تلك العيون الكبيرة
في طفولتي تعلقت ببعض الرسومات التي احاطتني في تلك الفترة ، اذكر اللوحات و لا اعرف الرسامين ، و من ضمن الأعمال التي بقيت بذاكرتي و اثرت بي لوحات تحمل وجوه قطط و كلاب و اطفال بعيون متعبة لا تخلو من حزن عميق أو هكذا كنت أشعر !
بمرور السنوات كانت اسماء الرسامين تأتي طواعية و اعرفها دون البحث عنها ، فغلاف كتاب لغادة السمان قد يعرفك بدالي أو رينيه ماغرت و سواهم ، لكن هذه الوجوه التي شاهدت طفلا لم أعرف حتى الأمس القريب أسم من رسمها .
منذ عدة أيام سألت أخي ، حدثته هاتفيا عن هذه اللوحات و وصفتها له ، لكن ربما شرحي في ذلك التوقيت لم يساعده على الوصول لشئ أو ربما كان وقتها مشغولا في تلك اللحظة .
لكن دائما للقدر تراتيب الهية فالبارحة سهرت معه و شاهدنا فيلما اقترحه ، اخبرني أنه يحكي قصة الرسامة التي أحببت لوحاتها و التي أغرقت العالم في فترة ما بوجوه اطفال تحمل عيون كبيره و كانها تلومنا على ايذاء الطفل الذي يسكننا ، لوحات من الصعب المرور قربها دون أن تلفت نظرك أو تستوقفك و لو قليلا .
أثرت بي قصتها لكونها كانت تتقبل الأقل مخافة فقدان الأكثر ، فأبنتها مهمة لديها و الحب في حياتها تريده بأي شكل كان و الرجل في عالمها أمر تود وجوده ، تجمعت عليها الظروف و لم تكن تملك في البدء الروح التي تنجدها مما تمر به و لمدة سنوات توارت في الظل تماما ، رأت سواها يقطف نجاحها ، و استمرت في دفن ذاتها لإيمانها بأشياء و خوفها من اشياء ، لكن القدرة على التحمل لها حدود و الصبر ينفذ احيانا و الحياة قد تكشف لنا كل شئ و لو متأخرا و توقظ بداخلنا شئ لم نكن نتوقع أنه موجودا بداخلنا !
لن احرق تفاصيل الفيلم لمن يرغب بمشاهدته ، و لن أقول إنه فيلم يستحق المشاهدة و مميز و ما شابه من عبارات ، لكن سأقول إنه قد يعد أفضل مما يقدم حاليا ويلاقي رواج بلا سبب ، كما أنه يحكي قصة حدثت و هذا الموجع بالأمر على الاقل بالنسبة لي .
أحببت اداء الممثلين هنا لكونه لم يكن مبالغ به و وظفوا كل منهم في مكانه ، الفترات الزمنيه التي دارت بها الاحداث نقلت بشكل يحملك لذلك الوقت فتعيش اللحظة ، اضيف في الأعلى اعلان غير رسمي للفيلم أحببته و أحببت كلمات الأغنية التي به .
معلومات اضافيه :
+ الرسامة التي يحكي الفيلم قصتها ظهرت في أحد مشاهده و هي تجلس تقرأ على مقعد خشبي في الخلف ، بينما الممثلة التي تقوم بدورها ترسم في الأمام .
+ تيم بورتين الممثل و مخرج الفيلم في الوقت ذاته ، كان يجمع أعمال الرسامة منذ عام ١٩٩٠ ميلاديه و قبل أن يتخيل بأنه سوف يقوم بأخراج فيلم يروي سيرتها الذاتيه ذات يوم !
شاهدت الفيلم اليوم، مؤثر جداً ..
شكراً عم يزيد على اقتراحاتك الجميلة ..
محمد said this on أبريل 23, 2015 في 3:26 م |
عفوا ..
و الشكر لك على المشاركة و الاستجابه .
يزيد said this on أبريل 24, 2015 في 1:41 ص |