عضلة اسمها الارادة
اليوم عصرا طالعت هذا الموضوع في مجلة ” سمير ” المصرية ، بالتحديد صفحة ” الحياة و البنات و الصبيان ” ، في العدد الصادر بتاريخ ١٧ يناير ١٩٨٨ ميلاديه ، هذا العنوان ” الأراده و كيف نقويها ؟ ” استوقفني و حين قرأته لمس أو للدقه حرك بداخلي اشياء ، ربما شئ اقرب الى إعاده قرأة الذات و تقييم بعض العلامات الموجوده بها من خلال الموضوع.
ادرك أن ارادتي اقرب للضعف احيانا ، خاصة في الامور المرتبطه بما أحب و اهوى ، بعد الانتهاء بقي اثره باعماقي مستمر و لو لوقت ، لذا أحببت أن أنقله إلى هنا نصا كما قرأته ، لحفظه و لأعادة بعثه و لكي تعم الاستفاده عبر اسلوب مركز و ملم و لا يخلو من بساطه ، اليكم السطور و قرأة ممتعه :
” كم من الأخطاء يرتكبها الانسان إذا كان ضعيف الاراده .
و الارادة هي القوة التي تساعد المرء على السيطرة على رغباته و ضبط أمور حياته .
و التاريخ يشهد على أن العظماء الذين خلدتهم الاجيال في اعمالهم و اقوالهم ، كانوا اصحاب إرادة صلبه .
و صاحب الأراده القوية لا ييأس حتى و لو تعرض للفشل عدة مرات .. فهو في كل مرة يفشل فيها يعيد المحاولة ، و يبدأ عمله من جديد ، بشرط أن يكون مقتنعا بأن هذا العمل نافع ، و بأن الطريق اليه مضمون ، و لكن بمشقة .
و هناك اشياء تدل على ضعف الاراده ، و مطلوب من الانسان أن يتخلص منها لكي يقوي ارادته .
فالثرثرة مثلا ، دليل على ضعف الأراده كما أن الانانيه التي تجعل المرء يحب نفسه فقط ، تدل على ضعف الاراده .
الشك في الآخرين ، و اتهامهم بلا مبرارات دليل على ضعف الاراده .
قلة الثقة في النفس ، و مقدرتها على تذليل الصعاب ، دليل على ضعف الاراده .
و العيوب التي يعاني منها كل واحد فينا ، ما هي الا انعكاس لضعف إرادته . فحاول أن تتخلص من عيوبك لتقوي ارادتك . و بوسعك أن تحول البغض إلى حب و تسامح ، و الانانيه إلى نكران النفس ، و عدم الثقة بالنفس إلى ثقة بها ، و عندما تقوي ارادتك تتحسن امور حياتك ، فتعود عليك بالخير و البركة .
و عندما تقوي الارادة ينتظم التفكير و تصبح اعمالك دليلا على الاتزان .
فانتهج طريق الخير ، و قو ارادتك تنفع نفسك اولا ، و مجتمعك ثانيا ، و اجعل من اعمالك شمعة مضيئة في الظلام ، تنير بها الطريق للآخرين ” .
ما استوقفني حقا أن يكتب موضوع كهذا في مجلة من المفترض انها للأطفال ، و اهمية ذلك في تنبيه الكائن الذي يتكون وجدانه بأن هناك اشياء بداخله تحتاج لعنايته الخاصة ، تنمو عبر ادائه كالعضلة تماما ، قد يخفق بالتمرين مرة و لكن بالتكرار سينجح مرات .
في هذه الحياة نفقد بعض ما تعلمناه مبكرا ، و احيانا نختار الحلول الاسهل لكوننا بتنا متعبين من الطرق التي نختارها لحياتنا أو من الحياة نفسها .
في الحمية التي امارس لي زلات و في الحياة ككل ، و اتصور أن فكرة العيش هي المحاولة و تكرارها ، فما بين السقوط و الوقوف نتحرك ، لكن بالحذر و رؤية الاشياء كما هي حقا تقل نسبة سقوطنا و يرتفع احساسنا بذاتنا يوما بعد يوم .