ثقة ..

28dec2014a

احيانا يتحدثون عن الثقة بالنفس ، كيف ننميها ، و كيف و كيف و كيف ..
لكن السؤال هل هذه النفس بمعزل عن الناس ..؟
لا تتحرك في محيط متغير حينا و ثابت أحيانا ؟
و هي بدورها اليست مليئه بالتعقيد ، فتارة يغمرها ضعف مفاجئ ، و تستبد بها عاطفة مباغته ، فتفقدها الكثير من توازنها و تربكها و تجعلها تقف على ارض الواقع لا تشبه نفسها و تعاني من اضطراب  ؟
اليست بفطرتها متناقضه و بها من الخير و الشر ما يجعلها تعيش صراعات عديده و متعبه ، فتحيا ازداوجيه ابديه و ان هدأت احوالها و اطمئنت لأوقات ؟
و ما هي الثقة بالنفس …
هل هي التظاهر بالتماسك و الثبات ..
الركون الى السكوت و ارتداء الغموض ..
أو كثرة الحديث بصوت حاد او عالي او متعجرف في محاولة لرسم احاس بالثقة غير موجود ..
كل هذا الاداء حتى الصمت يخفي في العمق احاسيس مرتعشه ..
إن أمور كثيره لو دققنا بها سنجد أنها تجعل من موضوع الثقة بالنفس أمر محير و متغير ..
فمن يعترف بعيبه قد يراه البعض ذو فضيله و يملك من الثقة ما قد لا يتيسر لغيره
و قد يتم تقيمه بأنه مهذار لا يعرف ستر عيبه و لا يمكن الوثوق به …
التقييم متبدل و نحن ايضا متبدلين على مر المواقف و تغير الأمزجه و السنين ..
لذا نحن احيانا قد نبدو غير واثقين من انفسنا …
و ربما كانت الحقيقه هي عدم ثقتنا بالآخرين أو بالحياة  ..
فيبقى أحساس مربك قد يأتي من تجاربنا القديمه و ربما الخوف من قصص سمعناها و عاشها غيرنا ..
في خضم هذه الاحاسيس المتحركه تحت البشره ، و الأفكار القائمة على خبرات سابقة و تتحرك بهدوء تحت قشرة الدماغ فتحركنا ، و تدفعنا للأقبال و الأبتعاد عن أمور عديده و المدهش أننا قد ننجذب و ننفر من الأمر ذاته في نفس التوقيت !
لذا قد نخسر اشياء قبل ان نكسبها ، و قد نتلهف لاشياء و حين نجدها نفقدها بسبب أسلوبنا النابع من هذا الاضطراب …
أمام كل هذا قد يلجأ البعض منا الى عدم التفكير بأي شئ ليريح رأسه من دوامة قد يرى كل ما بها زوبعة في فنجان ..
فلا شئ هنا حقا حقيقي سوى اللحظة و ما بين ايدينا فعلا و ينظر للجانب المشرق ..
و هو يثق بفهمه و قدراته للحد الذي قد ينشغل به عن فرص عابرة قد أتته فيخسرها رغم حرصه و صفاء نيته ايضا ..
لكونه وجد ذاته في خيار بين منطقة الراحة التي اختارها لذاته منذ سنين و بين منطقة مرهقة بها غبار التكيف في بداية العلاقات يزعجه و طقوس التعارف بشكل عام تستدعي منه جهد قد يبذل اكثره و يتجاوز ابسطه لا لسوء نيه هي فقط طبيعته ..
و في منطقة العلاقات البشريه نتفاجئ باختلاف الطبائع و بطبيعة الثقة ..
لكونها أمر يأتي مع الزمن و قد يفقد بمروره  ..
لذا نعود في اعمار معينه أو فترات محددة من حياتنا  لدائرة العلاقات الأقل اتساعا ، علاقات أغلب من بها ناس عرفناهم منذ الصغر ، كالاسرة و من يمنحنا ما اعطتنا اياه من احساس بان هذه الرابطة لن تنقطع ، و اللوم بها شبه منعدم ، والوقت معها يمر بهدوء و سلام ..
علاقات ربما لا توجد بها لحظات وهاجه ، اختيارات حقيقيه أو بهجة مفرطه أو حتى سعادة مقتنصه ، لكن يوجد ما هو أكثر ثباتا و إن كان اقل متعه ، يوجد ما هو اكثر ارتياحا و لا نضطر لبذل جهد لاستمراره او بقائه على قيد الحياة ..
أحيانا نندفع و نرغب أن نكون هذا السند لغريب عرفناه و لا نستطيع ربما لفرط تركيزنا على ذلك و شده حرصنا و ربما لان اختلاف الطباع موجود و التجارب السابقة لم تنسى و الف سبب قد يجعلنا نبدو مهتزين و فاقدين للكثير من تلك الثقة التي يتحدثون عنها ..
في لحظات كهذه قد يكون الصمت أفضل و الأنتظار أكثر جدوى فمن خلاله لن نخسر شيئا كما أن الأشياء لا بد أن تأتي طواعيه و لا سيما في العلاقات الانسانيه لكن يظل هناك أناس يفسرون الانتظار الصامت بالعزوف و عدم الرغبه لذا قد نبدل من طبيعتنا لأجلنا قبل أن يكون لأجلهم ، رغبه منا في توضيح شعورنا لهم و أقترابهم و مع هذا قد لا يناسب سلوكنا هذا طباعهم الهادئه فينفرون !
عندها قد لا نثق في حدسنا و ربما شعرنا بأن استخدام هذا الاسلوب لم يكن مجدي و بالتالي نتجنبه عند وجود شخص جديد يلوح بالافق و عندها يمضي كمن سبقه لأن الاسلوب الامثل معه هو الاسلوب الذي استخدمناه سابقا و تجنبناه ..
نبقي في الطريق الرمادي المتسع وحدنا  .. نرقب ظلنا الطويل على الاسفلت الملئ بالنتوء و نحن نفكر بأيدي خاليه و ذهن مزدحم و احساس مرتبك لا يعلم اي الاساليب هو الأفضل و أيها الأنسب …
نسير و نحن نسمعهم يتحدثون عن الثقه … و كيف ننميها و كيف و كيف .. نستمع بصمت و نمضي دون أن نقول شيئا .

~ بواسطة يزيد في ديسمبر 28, 2014.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: