يحدث احيانا
هو طبيب يبلغ من العمر ٤٤ عاما ، تخصص في جراحة القلب فكان الافضل في مجاله .
جلس في مكتبه الملحق بالمستشفى الذي يقصده المرضى من جميع أنحاء العالم كعادته في كل يوم .
لم يدور في خلده ان هذا اليوم سيكون يومه الأخير لا في المستشفى فحسب بل في الحياة ككل .
توقفت سيارة بالقرب من المبنى و ترجل منها رجل يبلغ من العمر ٥٥ عاما ، للتو ترك أسرته و ابنائه ليذهب لعمله لكنه عوضا عن ذلك استدار صوب المكان الذي فارق به والدته في نوفمبر الماضي ، حيث انتهت حياتها في ذلك الوقت كما قدر و كتب لها .
مضى الرجل في طريقه متبعا هاجسه الذي سيطر عليه ، دخل هنا لينهي حياة الطبيب ثم دخل غرفة مجاورة له و أنهى حياته منتحرا.
” العلاقات بينهم كان جيده طوال فترة مرض والدتي و استمرت كذلك حتى بعد وفاتها ” هذا ما قالته اخت القاتل ، جيرته في الحي اوضحوا بانه هادئ الطباع ، و العاملين بالمشفى اوضحوا بان الطبيب المقتول كان ايضا كذلك .
هذا ما حدث ظاهريا ، لكن في اعماق كل منا قراءة مختلفة للقصة و تحليل مختلف ، و في اعماق القاتل أو القتيل قصص اخرى ، جميعنا احيانا يتصور بانه يفعل الصواب ، يرى ان الدافع كافي لفعل هذا الامر او ذاك ، يتجاوز و يتعدى و يحاول تحديد مسار الاشياء وفق خبرته او اسلوبه و ما تعلمه ، لكن الاشياء في نهاية الامر تسير كما كتب لها و تصب في نهاية المطاف في المجرى الذي وضع لها لتقف عند هذا الحد أو ذاك .
هي قصة قلوب تسكننا ، تتقلب و لا تثبت ، حكاية عقول تسكن الرأس و تملؤها الظنون و الأفكار ، هي أرواح بعضها يشعر و يستشف و بعضها ليس لها ضابط أو رابط و لا تحمل قيمة ما ، لذا قد يتخبطها الف شيطان ، فلا هي تؤمن بأن هناك أجل مكتوب أو قضاء أو قدر .
هو مشهد قد حدث في مكان كنت به و ما زلت اذهب اليه في رحلتي هذه ، به العزاء نصب على الجدران و كتبت المرثيات على بأوراق صغيره ، في نهاية الأمر هي جريمة لكنها قد تحكي لمن يتأملها الكثير .
للمزيد عما حدث اضغط هنا .