أن تفقد بعض تاريخك
هناك أشخاص .. اسماء .. بشر .. برحيلهم يرحل جزء منك …
و تشعر بأنك تفقد بعض تاريخك بمضيهم عن المشهد ، ثم بمضيهم عن الحياة !
إحساسك بالغربة يزيد .. و تشعر بأنك بت بعيد عما يحيطك و لم يعد يشبهك !
حزن ثقيل .. بدأ كحجر صغير .. و توالت فوقه أحجار أصغر .. لكن المحصلة .. هم كبير .. تصعب معه الحركة و التنفس .
خوف ما .. من أن تحتاج المضي .. و لا تسعفك الخطوات !
و أنتظار طويل .. لشئ لا تعرف ما هيته .. لكن تدرك بأنه قادم !
أن ترى وجهك في المرآة .. و تشعر بالزجاج اللامع و تتلمس وجوده .. أكثر مما تشعر بذاتك و إحساسك بها !
أن تنظر خلفك .. فتجد طابور من القتلى .. و مقابر جماعية .. و وردة منسية سقطت .. كأشياء كثيرة لم يُكتب لها البقاء !
تشعر بأنك كبرت .. نضجت .. و بدأت تشيخ .. و ما زلت في رحم مظلم .. جدرانه تلتصق بك .. و تكون بين خيارين .. أن تفقد ذاتك .. أو تفقد البطن الذي أواك !
حتى رمضان الذي نعرف .. بات يعبرنا دون أن تدعوه أرواحنا .. دون أن نُسكنه قلوبنا … و نفتح لنفح طيبه صدورنا .. و كل ما بقي بيننا علاقة عملية بها نبتعد عن الأكل و الماء !
هي الحياة .. تمضي كقطار معدني لا يتوقف .. سرعته تفوق أعمارنا .. و انتظارنا .. و قادر على أن يدهسنا .. و يكمل مسيره .. بجوانب ملطخة بالدماء !
هي السماء .. و لكن أجنحة الطيور عطبت .. و الأحلام تكسرت .. و الهمم ضعفت .. قادرة على الاستسلام مع أبسط موجة هواء !
هي الأرض .. تنبت خيرها .. و تأخذ خير من فينا .. لتحتضنه و تُخفيه .. فنعود رغم العمر الطويل صغاراً .. أضاعوا الطريق .. لا يعرفون إستخدام البوصلة .. يعيشون التخبط .. يتقاتلون بحثا عن مخرج .. و تُشتتهم الأنواء !
هي ملامحنا .. لكن السنين تركت خطوطها علينا .. و التجارب بهتت على أرواحنا .. فبتنا حين نتصافح نعد أصابعنا .. و نخاف لفرط التجارب .. أكثر الاشياء !
بي حزن عميق .. كبحيرة مظلمة .. لا قرار لها .. أغرق بداخلها .. دون أن ألفظ أنفاسي .. و دون أن أعيش حقا .. أسمع خفقان قلبي .. و يرهقني الإعياء !
كل الأسماء التي أضئت في ليلي بهتت .. أضوائها خفتت .. ثم توقفت .. و مهما أستُبدلت لا تُضئ .. فلكل إسم ضوئه و بريقه .. و الأماكن لم تعد تخلق شخوصاً .. بل هُم من يضيف لتلك الأماكن و يمنحوها بعداً مختلف .
لكل الأسماء التي عبرت تاريخي .. و أثرت بي .. و لم أدونها .. و لم أشكرها .. و لم أمنحها ما تستحق .. شكرا !
لكل الأرواح .. التي ساعدتني أن أحيا و تعبت من أجلي دون أن أكترث لها .. كطفل يبدد راتب أبيه غافلا .. شكرا !
لكل الأحداث .. التي أظهرت لي معادن الناس و صقلت معدني و أظهرت لي مدى ضعفي و قوتي .. شكرا !
و للقادم .. .. عيون ترقبه .. و للحاضر .. أسئلة تتناثر و .. تُشتتني !
شُكراً ملقاة على عاتق حرفك ..
الذي يعكس شتات أرواحنا ..
التى أصبحت أكثر نحيباً ..
رحم الله من رحل ..
ورحم الله حالنا من بعدهم ..
🌹
وابل said this on يوليو 13, 2015 في 9:02 م |
عفوا و الله يرحمنا جميعا برحمته
يزيد said this on يوليو 14, 2015 في 1:08 م |