رايح أنت لبعيد ..
إنه الوداع ، شعرت به من صوته الحزين ، و حين ودعها في ذلك المساء ، قرأت في يده الرحيل كضرير يبصر ، عرفت أنه اللقاء الأخير ، قلبها المنقبض جعلها تشعر أن القمر أيضا حزين و يكاد يقترب منهما في هذه اللحظات الأخيره كي يقول شيئا ، في تلك الليلة ترك كلاهما أسم الآخر يرحل مع المدى ، و عيناها عانقت عيناه للحد الذي جعلها حتى بعد أغلاقهما تراه في الظلمة ، تماما كمن يحدق في وهج الشمس لآخر مرة في حياته ، يجعلها تحرقه لكونه يعلم حقيقة الفراق القادم .
خائفة لأنها من خلاله و عبر حبه هربت من ذاتها بكل ما بها من ذكريات لا تحبها و أحزان تراكمت و لم تختارها ، تعلم بأن في غياب هذا الحب سيختفي العيد و ستتذكر كل ما ساعدها وجوده على نسيانه .
تصرخ به ” لوين مودعني !؟ ” ، و كأنها غريق يدرك موته و مع هذا يأبى إلا أن يصرخ و ينادي و يستغيث ، في غيابه تدرك أنها ستمضي إلى سماء بعيده ، كروح تحلق مع النجوم دون أن يراها أحد ، ستموت حتى و إن كان قلبها ينبض و الكل يراها تعيش !
” رايح أنت لبعيد ” أغنية للراحلة يولا بندلي ، كانت و ما زالت من الأغنيات التي تحرك خيالي و تستدعي صور عديده ، لحنها يعيدني إلى ماضي عشته و عبثا لا يفارقني ، أضيفها هذا الصباح بعد أستماعي لها مرارا .
صدرت في ألبوم ” ورق الخريف ” لعائلة البندلي ، تقول كلماتها ” رايح أنت لبعيد ، لوين مودعني ، حبك أحلى عيد ، حالي نساني ، بسمع صوتك حزين ، يامسافر ما حدا ، الشوق ناسي تخمين ، بنارك قلبي أنكوى ، شوف القمر زعلان ، جاي يحاكينا ، و على جناحو نيسان ، تركنا أسامينا ، شمس عيونك تشرين ، بتغيب بعيوني ، نجوم السما جايين ، عالسما يودوني ” .
للاستماع لها أو حفظها أضغط هنا .