البويا خلصت يا بهيه !
البويا أو الدهان الذي يطلى ليغطي الخشب المُجرح و الجدران المتصدعه فيعيد للون صفائه مزيلا البقع السوداء ، حين ينتهي و نحن أمام شئ لم يكتمل طلائه كما نحب و نود بالتأكيد سوف نحزن !
فنحن أقتنينا هذا الطلاء من بين الوان كثيره لأحساسنا بأنه الأنسب و الأقرب لنا ، و لأجله اقتطعنا ما أقتطعنا و تجاوزنا ما تجاوزنا ، لم نعبئ بحساسية صدر أو نفكر بأدنى خطوره ، شرعنا بمد اللون و الحلم و في بداية الحلم أستيقظنا على شئ لم نزل نمسكه بأيدينا و نصر على وجوده حتى و إن تبخر و تلاشى كالعطر !
هنا تستمر ” بهيه ” بالدهن رغم شعورها بالخسارة و رغم حزنها و رغم دموعها التي تتجاهلها ، فهي مؤمنة بأن اللون الذي أختارت و أحبت صفائه لن يخذلها فربما كانت طبقة جفت و تحتها لم يزل السائل متدفق و راغب بالامتداد .
يصعب عليها تقبل أنكسار الحلم و يؤثر بها أن تمضي الأشياء و كأنها لم تأتي و تعود لذلك المسرح لترقص مخفية خيباتها و احزانها ، تقف لتغني كسابق عهدها مع فارق بسيط و هو أنها أضافت لجراحها جرح جديد !
أستعراض ” شيكا بيكا ” من فيلم المتوحشة لامسني منذ زمن ، أحببت أن أراه اليوم و أحببت أن أضيفه هنا لأتذكر ، من غناء واداء الراحلة سعاد حسني و كلمات الراحل صلاح جاهين و الحان الراحل كمال الطويل .
***
أنا راح مني كمان حاجه كبيره
أكبر من أني أجيبلها سيره
قلبي بيزغزغ روحه بروحه
علشان يمسح منه التكشيره
أدعوله ينسى بقى و يضحك !
***