حكايا فحسب
انتهيت اليوم من قرأة كتاب ” الست .. الثانيه بعد الظهر ” الذي خطته و كتبته ساره مطر .
هذه اول مرة اطالع نصوص لها ، في البدء و بناء على جهلي و عدم متابعتي للحركة الثقافيه المحليه ظننت أن الكاتبة عراقيه استنادا على ربط ضعيف و بديهي بأسم الشاعر أحمد مطر .
شعرت أن فكرة الكتاب سبقت النص و المتن ذاته ، أي تبلورت كبناء ثم اتت السطور بعد ذلك ، فكل النصوص من المفترض انها كتبت في الثانية ظهرا ، حيث تعد كاتبة السطور أن هذا الوقت لدى اغلب الناس هو ” أسوأ ساعه في نهار اليوم .. بها كل شئ قابل للموت ” .
علما أنها كانت بالنسبة لي في ايام الدراسة ساعة الخلاص من الدوام المدرسي و وقت وجبة الغداء ، اي ساعة كنت انتظرها بفارغ الصبر و اشعر بأن اليوم يبدأ حقا بها .
اتخذت الكاتبة منهجية في البناء السردي لكل جزء ، حيث اختارت لكل مجموعة من الصفحات عنوانا من اغنيات ام كلثوم و مقطع مكتوب منها ، مع الوقت اتضح ان النص الذي يكتب في كل فصل لا رابط بينه و بين العنوان او فكرة الأغنية أو مرتبط بالبناء من قريب أو من بعيد .
الكتاب كتب على غلافه كتصنيف ادبي ” حكايا ” ، لكن للاسف لم يعلق بذاكرتي الكثير منها ، اضافة الى ان الاسلوب المقالي يبرز في ثنايا النص ، فيضيع المتلقي و يحتار و يضطرب لكن يمضي به الوقت و هو يرقب حضور ساره في نصها بشكل مكثف لتشعر بأن بعض ما يكتب به جزء من السرد الذاتي و به حديث عن تفاصيل قد تهم قارئ و لا تهم الآخر .
تحدثت عن رواية ” جزيرة الكنز ” و اختارت ان تحكي عنها من خلال معرفتها بها كعمل تلفزيوني كرتوني مصور شاهدته ، تحدثت عن جداتها ، عن كتبها الأربعه التي اصدرت و بعض الكتب التي قرأت و عن تفاصيل ذاتيه بها يتكثف وجود ” الأنا ” أكثر من التجربه و تفاصيلها .
في بعض السطور يتحول الكتاب الى شئ قريب من كتب تطوير الذات ، حيث تحاول ان تساعد القارئ على تأمل الأمور بنظرة مختلفه و أن الأمر الذي يبدو كذلك فهو ليس كذلك حقا ، شئ قريب من كتب ” شوربة دجاج للحياة ” !
هنا تتشعب في طرح الموضوعات و تقفز الكاتبه من شعور لآخر بشكل مفاجئ قد لا يحدث الأثر المطلوب لدى المتلقي و ربما جعل تفاعله أضعف في بعض الاوقات .
من المؤكد ان هناك بعض السطور المضيئه و التي تبقى ، كما أن انتاج اربعه كتب و اصدارها امر قد يستدعي بعض الجهد و الوقت من الانسان و يعطي لذلك كامل الاحترام و التقدير على الجهد المبذول اما النتيجة فهي بالتأكيد سوف تختلف من قارئ لآخر .
ختاما اعترف بأن غلاف الكتاب جذبني و استخدام ام كلثوم كأيقونة به استوقفني و دفعني لشراءه ، هي تجربه بها تعرفت و إن كان متأخرا على كاتبة من بلادي ، لها اسلوبها الذي يشبهها و لها بالتأكيد مريديها و متابعيها و لها في السوق زبائن ينتظرون اصدارها ليقتنوه .
كما أنه يوجد و على الضفة الآخرى فئة قد يكتفون برشفة واحده او كوب واحد ثم يمضون بلا عوده حتى اشعار آخر .