أبعد من الإبرة .. و أقرب من الخيط
التقت بها عام ١٩٥٢ ميلاديه .. كلاهما كان يمارس موهبته و يعش تحت ظلها و بها !
هي تملك حنجرة ملائكية رفعتها بعيدا .. وهي تملك أنامل تتقن ما تفعله و تحبه ..
فيروز و بديعة الأعور .. علاقة انسانية تتجاوز ما يربط بين مطربة و صانعة ثياب ..
فما بينهما أبعد من الإبرة .. وأقرب لروح بديعة من الخيط الذي تحيك به الملابس التي ترافق سفيرة النجوم ..
في الترحال و التجوال .. وفي كل احتفال … تحلق معها ..
سواء على النطاق المحلي داخل حدود الوطن ، أو خارج البلاد ..
باتت مع المواقف و الوقت صديقة حميمة .. تقف قربها في الظل و تساندها …
تقف هناك بعيدا عن الضوء .. و التظاهر الرخيص .. لتضحكا معا ً ..
و تتقاسمان في السفر .. متاعب كل رحلة و مباهجها ..
معها زارت الولايات المتحدة في عام ١٩٧١ ميلاديه .. معها كانت ترقب كافة التفاصيل الصغيرة ..
و تلقي عليها النظرة الأخيرة قبل خروجها للمسرح و ظهورها للعيون ..
تعدل ثنايا الثوب بيديها .. و تتأكد من تطابق كل ما تخيلته مع الواقع الكائن أمامها ..
اكثر من خمسين عاما مضت .. بها الذاكرة لم تخن .. ولم تزل قادرة على الأختزان ..
للذاكرة .. و لتلك الصداقة المبتعدة .. كفراشة تقاوم الضوء .. مخاقة الاحتراق ..
للزمن الراكض كالريح .. و الماضي كأغنية .. لا تكاد تبدأ حتى تنتهي ..
اكتب هذه السطور .. و أعلق هذه الصور .. لتبقى ثابتة بلا جدار ..
معلقة هنا بلا خيط .. و دون طرق مطرقة .. أو صلب مسمار ..
هذا الموضوع أثر بي بشكل كبير وفكرت بأن السيدة فيروز لم تختار من يلونها بجرأة ويعتبرها دميته التي يجب أن تبهر الجميع بألوانها وأزيائها , هي اختارت من يجعلها فيروز كما يجب وكما تحب أن تكون , أثرت بي نظرتها لفيروز في الصورة وكأنها نظرة أم لابنتها ترقبها بكثير من الحب والتأمل , أحببت هذا الموضوع جداً وهذه عادتك يايزيد تأتي بكل ماهو مختلف و ما يترك أثراً كبيراً في النفس , شكراً جزيلاً لك .
تفاصيل said this on جانفي 21, 2013 في 5:27 م |
ترجمتي الكثير من شعوري في كل سطر كتبتيه 🙂 والعفو .
يزيد said this on جانفي 21, 2013 في 8:20 م |