مشوار

2jul2015aaa
مدخل
. ” أحتاج أن أعود .. لي ! ” .

قبل المشوار

كنت اليوم و لعدة أيام مضت أشعر بأني ” آلة ” معطلة ، قد تُستَخدم و تتحرك كأداة فتح المعلبات في المطبخ ، لكنها نائمة في الدرج أغلب الوقت ، ترقب الحياة و هي تتطور ، و المعلبات و هي تتنافس فيما بينها ، أيها يٌفتح بشكل أسهل و أيسر ، حتى بات أكثرها يحتذي في أسلوبه و طريقته ” الآلية ” ذاتها المستخدمه في المشروبات الغازيه الأمريكية ” أسحب و أشرب ” .
مع هذا و في عالم يجنح نحو السهولة المفرطه و التساهل في أهم الأشياء … قد تصعب بعض ” الأمور البسيطة ”     !

فلاش باك

منذ ما يتجاوز الأسبوع و للدقة العشرة أيام ، كنت أبحث عن ” كتاب ” موجود و ليس موجود !
تبدأ الحكاية حين     قرأت بعض النصوص المكتوبة بعناية و لامستني ، أحببت الأسلوب ، و مضيت أقرأ ما هو متوفر في الأثير ، عبر شبكة الانترنت ، التي قد تربط الأرواح بلا رابط حقيقي و مع هذا قد يكون عميق !
في ” سطر ما ”  أشار كاتب السطور كطير ” حمام ” وديع إلى ” العش ” الذي ترك داخله صغاره و للدقه كتبه ، و بدا لي أن الحظ في هذه المرة حليفي ، كون المكتبة موجودة في مدينتي التي أعيش بها ، و لا يفصلني عنها سوى مشوار .

لا للمشوار

الكائن ” الناضج ” بداخلي و الذي يعرفني إلى حد ما ، أستبعد فكرة ذهابي للمكتبه ، فهو يعلم بأن ” الطفل ” الذي بداخلي سيمضي معي ، و يفقد اتزانه هناك ، و المحصلة قد أذهب لشراء كتاب فأعود محملا بأكياس عديده ، و الرفوف ازدحمت ، و بت احتاج ” عمر ” اضافي لعمري كي أتمكن من قراءة هذه الكتب التي لدي ، و النائمة مثلي في سبات ، تنتظر شيئا ما ، حدث ما ، احساس ما ، و يطول انتظارها و انتظاري دون أن يأتي !

تحايل

ارسلت السائق في المرة الأولى ، فعاد ليقول أنه لم يجده ، عندها تواصلت مع ” الطائر ” و أخبرته بمعلومة غير صحيحه ، أوضحت له أن جميع ” صغاره ” حلقوا بعيدا ، لقد ” نفذت ” النسخ ، و في الحقيقة كنت لا أكذب ، بل أروي ما فهمته و شعرته فحسب ، متمنيا منه أن يضيف المزيد قريبا .
أخبرني بأنه سوف يفعل و قبل أن يمضي قال : ” إن لم يتوفر ،  أعدك بنسخة هديه ” .
بعد يوم عاد ليخبرني بأن هناك نسخ أضافيه ، و هي ترقد فوق الطاولة الكائنة أمام الباب مباشرة .
أرسلت السائق مرة اخرى ، و طلبت منه حين يصل أن يهاتفني و فعل ، لكن ” حارس البوابه ” القابع على مكتبه بجوار الباب ، ليجيب أسئلة الزائرين و يدون الفواتير ، لم يكن ملما بكل التفاصيل ، أخبرني ” عبدو ” – وهذا أسمه – بأن هذا الكتاب لم يمر عليه و لا يوجد لديهم ، حدثته بأنه على الطاولة القريبه منه ، منحني بعض ” الصمت ” و عاد ليؤكد كلامه !

2jula2015ccc

حيرة

من المؤكد أن الكاتب صادق ، و من المؤكد أن السائق ” التعب ” صادق ، و من المحتمل أن ” مسئوول المكتبه ” هو المسئوول !
بت في حيرة في أمري .. هل يوجد مكتبة اخرى تحمل الاسم ذاته في مكان آخر !؟
إن لهذه المكتبة قصة اخرى معي ، فقد عرفتها أول مرة بمكانها القديم  و اسمها العتيق ” المكتبه التراثيه ” ،  في ذلك الحين – عام 2007 م –  كنت أبحث عن كتاب ممنوع – رواية بنات الرياض – و وجدته بها .
كانت هي المكتبة التي فرحت بوجودها ، لكونها تشبه المكتبات التي أرى بالسفر ، تُعنى بالكتاب فحسب ، لا أدوات مكتبيه ، و لا قرطاسيه ، فقط رائحة الكتب و القراء .
وقتها أشتريت العديد من النسخ ، و أهديت أقاربي و أصدقائي – اهداء الكتب عادة لدي و أحبها و ما زلت أمارسها مع من أحب –     لكن المكتبة بعد فترة غيرت مكانها، ثم غيرت اسمها مرتين ، مرة غدت مكتبة ” الكتاب ” و اخرى ” نادي الكتاب ” !
رغم هذا التغير في العنوان الا انها ظلت كما هي ، مليئة بالكتب و العناوين ، لكن لا يوجد نظام يسهل على البائع أو المشتري الوصول لما يريد ، فلا المطبوعات  مؤرشفة على ” جهاز ” ، و لا الفاتورة ” مطبوعة ” و لا العرض مريح للنظر ، فالعيون أحيانا تحتاج لمسافة كي تقرأ أسم الكتاب في الرف الأعلى أو الأسفل ، كما أن ” العناوين ” كانت تزدحم على الطاولة بشكل عشوائي ، يصعب به التركيز و ايجاد ما تريد بسهولة ، لا سيما و انها كانت طاولات و ليست طاولة واحده .
منذ ذلك الحين     لم اذهب لها ، و مع الوقت أصبحت اتحاشى المكتبات – قدر المستطاع – لكثرة الكتب التي لدي ، لذا لم أحضر ” معرض الكتاب ” الأخير ، و إن حدث و دخلت ” مكتبة ما ” أحاول أخذ الشئ المحدد الذي أريده ثم أهرب بأسرع وقت !

عودة الهارب

نتيجة لما سبق ، و لرغبة ” الطفل ” الملحة بداخلي ، مضيت إلى هناك !
في الطريق تخيلت الحوار الذي سيدور بيني و بين ” عبدو ” ، ليقيني أن الكتاب هناك ، ينتظرني كطير صغير ، لم أظفر به حين حاولت صيده بيد سواي ، ربما آن الآوان كي ينام في يدي ، و سأريه له ،  سوف أدعه يقرأ أسم الكتاب ، و اذكره بأنه قد أجزم بعدم وجوده !
كان الشخص ” العجوز ” القاطن في اعماقي منزعج لسحبه من تحت أغطيته ، و خلال المشوار وجد في هذه الخيالات التي تعبر رأسي متنفس له ، كان يهز رأسه مشجعا و لم يتوقف إلا عند وقوف السيارة بالقرب من باب المكتبة ” التراثيه ” التي استعادت أسمها القديم مرة اخرى !
في الداخل كان يجلس “عبدو ” تحت الأضواء الحارة ، بجوار جهاز التكييف الذي لا ينعم بهوائه ، فقد كانت فتحاته تتجه صوب الجدار المقابل البعيد ، يبدو عليه أثر الصيام رغم حلول وقت الأفطار ، أو ربما كان مجهد و هذا أثر الحياة عليه ، كان يلوذ بصمت جعل ” العجوز ” الذي بداخلي يستبعد كل تلك الحوارات و يمضي بهدوء الى الطاولة المعنية فحسب .

عودة الطفل

حين وقفت أمام الطاولة لقراءة العناوين ، تداخلت الأسماء في عيني ، انتابتني حالة ما و للدقة ” رغبة حادة ” في قرأة كافة العناوين سريعاً كماسح ضوئي ، و لفرط قوة ذلك الأحساس لم أعد اعرف أن اقرأ شيئا ، و شعرت بنبضاتي تزيد !
لم أعلم إن كان ما يحدث اختناق سببه المناخ أو تصميم المكتبة ، لقد شعرت بالحر و زاد تعاطفي مع ” عبدو ” ، ما جعلني أوقن بأن الأمر حقيقة و لم يُصبني وحدي ، جبين الرجل المقابل لي ، فقد كان يقطر عرقا و هو يتأمل العناوين في الضفة الآخرى ،     بتأملي له خفت الشعور ، و عادت العناوين لأماكنها فأتضحت الرؤيا لي ، كوني شعرت لوهلة بأن الحروف تتراقص أمامي و تبرز بعيدا عن الأغلفة ،  كأفلام ” الثري دي ” حين نراها بدون النظارة المعدة لها !
عندها ظهر أسم ” محمد التركي ” و تحته كتب بخط جميل مشكل ” ما نسيته الحمامة ” ، مددت يدي لتحمل الكمية المتبقية ، و هي خمس نسخ ، سوف أهدي أربعة منها و أحتفظ بالأخيرة  لي !
سمعت صوت يقول بداخلي و هو يشير للباب  ” هيا نمضي ، لقد وجدت ما تريد ” ، و وجدت جسدي يتجه صوب الجدار المعاكس و يمعن في الولوج أكثر داخل المكتبه !
انطلق ” الطفل ” الذي بداخلي ، و باتت يداه لا تكف عن لمس ما يراه ، و حين خف الناس ، و لم يبقى سواه و ” عبدو ” ابتسم له و هو يقول بلا تفكير : ” لقد سألتك عن هذا الكتاب ، لهذا المؤلف ، واخبرتني بأنه ليس موجود ، هل كتابه الآخر موجود لديك ؟ ” .
ارتبك عبدو واقترب و هو يسأل عن عنوان الكتاب الثاني ، و لأن ذاكرة ” العجوز ” اصابها بعض عطب ، بحثنا عن العنوان الآخر معاً في الأثير و عبر هاتفي الصغير ، اثناء ذلك طلب مني مشاهدة الغلاف ، موضحا أن عيناه تلتقط الصور و الألوان أكثر من العناوين .
هذا الحوار القصير، قربني انسانيا من عبدو ، و تفهمت الوضع تماما ، و سقط لومي له ، فعيناي منذ دخلت لم تستقر ، و ذاكرتي لا تذكر أغلب الأسماء التي قرأتها للتو .
أخبرني بأنه ليس موجود ، العجوز الذي بداخلي هز رأسه شاكرا ثم مضى لزاوية المكتبة ، أخرج الهاتف ليسأل الكاتب مباشرة و عبر ” تغريدة سريعة ” إن كان يتواجد هنا أم لا ، و أتت الأستجابه سريعة و تفيد بعدم توفره في هذه المكتبة ، عندها عاد الطفل ليسحب العجوز بعيدا و يقصيه ، كي تركض روحه في الممرات الضيقة ، كان منطلقاً رغم ثبات جسدي ، و وقوفي المتقطع أمام الكتب كلما سرت خطوات قصيره .

المحصلة

2jul2015bbb
انجذبت لمجموعة من الكتب ، لها صفحات قليله ، تُبسط أعمال الأدباء و الكتاب العرب ، فنقرأها مُوجزة ، مُلخصة ، و في دقائق قصيرة .
من هذه السلسلة انتقيت ، كتاب ” الأيام ” الذي يُعد سيرة ذاتيه لعميد الأدب العربي طه حسين ، كتاب ” الأندلس ” للمفكر الكبير أحمد أمين ، ” أرض الأحلام ” للدكتور . زكي نجيب محمود ، ” حياة محمد صلى الله عليه و سلم ” للكاتب الكبير محمد حسين هيكل ، ” رجال حول الرسول ” للمفكر الاسلامي خالد محمد خالد .
أضافة لكتاب آخر بعنوان ” شعراؤنا يُقدمون أنفسهم للأطفال ” – صادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ، و مخصص للمعارض الخارجية الدولية ، من مطبوعات وزارة الثقافة ، به الأدباء مثل المتنبي ، السموأل ، عنتر بن شداد ، ابو فراس الحمداني ، حاتم الطائي ، و آخرين يتحدثون مع القارئ – الطفل – عن أنفسهم ، منتقين له بعضاً من قصائدهم .

2jul2015ddfgsds

من كتب ” التخفيضات ” اخترت ديوان للشاعر مهند الشلول ، عنوانه ” كوميديا العرب ” ، رسم على غلافه ” حنظله ” ، شعرت بأنتماء غريب له فقررت ابتياعه بعد تصفحه ، و يُعد هذا لقائي الأول بهذا الشاعر .
كما أخترت رواية عنوانها ” نسيا منسيا ” لزياد بركات ، و كتاب آخر مترجم بعنوان ” اليوميات ” للكاتبه ” اناييس نن ” ، شعرت حين قرأت بعض سطوره التي كتبت منذ الثلاثينات الميلاديه وصولاً الى السبعينات ،  أنه يشبه ” المدونات ” في عصرنا هذا ، مكان به يخط الكاتب سطوره بحرية ، دون أن يكون لها قالب محدد أو ختمة و بدايه و نهايه ، مجال يأخذ القارئ الى ما وراء الاشياء ، ليعرف تفاصيل عن حياة كاتبه ، و من يعرف ، و من يؤثر في نصه ، و من يُقابل ، و كيف تأتيه الأفكار و أين يدونها ، و ما هي الظروف التي تحيطه و كيف يراها ، عبر رصد ذاتي يأتي من الكاتب شخصيا .

2jul2015ddfgrt
ايضا وجدت كتاب يتحدث عن الموسيقار الراحل ” رياض السنباطي ” ، و أسعدني  أن أجد هذا الكتاب عن هذا الفنان المختلف ، و الذي رويت عنه قصص كثيره ، بسبب ما كان يكتنف حياته من عزلة صامته و غموض .
ايضا كتاب ” سنوات الحب و الحرب ” جذبني لما به من موضوعات متنوعه  كتبتها ” كوليت الخوري ” ما بين عام ١٩٧٣ – ١٩٧٩ ميلاديه ، اضافة لكتاب يتحدث عن الشاعرة “عائشة أرناؤوط ” و يرفق بعضا من قصائدها ، و اخترت ثلاثة كتب متنوعة المجالات للأديب ابراهيم نصر الله ، و هي رواية  بعنوان ” شرفة رجل الثلج ” ، كتاب ” صور الوجود ” و هو اقرب للتأملات السينمائيه ، و آخر يقف ما بين حد النثر و الشعر  بعنوان  ” على خيط نور .. ما بين ليلين ” .

2jul2015dddfgg
كما سعدت بوجود كتاب – لا أتوقع وجوده دائما –  يتحدث عن المهندس الفنان  ” حسن فتحي ” و مسيرته المعماريه الحافلة ، و الغارقة في الأصالة رغم التنوع ، و هو من الاسماء التي قد نعرف اعمالها و لا نعرفها ، فهو من صمم ضريح ” ناصر ” بالقاهرة ، و صمم منزل عبدالرحمن نصيف في جده ، و منزل ” كبار الزوار ” في تبوك ، و اسكان الدرعية بالرياض ، و قصر ” الصباح ” في الكويت ، و المجمع الاسلامي بمدينة طرابلس و المزيد من المباني التي تحمل طابعه الخاص و الذي يختاره دائما ليتناسب مع طبيعة البيئة المحيطة للمبني و مناخها السائد .

2jul2015ffd
ايضا وجدت كتاب معدود الصفحات و أقرب للنشرة عنوانه ” تجربتي في الصحافة المصرية ” ، هو أقرب لحوار صحفي مطول به المتحدث منير عامر و المحاور ” شخصيات عده ” ، لكن يدير دفة الحديث  د. جابر عصفور ، و أعد هذا النوع من الكتب جميل حين تكون ” نفسيا ” مستعد لذلك ، فتستغرق معه و كأنك أحد الحاضرين ، مع فرق أنك ترتاح في منزلك ، تحتسي كوب من الشاي ، و تتابع تدفق الكلمات بصمت ، دون نبرة صوت و بلا أنفعال  .
استوقفني كتاب بعنوان ” عزيزي البعيد ” و هو أشبه برسائل الوجدانيات و التي  كتبت لغريب / قريب ، ايضا وجدت كتاب على غلافه الراقصة الراحلة سامية جمال و حمل عنوان أحد أفلامها ” عفريته هانم ” ، عند تصفحه وجدت التنفيذ ” ضعيف ” ، و هو أقراب لجمع صور و معلومات من مصادر متفرقه ، يتم اضافتها بخط كبير بعض الشئ ، و تُزحم الأوراق بصور ، طبعت على ورق عادي بالأبيض و الأسود بشكل “غير جيد” ، ثم صفحات عدة في الأخير عن المؤلف مع صورة له ، لتصبح المحصلة كتاب يقع في ١٣٢ صفحه ، لكن عدد لا يستهان به منها عبارة عن ” ورقات بيضاء” ، و صفحات اخرى خالية إلا من عنوان الفصل الذي قد يكون عبارة عن صفحة واحده فقط و ظهرها أبيض ( ! ) ، مع هذا ابتعته ارضاء للطفل الذي بداخلي ، اضافة لكتاب آخر مترجم عن كيفية كتابة السيناريو ، ترجمه للعربيه السيناريست مصطفى محرم !

2jul2015dfrfsd
احساس ما

بغتة و في غمرة هذه التفاصيل و جدتني متأثراً ، لقد كنت أعيش ” اللحظة ” ، منفصلا عن ” ذاتي ” المتابعة لأحداث تزعجها ، و المنزعجة مني شخصيا ، عائدا لـ ” ذاتي ” التي أفتقدت و التي كانت و كنت ، أمام رف ما بالمكتبة عدت لأعوام بعيده ، بها شاهدت يدا صغيرة محملة بالأكياس الممتلئة بالكتب في اجازة آخر الأسبوع ، قصص و مجلات اسبوعية مخصصة للأطفال ، كنت ابدأ بقرأتها داخل السيارة ، نهم للقرأة ، للحياة ، للأستكشاف ، كنت أعيش ” الانجازية ” التي تنفض الغبار عن الجسد ، و تنعش الروح و تشعلها .
من المؤكد أن الشعلة لم تنطفئ ، لكن التوهج ليس في أفضل حالاته و منذ سنين ، تلقائيا أخرجت هاتفي محملاً طائر ” أزرق ” أحساسي ، نقشت فوق سطر لا اراه و كتبت فوق البياض الممتد شعوري  ” أحتاج أن أعود .. لي ! ”  .
مضيت لـ ” عبدو ” ، من المؤكد أنه كان في مرحلة سابقة شخص آخر ، هكذا حدثت نفسي ، و تصالحت معه انسانيا أكثر ، فهناك شيئا ما يجمعنا ، الأغتراب القصري في الحياة  عن انفسنا التي نعرف ، و ضعت كتبي على الطاولة التي أمامه ليحسب في آلته الصغيرة مجموع ما تستحقه كل تلك الصفحات و الأوقات التي امضاها كتابها و هم يخرجون ما بداخلهم ليحفظونه بين دفتي كتاب .
دفعت المبلغ المطلوب و مضيت للسيارة ، أرقب كتبي في الكيس دون أن أخرجها ، فقط اتفكر ، كيف لكتب متفاوتة ” القيمة الفكرية ” أن تحمل نفس ” القيمة المادية ” أحيانا ، و هذا المبلغ هل هو كافي للوقت الذي مضى من من حياة انسان !؟
عاد العجوز الذي بداخلي مرة اخرى و همس لي : ” قد لا تكون القيمة المادية مجزية للكاتب .. و لكن إن أرتفع سعر الكتاب هل سيقدر على شرائه كل انسان .. إن مهنة صناعة الكتب هدفها بناء الانسان … و العلاقة بين الكاتب و القارئ .. قد تكون هي اصدق العلاقات البشرية .. و أكثرها انسانية ! ” .

مخرج
” الصبا ليس فترة من فترات الحياة . بل هو حالة من حالات الفكر ”
. اولمان .

~ بواسطة يزيد في جويلية 2, 2015.

6 تعليقات to “مشوار”

  1. كتب لك أن تزور عش الحمامة قبل أن تعود إلى ذاتك .. قصة كتبها القدر لتكشف عن الشوق فيك و الرغبة في استعادة عمر من لحظات الشغف تكونت معه شخصيتك .. التي ستظل تمتاز بخطوط عريضة -منها حب اقتناء الكتب والقراءة – مهما تقدم الوقت او اختلفت المراحل العمريه ، أحببت هذا الموضوع و أحببت طريقتك في التعبير عن مشاعرك .

    • رحلة العودة الى الذات تعترضها دائما مطبات هوائيه للحد الذي بدأت تراودني به فكرة ايجاد ذات جديد محسنه .. فالعوده قد تغدو مستحيله في بعض النقاط .. لكن المضي على أمل .. أسهل .. رغم المجهول !
      شكرا لتعبيرك و حملك لمرآة بها أرى بعضي .. دمتي بخير و دام وجودك هنا دائما .

  2. كنت في رحلة تشبهها وتخضع للظروف ذاتها، أعني التحرز من المزيد من الكتب، والحرص على إنهاء المخزون، وحقيقة ألهمتني لأني كنت أنوي الكتابة عن ذلك قبل أن أقرأ ما كتبته، لذا سأكمل ما بدأته قريباً، مقتنيات لطيفة، بارك الله لك وفيك.

    • ذهبت الموقع و لم اجدك نشرته بعد في انتظار تدوينه و لك جزيل الشكر دائما على ما تضيفه من صور أو موضوعات دمت طيفا عابرا هنا و دمت بكل ما فيك لأهلك و ذويك و كل من يفرق معه وجودك .

  3. شُكراً ملقاة على عاتق حرفك ..
    الذي يعكس شتات أرواحنا ..
    التى أصبحت أكثر نحيباً ..

    رحم الله من رحل ..
    ورحم الله حالنا من بعدهم ..

    🌹

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: