تتوه
ذات ليله قالت له ” انت لا تعرفني ” .
ومنذ ان عرفته ما عادت تعرف نفسها !
ضاعت منها جداولها …
والاشياء الرتيبه التي كانت تفعلها باستمتاع لم تعد تمتعها !
تحترق على اريكتها امام جهاز التكييف كفراشة يجذبها ضوء الاحتمال و يحرقها !
لم تعلم انه وفق طبيعته لن ياتي الا حين يوقن بان قلبها البرئ فقد الكثير من طهارته وسكنته رغبة محمومه أشعلها بغيابه و حضوره المتقطع !
نقرات دفوف في العمق تخيفها ، اعماقها الشبيهة بغرفة طفلة منظمة تحولت الى غابة تحتفل بقدوم فرح غجري قد ينتهي بحتفها .
راغبة هي بالموت بين يديه عوضا عن الاحتضار وحيده ، في قلبها الف نبض يردد اسمه و في عينيها دمعة تلمع و تتحاشى السقوط !
هي تحب الحياة لكنها تبدلت منذ ان عرفته و لم تعد الحياة التي تعرف ، ففي غيابه يغيب القمر و تذوي النجوم و يصبح مميت هو السهر .
هي الان تحلم بانتحارها بين يديه حبا و قربا ، هي راغبة ان تقضم تفاحة آدم و تتوه في عينيه !