عمل أخير بعد الرحيل
في هذا اليوم ١٦ / ٦ / ٢٠١٥ ميلاديه ، و عند الساعة الثامنة مساء ، سوف يتم – بأذن الله – افتتاح مسجد ” الشافعي ” ، الكائن في حارة ” مظلوم ” ، بمنطقة جدة التاريخية بعد ترميمه .
يعد المسجد أحد أقدم مساجد مدينة جدة ، و قد وجد قبل عدة قرون و عرف لدى العامة بأسم الجامع العتيق ، ينسب أسم المسجد الى أحد أئمة المذاهب الأربعة للسنة و هو الامام محمد بن إدريس الشافعي .
بدأ مشروع ترميم المسجد قبل نحو ثلاثة أعوام ، و على نفقة ملك الأنسانية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه و رحمه رحمة واسعه ، حيث أمر بتحمل كافة تكاليف هذا المشروع سواء ترميم أو أعادة بناء او استعانة بخبراء .. الخ ، من خلال مؤسسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأعمال الأنسانية .
و فعلا تم الاستعانة بفريق عمل فني متخصص ، و خبراء عالميين ، حتى لا يتعرض المسجد لأضرار جانبية – نتيجة لأحد عمليات الترميم السابقة – نظرا لأن مكوناته الأساسية تعتمد على الجبس و الرمل ، و سعى القائمين عليه اثناء عملية الانشاء لأن يحافظ هذا المبنى على شكله القديم ، و نقوشه الاسلاميه المميزة و المختلفه ، كي يكون واجهة تعبر عن العمارة الاسلامية في شبه الجزيرة العربية ، و عقب أحدهم عن هذه التجربة بقوله : ” كانت عملية الانشاء للمسجد و العمل عليه بالغة الدقة ” .
حيث تم العمل على ترميم الأعمدة و الأسقف الخشبية و الجدران و المنارة و المحراب ، و الزخارف الجصية و الخشبية ، اضافة الى اعادة احياء العناصر المخفية من نوافذ أو فتحات على الجدران الخارجية ، كما تمت ازالة المحلات التجارية الملاصقة للحائط الجنوبي للمسجد ، و تم انشاء دورات مياه حديثه بشبكة صرف صحي جديدة ، مع تمديد متقن لأجهزة التكييف للتبريد ، حرصا على احياء أحد ” بيوت الله ” في هذه الأرض ، و اعادة بث الروح فيها .
كما تم رصف الارضيات بالبلاط ، و اضافة السجاد ، و توزيع الأضاءة و مكبرات الصوت و السماعات ، لأجل رفع صوت الآذان و اقامة الصلاة به .
هذا المشروع الذي يرى النور اليوم ، يعد عمل أخير لملك الخير ، عمل عليه في حياته كبذرة اودعها و ها هي تزهر بعد الرحيل ، جعلها الله روضة له في الجنة ، و عملا يثقل ميزان أعماله ، رحمه الله و غفر له و رحم جميع موتى المسلمين … و كل عام و انتم بخير .