هذه حقيقه

11jan2015

حين أبحرت في حياته الشخصيه
لمعت عيناها و كادت ان تدمع ..
رغبت ان تعرفه و هاهي تقترب منه اكثر
رغم ابتعاده عنها على مرمى محيط ..
هي الان تسبح في اعماق تفاصيله ..
و تقرأ كل ما كتبه و نقشه في فضاء الانترنت ، سطرا سطرا و حرفا حرفا و تستنشق زفيره داخل رئتها فتحيا كل خلية بداخلها و تتنفس من جديد .
اثرت بها عباراته و اقتحمتها لكن بلطف و رقة لا تلتقي أو تتشابه مع نصل صمته.
ذلك الصمت الذي كانت تدرك بأنه صدفة سميكة يحتمي بها و يخفي بعمقها احساس مرهف و قلب طفل سرقته السنين ليكبر ففعل و لكن نسي قلبه على عتبات ماضي  لم تزل روحه تحن إليه و تشتاق له و يصعب عليها أن تعود ، فدرب الرجعه مستحيل كعينيه ، متلاشي كوجوده و لكن شعوره كان حقيقيا مثله .
على ذلك الدرب سار خيالها و شاهدت بعض فتات قلبه ملقى أرضا ، تقتات عليه الغربان السوداء التي نهشت ذات فجر معتم بعضه ، لمحت قطرات من دمائه تلون جذوع الأشجار ، تسمع صدى ضحكه الطفولي باقيا في طريق قطعه و اقتطع منه الكثير،  و مع هذا كان يقف ليكمل المسير ، كثور اسود في حلبة المصارعه ، على وبره الناعم لا يظهر لون الدماء والسهام التي تصيبه لا تسقطه أرضا و لا تمنعه من الوقوف مجددا  والمحاولة بأستمرار الى أن يقف أو يتوقف نبض قلبه و هو يلفظ نفسه الأخير .
في هذه اللحظه تمنت ان تخفيه داخل عينيها و تغطيه بجفونها ولو للحظه ، لا لكونها تحبه  بل ليرتاح ، فهي سارت الدرب ذاته و بقلب المتبقي منه اقل مما كان به .
اليوم حين قرأت كلامه ، شاهدت بعض ظلالها تختفي خلفه و ربما كانت تمتد أمامه و حوله ، فهي تحب بعض ما يحبه و تشعر بأغلب ما يقوله ، تعلم ان للحضور و الغياب في حياتنا مساحات قد تجمعنا أو تقصينا و تفرقنا ، تمنت في هذه اللحظة أن تقبل يده للمرة الثانيه و تضمها بين كفيها كعصفور رغم ثباته يظل خائفا من ماضيه و من الطريق وما يخفيه ، تود أن تقول له بصمت و بلا كلام كثير .. الكثير !
تريده ان يقرأ عينيها و يعلم بأنه ليس وحده ، فالغربان لا تترك أحد و كذلك الفضول و شهوة التجربه ، و هي مثله أضاعت الطريق حين بدأت المسير بأيدي حره مطلوقه لا تقبض على شي ، كان العالم اكثر وحشة بلا يد أمي و أكثر أختناقا بلا انفاسها لذا عشت و أكثر ما أخافه هو نفسي .
تود أن تضمه في صدرها كتابوت يحتوي جسده و يخفي ملامحه عمن يرغبون بإيذائه و تغمض عينه عن كل ما يزعجه ، ثم  تخدره برائحة عطرها ليهدأ و يستكين و لينسى من خلالها كم هو وحيد و كم هو حزين .
هي تحبه .. و به تحب بعض ذاتها … و هذه حقيقه …… لا تعترف بها و لا تخفيها !

~ بواسطة يزيد في جانفي 12, 2015.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: