هذه الطفلة التي لا تكبر ..
جلست البارحة اتصفح أحد مجلاتي القديمة الجديدة !
مجلة طبعت منذ سنوات و أشتريتها منذ وقت قريب لأبحر في ماضي قد أعرف خطوطه العريضة و لكن تغيب عني بعض تفاصيله ، لأقرأ الحاضر ببعد أعمق يتجاوز ما هو كائن و اللحظة الراهنة ، أرقب الصور القديمة لأتذكر دائما بأن الملامح تتغير كما الموضات و التقاليع ، و بأن الأماكن التي تبني في سنين قد تدمر في لحظة و عبر قصف أهوج لا يعنيه ماضي الأشياء و تاريخها.
في هذا الورق الأصفر العتيق وجدتها دون توقع مسبق ، فأسمها لم يكن على الغلاف ، و لم يكن من الأسماء التي عبرت مخيلتي حين هممت في سبر صفحات هذا العدد من مجلة الشبكة اللبنانية الصادرة بتاريخ ٢٧ سبتمبر ١٩٧١ ميلاديه .
كان أسم الصفحة ” مشوار ” زاوية يكتبها جان شاهين ، و كان العنوان ” ظاهرة جديدة أسمها أم كلثوم المغرب ” ، لقاء من صفحتين مصحوب بثلاث صور لها ، واحدة منفرده وهي الأكبر و الموجودة أعلاه ، و اخرى مع الملك الحسن الذي كان يهنئها في اللقطة ، و الثالثة مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ .
في هذا اللقاء تحدثت فكانت نفسها و منذ عمر مبكر ، ذكاء فطري و أحساس مرهف و مختلف ، أجوبة قد تبدو عاديه للوهلة الأولى لكنها قريبة للصدق و رغم سرعة الرد الا إنها تبدو و كأنها أتت بعد تفكير عميق .
أترككم مع هذا اللقاء الذي جعلني أشعر بأن الأحلام ممكنه و أن خيالات الطفولة ليست مستحيل و بالأمكان أن تتحق و تعاش ، فهناك أشخاص حتى و إن لم يعيشوا حلمهم بأكمله في واقعهم فهم على الأقل عاشوا أجمل الجوانب التي رغبوا به و هي المرتبطه دائما بالعاطفة و الفن و الخيال و المشاركة الوجدانية مع الأشياء و الآخرين .
تمنياتي لكم بقراءة ممتعة و لحظات سعيده مع الطفلة سميرة بن سعيد .
( للاحتفاظ باللقاء و الأطلاع عليه أضغط هنا ) .