ويبقى للنغم اثر
لم اشاهد المسلسل الا مشاهد قصيرة للغاية كوني لم اكن من متابعي المسلسلات عموما في تلك الفترة ، ولم اشاهد المقدمة او النهاية تحديدا ، وذات فجر وفي توقيت صادف فترة اعادة الحلقة ضغطت زر تشغيل التلفاز بغرفتي واتجهت لغرفة قريبه تجعلني اسمع الصوت ولا ارى الصورة .
في تلك اللحظة شعرت ان اللحن القادم خلفية موسيقية لشعور ما كنت احمله في تلك اللحظة واشعر به قبل ان ادخل المنزل عموما ، احساس مكثف لم يكن حزن او ضيق او كآبه ولم يكن له اسم محدد لدي لكن كنت اشعر به في تلك الفترة وعلى فترات متقطعه .
كان اللحن به ترجمة ما لهذا الشعور اكثر من الكلمات كما كان لآلة الكمان خصوصية وشجن ، ولم اتفاجئ حين قرأت اسم واضع موسيقى العمل التصويريه كوني كنت احب اعماله التي تحمل تجديد آتي من القدم فلم يكن محاكاة اجنبية او عمل غارق في الحداثه ، بل كان الاحساس هنا شرقي مصري ، تتالف الآلات في موسيقاه ولا واحدة تطغى على الاخرى ، هذا رق يحاول ان يبتهج رغم حزنه وذاك ناي يئن بكبرياء جاعلا من المه وصلة خاصة تضيف لهذا التكوين الموسيقى بعدا آخر ، اما الاوتار فكانت محملة بالكثير ، العميق ، الذي اعتدنا ان لا نفصح عنه .
لذا سعدت حين وجدت على الانترنت وبعد سنوات هذه المقطوعة الخاصة بمسلسل ” التوأم ” الذي عادت به ليلى علوي الى الشاشة الصغيره بعد غياب خمسة سنوات وتزامن تمثيلها له مع فيلم ” اضحك الصورة تطلع حلوه ” ، العمل عرض في شهر رمضان 1418 هجريه الموافق نهايات اخر شهر عام 1997 ميلاديه وبداية يناير1998 ميلاديه ، من اخراج مجدي ابو عميره ، وتمثل به دورين لاختين توائم تهاني وعزيزه ، شاركها بطولة العمل كل من جميل راتب ، يوسف شعبان ، ابو بكر عزت ، فاديه عبدالغني واخرين ، وكان التصوير به لم يزل مستمرا حتى نهايات شهر رمضان وقد احتفلت بيوم مولدها مع اسرة المسلسل داخل الاستديو في وقت تبديل الملابس و في وقت لا يتجاوز الساعة .
بعيدا عن هذه التفاصيل اعود لما بقي لدي وفي اعماقي من عمل لم اشاهده وهو موسيقى العمل التي وضعها المبدع ياسر عبدالرحمن والذي كنت استمع لاعمال كثيره قدمها قبل هذا العمل واحبها ، مثل الالبومات الغنائيه التي لحنها لزوجته حنان ماضي ، والتي كانت تحمل كلمات مختلفه وتركيبة لحنية لا تتشابه مع الاخرين .
اضيف اليوم اللحن هنا وانا استمع له اثناء كتابة هذا الموضوع في هذا الصباح بدهشة من قدرة النغم على تحريك اشياء كثيره بداخلنا واستدعاء صور قديمه ووجوه رحلت واختصار سنوات حميمه وقصص عديده في دقائق .
شكرا ياسر عبدالرحمن .
” تبتدئ الموسيقى حيث تنتهي اللغة “
هوفمان