حياة
هذا الصمت ..
يسكنه ضجيج ..
صامتا وحدي ..
مثل زهرة
يملؤها أريج ..
لكن لا أحد يستنشق رائحة أفكاري ..
و مشاعري المضطربه
تنتفض خلف جداري ..
أطوق ذاتي بصمت ..
يتقطعه حديث ..
حديث عن أي شئ ..
عدا ما يجول ..
بعري سافر .. داخل العقول !
حقائق الحياة ..
أحيانا لا تُحتمل ..
نُمزق أوقاتنا ..
ما بين أستجمام و عمل ..
نُدرك كل شئ ..
و نحيا على أمل !
في هذا الضجيج
نبحث عن مخدر
يخفف و طأة الحقيقه ..
لتبدو الحياة أجمل
و تمضي بيسر الدقيقه ..
فالوقت يغدو ثقيل
كثقل الحقائق ..
و الصدق المفرط ..
أمامه ألف عائق ..
نبحث عن مخدر
يتغاضى عنه الناس ..
نوم يغيبنا
يغفو به الأحساس ..
أطعمة تشغلنا
عن الحديث و التفكير ..
دواء فوق رف له سحر خطير !
نحيا في زمن ” البروزاك ”
و أقراص الفاليوم ..
نتناول مضاد الأكتئاب
مع قرص الفيتامين ..
و نضحك كآلة معطوبه
بها شئ حزين ..
تهتز بقهقهة تشبه البكاء ..
هربا من لحظة
بها تمضي و تهرب الأشياء
وجوه نحبها ..
تفاصيل أعتدناها ..
نُخدر مشاعرنا ..
كي لا تودي بنا
حين تصل أقصاها !
مع الوقت ندرك ..
أن كل ما نملكه ..
لا نملكه حقا ..
الأفكار ..
غربان تحلق
بمنقار يعبث بعقولنا
و الخوف ..
شجرة تنمو
بشوك يمزق نفوسنا
و الوقت ..
نهر جارف
يحمل كل ما أحببناه
و من كان يحبنا ..
يمضي حاملاً ماضينا ..
أمانينا ..
و في نهاية المصب ..
يُنهي أعمارنا !
في ذروة الخوف ..
نتمسك بالروتين ..
أو نهرب لمغامرة ..
ترددنا قبل ممارستها سنين ..
نأخذ قرارنا ..
و نحن فاقدي التوازن ..
بعيون ترى ..
في بياض الكفن ..
لون قاتم ، خانق ، داكن !
نحيا في مدنيه ..
مفرغة من المضمون
حياة منزوعة القيمة ..
بنظام دقيق موزون ..
يُملي علينا شروطه ..
و نتبعه بأسم القانون !
نسير كقطيع ..
يمضى لمذبحه ..
نسرف في التقليد ..
و لبس الأقنعه ..
فلا نعود نعرف ..
من نحن حقا ..
تضيع وجوهنا ..
و ننسى ملامح ماضينا ..
نسعى لجمع المادة ..
و كل ما نجمعه ..
عبثا لا يكفينا ..
نرغب بالمزيد تحت وطأة القلق ..
و نعد ما نجمع بأرتياح و أرق !
لا أحد يسمع حقا ..
و لا شخص يرى ..
وقت نجعله يمضي ..
ثم يغلفنا الثرى ..
الأسم ” حياة ” ..
و بألف وجه و طريقة ..
نحياها ..
و في العمق ..
نحن نهدرها ..
نكرهها ..
بقدر ما نهواها !