جدار
كانت النافذة الزجاجية شفافه ، دائرية كوجه مبتسم ، تظهر ما يتوارى في أعماقها من حياة ، من ضوء و زهور تلون العمر و تحاول ان تضيف لهذا الكون جمالا فتخفف من بشاعته و تجعله اقل قسوه .
أقدارها جعلتها توجد بقرب جدار ، يبدو صلبا لكل العيون التي تراه ، صلفا ، خاليا من المشاعر و ردات الفعل التلقائية ، و حدها كانت تدرك ما يخفيه خلف بياضه الممتد و ما يتحرك وراء مظهره الجامد .
في ليل الصمت استمعت لنغمات عذبه تصدر من خلفه و تنبئها عن الحياة التي يعيشها وحده حين يعم السكون المكان .
تعرف انه جدار عاشق للموسيقى و محب للهدوء في آن ، يمضي وقته وحده بمشاهدة المسلسلات الامريكية و الأفلام الأجنبيه و يقرا بين وقت وآخر كتاب او اثنان ، يحب الطعام الجيد و تستنشق رائحته رغم الاسمنت الفاصل و العوازل ، جدار يؤدي ما هو مطلوب منه خلال اليوم و حين ينام الجمع يستيقظ و يحيا و ينبض و يعيش .
تعلم انه جدار غريب الأطوار ، تحيطه الضغوط و تسكنه الأسرار ، له احساس مفرط لا يظهر كل حين ، و لديه ألم يكبر و يعيشه بلا انين ، و فوق بياضه الاجمل تظهر خطوط صغرى و تكبر مع السنين .
تقف اليوم أمامه و تترقب اهتمامه ، تعكس ضوئها فوق امتداده ، باحثة عن مكان لها في حياته ، فقد ألفت وجوده و لديها يقين به و بانه رغم صمته يسمعها و يشعر بها و سوف يسمعها صوته و ردوده .
تنتظر و صمتها … بداية حوار !
جميل ورائع كالعادة… الصمت هو قمة البوح.
ريم... said this on مارس 29, 2015 في 12:40 ص |
شكرا ريم .. و مرورك يسعدني كالعاده .
يزيد said this on مارس 29, 2015 في 12:48 ص |