .. المعذره مقدما على الإطاله و إحتمال كبير بأن القاري قد لا يستفيد فأرجو الإعتذار فيما لو حدث ذلك
الفلم يخضع لمايسترو مثله مثل أى أوبرا أو أغنيه , مثل ترس بماكينة ,, إذا لم يحكم المايسترو فرقته و المهندس تروس ماكينته فالناتج قطعا سيكون سيئ.
مفهوم الفلم العامي: ايصال الفكره/القضيه/الصوره لدى المشاهد بفكره أو علم أو إطلاع بغض النظر عن مدى صلاحية ماهو مقدم ( سياسي – درامي – كوميدي )
أغلب افلام الآن الاستفاده الوحيده الفكرية المشتركه بين أغلبها هو التسطيح الفكري ,, قائمه على الإقتباسات من قصص النت و الجرائد و أسوء مافى عبارات الشوارع وبتجديد لأفلام الماضي بنكهه الحاضر كعجوز بال90 تم إلباسها طقم كاجوال و باروكه بالعكس و نص علبة ميك آب بوجهها و هو كله تجاعيد من مخلفات الزمن
– قصه دراميه أو كوميديه تجد إدخال الدعاره فيها ( لفظي / حركى ) شرط رئيسي لنجاح الفلم
– قصه شبه واقعيه تجد ما سبق إضافه لعنصر الترف الزائد و بالذات لو كانت القصه بفتره ما قبل عصر النهضه
– قصه أجنبية تم تعريبها , يتم إزالة أبرز مافيها من عناصر ناجحه و إضافه أسوء ما يمكن من إضافات سواء بالممثلين أو الديكور أو الحبكه الكتابيه
– إدخال موسيقى تصويريه بمواضع لا تحتمل ذلك تجعل عقل المشاهد ينقسم نصفين ما بين التناقض السمعي و البصري ( جرب مشاهدة اللون الأصفر و أقنع نفسك بتسميته أحمر .. بالضبط هي هذه الحاله التى اتحدث عنها
– تكرار نفس الوجوه و كأنهم مقرر دراسي ,, القهر بأنهم فشله بإمتياز أو إدخال وجه جديد بدور محوري و الممثل لا يستطيع تقديمه – على الأقل – بشكل منطقي – فتتمنى بكل مره يظهر لك بأن يختفى بأى طريقه ( إن شاء الله يدخل بالقصه غزاة فضاء و يخطفوه – المهم يختفى من الفلم )
– كل ممثل/ه تجده يخلص بإظهار نفسه شكليا أفضل من آداءه ,, يعنى باتت الأفلام الآن عباره عن عروض موديلات أكثر منها كفلم يقدم قضيه .
– تجد نفس الممثل بنفس الآداء من 10 سنوات , لا يريد عتق الشخصيه .. لا يريد تطوير ذاته و مؤمن بأن جماهريته في إزدياد من واقع ردود افراد محيطه: كإجابه تحديده__ نعم هو :محمد سعد و يلحقه: عادل إمام و هنيدي ,, نفس الآداء بكل أفلامهم __ ماعدا عادل فهو بدأ أسلوب التدوير من فيلم التجربة الدانماركيه و حتى الآن
أقول لكم حاجه: لى 7 سنوات بدأت خط العوده لمتابعة ماضي الأفلام , شاعدت:
ذهب مع الريح
رابط القصه: http://is.gd/RHBJht
و قبل 6 أيام شاهدت فلم بعنوان: Dog Day Afternoon 1975
رابط القصه: http://is.gd/EjhEzl
أنصدمت تماما بوجود فلم مثل هذا , الموسيقى التصويريه التى أتذكرها للبدايه و النهايه , كل الممثلين .. كلهم مقنعين , حتى القصه بالرغم من حدوثها قبل أكثر من 30 سنه الا أنها قابله للإسقاط على واقعنا اليوم , السؤال هو: لو تم إعادة تصوير نفس الفلم الآن هو سوف يكون بنفس الجوده – عن نفسي .. لأ
و المفاجأه The Curious Case of Benjamin Button
رابط القصه: http://is.gd/mU5U5F
أعدت مشاهدته فوق ال 4 مرات بسبب الحبكه الدراميه و التصويريه و تسلسسلها بشكل منطقي جبرني أصدق بفتره إنها قصه حقيقيه
ليس لدي تطرف نحو ممثل أو فلم بعينه و لكن يحكمنى الآداء لأن 90 دقيقه من وقتى أستطيع إستثمارها بمشاهدة فلم سابق مع ضمان بحصولى على إضافه فكريه جديده ( أشهر فلم أسقط عليه المثل السابق: العراب: http://is.gd/VY7uwl ||| وال ستريت: 1987 http://is.gd/rhBDge ) اما إضاعتها على فلم كله غناء و دموع و صراخ و إيحاءات ولا منطق ولا ترابط بين عناصره ___ يمدحو قناة زمان أقلها .. قناة
ممثل مثل أحمد زكي رحمة الله عليه عندما شاهدت له فلم الإمبراطور و عدت لمشاهدت النسخه الأصليه Scar Face وجدت عقلى قد تقبل النسخه على الأصل فهذا معناه قوة إقناع بالتمثيل وطبعا لا أنسى البرئ و البرنس و البيه البواب و غيرها مما لاتحضرني الذاكره الآن
مديحه كامل رحمة الله عليها بالرغم من حسرها دائما بأدوار إغرائيه الا إنها فرضت علي حاله تصديق بفيلمها الأخير المزاج بالرغم من قلة الإحتراف التصويري
عادل أدهم بالرغم من إنحساره دائما بأدوار الشر مما يعنى آداء ثابت الا أنه يجبر المشاهد على أحاسيس مختلفه بكل فلم تجده فيه ( اقصد هنا شرير مكروه – شرير الظروف جبرته – شرير وسط جبناء .. إلخ )
الجيل الجديد فيهم ممثلين رائعين: كريم عبد العزيز – أحمد عز – خالد النبوي – أحمد السقا – أحمد حلمي – أحمد مكي , أهتم بأعمالهم و آداءهم .. الحبكه الدراميه / الكوميديه لديهم مقنعه , لا أحس بالملل سواء كان الفلم جديد أو سبق لى مشاهدته
منتهى مقصدي: بان الجيل السابق كانت أسوء انتاجاتهم تتفوق على أفضل افلام الآن من حيث المحتوى و النص و الآداء و أنا مؤمن بأن الأذواق مختلفه و التنوع مطلوب و لكن ليس بالطريقه الحاليه ككل
أيضا بعض المشاهدين يقيس مدى تقبله للفنان كشخص و يسقطها على الفلم ككل و هذا غلط , فالفنان مثله مثل أى آله تستخدمها , شكلها و ماركتها لا تعجبك و لكنها تؤدي المطلوب منها بدقه و إحترافيه و هذ هو سبب إقتناعك بها و صرفك للمال عليها فيما لو كانت تحتاج للصيانه
عموما .. هو كلام فى صدري أحببت أن اشارك به لا أكثر .. كل الود لكم جميعاً
o7447o said this on نوفمبر 7, 2011 في 2:45 م |
استمتعت كثيرا بقراءة تعليقك لسببين الاول كونه يتطرق لموضوعات احب ان اعرف رأي الناس عنها كالسينما وتفاصيلها .. السبب الآخر انك كنت تعرفني على ذاتك عبر كلماتك وتدفقها ولا تعلم كم اسعدني ذلك وكان مدعاة لسروري !
جميل جدا .. ان يكون لك عين ناقده خاصة بك .. ورؤيا وان تشابهت مع بعض رؤى الاخرين او اختلفت .. تظل تمثلك .. وتشكل وجدانك .. وتعبر عنك .. وهذا اراه مهم جدا وفي اي مجال .. وهي من بعض السمات التي تمنح الانسان لقب انسان فعلا .. وما اعنيه هنا التذوق .. باقصى معانيه واكثرها تفصيلا .
شكرا لسطورك .. جزيل الشكر .
يزيد said this on نوفمبر 7, 2011 في 4:57 م |
فلم رائع قصه و اخراج و تمثيل و تصوير و موسيقى لاتنسى و على راس قائمة الابداع سيدة الشاشه العربيه فاتن حمامه فلم لو شاهدته مليون مره لا امل منه
اتحاد said this on نوفمبر 8, 2012 في 10:07 م |