كومبارس
انتهيت للتو من قراءة هذه المجموعة القصصيه للقاصه والروائيه هيفاء بيطار ، وكنت قد بدأتها في الطائرة اثناء رحلة العودة الى الوطن ، اشتريتها مع رواية القندس و كتب اخرى من موقع دار الساقي الالكتروني ساعيا لان استمتع بها كتاب بعد الآخر .
الكتاب من القطع المتوسط ، يقع في ١٢٦ صفحة ، به نستعرض الكثير من الشخصيات ومن خلال ستة عشر قصة نعبر اعماقهم ، نعرف ادق اسرارهم ، وكيف تسير حياتهم عبر صفحات معدوده و في وقت قصير.
ليلة الدخلة والمصباح الكهربائي : عنوان القصة الاولى من المجموعة والتي تصلح ان تعرض كمسرحية من فصل واحد او فيلم قصير او روائي طويل مع مخرج يملك خاصية الدخول بالتفاصيل بنعومة و دون فجاجة او افتعال مع كادر تمثيلي يتقن ويعي ما يؤديه و كاتب سيناريو وحوار يضيف للنص و يرتفع به لمستويات اعلى، هي قصة موقف حدث و من خلاله نرى تباين مواقف المجتمع اتجاه امور اخرى عديده .
بين الالف والياء : قد يجد البعض جزء من ذاته في هذه القصة ان كان يرتبط بعلاقات متعدده بعضها قريب من اصحاب السلطة والقرار وبعضها الآخر مع بعض عامة الشعب الذين يعانون الامريين لاجل ان تسير لهم معاملة بسيطه ،و كل ما اتمناه ان وجد احدكم ذاته بالقصة ان يجدها بعيدا عن المضاعفات التي حدثت لبطلتها .
انخطاف : قصة قصيرة تحكي عن لقاء حدث بعد غياب بين شخصين حالت الظروف من ان يرتبطا ، هنا رصد للقاء الذي تم صدفه وبشكل تلقائي و واقعي .
كومبارس : وهو عنوان المجموعة القصصيه ، بها سرد مؤثر للاخطاء التي تحدث تباعا و وفقا لنظام غائب و يخلو من المرونه في بعض مراحله ، ردات فعل الفريق الطبي المساعد للطبيبه كانت واقعيه ومستفزه ، القصة بمجملها مختلفه الى حد ما.
فخ الحب : من المؤكد ان القصة ليست هزلية ولكن شر البلية ما يضحك ، ولا تعلم كاتبة القصة كم احببت هذه القصة العصرية وربما كانت تراها الاضعف او الافضل لا ادري لكن ما اعلمه اني احببتها جدا و ضحكت بها كوني كنت اتخيل بعض المشاهد وخيالي يسترسل في رسم التعابير او الاداء ، هي باختصار قصة لشخصين تعارفا روحيا عبر النت والتقيا صوت و صوره وجسد في باريس عاصمة الحب لتسترسل بعدها الاحداث .
القاتلة : قصة بها دراما نفسيه عالية ، احببت كيفية عرض الغير منطقي والغير مقبول بشكل طبيعي وصادق لا يخلو من مراره ، قصة مؤثرة وتسلط الضوء على احد طقوس العنف اليومي الذي يتم و الذي يصعب به على المنتهك ان يعبر عنه بشكل مباشر كونه غير معلن ولكن الشعور باثره جلي و واضح و مؤلم على كافة الاصعده ، قصة تظهر مدى تناقض الانسان واحتياجه الدائم للارتباط بدينه ولو شكليا حتى وان اخطأ او اجرم .
الحبيب : قصة ذكرتني برومانسيات افلام الابيض و الاسود وتلك الفترة الشاعرية الرمزيه ، رغم خلوها من قصة حبيب وحبيبه ، فهي ترصد علاقة اب وابنه في مناخ شاعري ربما لا يتشابه مع اسلوب قصص يوسف السباعي ولكن رغما عني تذكرته و لا اعلم لماذا !
بلا عنوان : قصة احببت بها حديث البطلة مع ذاتها و نشوتها بانقطاع صداقتها ان زاد ، حوارها الذاتي به الكثير من المقاطع التي احببت خاصة في وصف المكرر و المتوقع والمفتعل والمألوف ، هي ايضا قصة غير جديده وتحدث كثيرا لكن احببت بعض التفاصيل وسلاسلة الاسلوب في مقاطع محدده .
قطاعة الورق : قصة تظهر مدى تمكن الضعف من الانسان وان حاول رفضه ، ابطالها مدرسة مكافحة تكره الوضع الذي تعيشه هي وبعض زميلاتها و زوجة رجل مسئوول تتخذ من ادارة المدرسه عمل لها و برستيج يكفل لها المظهر المكمل الذي تريده ، ونرى في القصة كيفية تفاعل كل طرف مع الآخر ، استمتعت اثناء مطالعتها .
القسم : لا ادرى لم تذكرت عدي صدام حسين و شخصيات اخرى عديده قد تدفع و وفق مناخ معين لان تكون ما هي عليه بشكل او بآخر ، بها الكاتبة اختزلت الكثير ورصدت احداث كامله تصلح لان تكون رواية في قصة قصيره وهذا الامر ينطبق على الكثير من قصصها في هذه المجموعه .
حسنه : قصة احببتها جدا واثرت بي للغايه رغم انها قد تبدو للبعض مكرره ، من المحزن ان تكتشف ان ما عشت لاجله وتربيت عليه واجتهدت وتفانيت وآمنت به مجرد حقيقة لديك وكذبة وامر غير مكمل او مهم لدى الآخرين هذه هي كانت باختصار مأساة السيدة حسنه ، قصة رغم انها ليست مخيفه البتة لكن اخافتني !
مقام الحب : قصة بها الكثير من التعري النفسي ، فهي اقرب لقصة رجل منها الى قصة امرأة هكذا شعرت ومع ذلك لم يمنعني هذا الشعور من متابعة القصة والتفاعل مع بطلة القصة التي تعيش حياة توقعها الآخرين لها ولم ترفضها كونها تعطيها الكثير من التقدير والاحترام لديهم ، بينما هناك حياة اخرى تسرقها و تواقة لها بكل ذرة بجسدها وروحها .
صابرين : لم اشاهد فيلم اسماء لهند صبري بعد ، لكن اجواءه حسب مافهمت ذكرتني باجواء هذه القصة التي تدور في استديو و داخل احد برامج التوك شو ، الضيفة هنا اسمها صابرين و القضية المطروحه اطفال الشوارع .. ولكن صابرين عوضا ان يشاهدها الناس فحسب كانت هي المرآة التي شاهد بها البعض بشاعتهم دون قصد منها وبشكل فطري .
جرس مائل : عمل ذكرني بشخصين مرتبطين كنت اعرفهما ومرا في حياتي ، ففي عمر معين وعند اختلاف الميول وللدقه التوجه العام في المبادئ والافكار سواء دينيه او طريقة حياة ومعيشه قد يحدث فراق او انفصال شرعي ، هذا لم يكن قلب القصة بل جزء منها و استوقفني كوني كنت و ما زلت افكر به كثيرا ، هنا نرى رجل يحتفل براس السنة وحيدا وتتداعى عليه الذكريات واحدة بعد الاخرى .
نجاح : قصة قصيرة تروي تأزم سيدة مجتهده وناجحه في اغلب ما تقوم به وتتبدل حياتها بعد ظهر يوم حمل لها كارثة ارهقتها وبدلت من تعاملها مع كل ما يحيطها ، لتقرأ السطور وانت تتسأل بعد سقوط كهذا هل تعود لسابق عهدها ؟
امرأه متخلفه : عنوان القصة الاخيره في المجموعه وهي ايضا قصة قد تكون مكرره وبها مواقف حواريه بين الرجل والمرأه وليست في الاغلب هي المناخ الذي يستهويني من القصص .
لكن للانصاف كان لهيفاء وخلال هذه القصة و المجموعة ككل اضافة خاصة في ما تقدمه وقدرة على التنقل من موضوع لاخر ومن مرحلة لاخرى بسلاسة ويبدو لي انها تتشعب بالفطرة اي لديها ملكة التشعب بنعومه وعدم القفز بشكل مفاجئ ، كما ان لديها الاستطاعه لتحويل كل ما هو مكرر الى مختلف بلمسة خاصه ، كان هذا – ان لم تخني الذاكرة – اول كتاب اطالعه لها ، ومن الجيد انها كانت كذلك فلدي المزيد من الكتب الاخرى لها .
انتقاءات رائعه حمستني أشتري المجموعة ,,
وبالنسبة للرواية القندس صار لها فترة على قائمة الكتب التي أنوي أن أقراءها إن شاءالله
nada said this on جانفي 17, 2012 في 2:20 م |
القراءة اول الأمر تبدو ممله – بالذات الروايه – لكن كل ما امضيت معها وقت اكثر استمتعت بها اكثر .. احاول دائما ان انهي الروايات في ايام معدوده او يوم واحد .. لكي ابعدها عن المط والتطويل والنسيان وما يتلف علي الاستمتاع بها .
يزيد said this on جانفي 17, 2012 في 5:11 م |