رمضان ١٤٠٥ هجريه / ١٩٨٥ م
– توقيت –
* بدأ الثلاثاء ٢١ مايو ١٩٨٥ميلاديه و انتهى الأربعاء ١٩ جون مكملا ٣٠ يوما *
” مصر و دول اخرى صامت قبلنا بيوم “
ثلاثة
كان هذا الشهر في ذلك العام استثنائيا ..
لم نقضيه مع كافة العائلة بالرياض ، بل قضيناه مع أبي في الخارج ، حيث كان يدرس و كنا نمضي أجازة الصيف معه .
كل منا كان يقضي نهاره الطويل وفقا لما يناسبه – كان يؤذن المغرب التاسعة إلا ربع مساء – أنا و أختي كنا نمضي أغلب الوقت مع جهاز الفيديو ، حيث كنا نقتني الأفلام العربية من محل ” فوتو فيديو ” الكائن في أول شارع ” إيدجوار رود “.
أخوتي الصغار كانوا يذهبون ظهرا بعد الغداء لحديقة ” هايد بارك ” للعب في ساحة الأطفال أو لإطعام الطيور في البحيرة ، بينما كانت والدتي تقرأ القرآن و تعد لنا و لوالدي الأطباق التي يحب و اشتاق لها ، ثم تشاركنا مساء ما نشاهده عبر المتابعة أو الجلوس .
نجتمع على مائدة الأفطار، و يشاركنا الجلوس “مذياع ” أبي ، حيث كان يستمع لبعض البرامج التي تبثها اذاعة ” مونت كارلو “، و المقدمة بصوت سناء منصور أو الفنان حكمت وهبي الملقب بـ “أميجو العرب ” .
في تلك الأجازة المدرسية الأستثنائيه التقيت من خلال جهاز الفيديو بأعمال جديدة لثلاث فنانات ، الأولى كنت أحبها و الثانية كنت أفتقدها و الثالثة بدأت أتعرف على جانب جديد بها للتو !
ذلك الشهر أمضيته مع أسرتي و قضيته مع سعاد حسني .. نيللي .. شريهان !
في البدء شيريهان
أقولها اليوم … و بعد سنوات …
لقد ظهرت في أول فوازير لها كالمجازف الذي يرتدي ” البارشوت ” للقفز من طائرة ..
أتت ” فجأة ” كموهبة أستعراضيه ” مستترة ” فاجأت المشاهد الذي لم يعلم سابقا بأنها تملك كل هذا الكم من الموهبة !
إن الأفلام و المسلسلات التي أدت في السابق – و قبل ذلك العام – لم تُفرد لها مساحة أستعراضية كبيرة .
فلم تكن مثل من سبقوها في الظهور بواحد من أهم برامج التلفزيون المصري ” فوازير رمضان ” .
نيللي كان لها أستعراضات منذ أفلام الأبيض و الأسود ، سمير غانم ظهر كأحد أعضاء فرقة ” ثلاثي أضواء المسرح ” ، كما غني و رقص في العديد من الأعمال ، أما هي فكانت الزهرة التي تفتحت ذات ليلة و الناس نيام !
لم تأتي كفنانة شابة ، مبتدئة ، تتلمس الطريق بأرتباك و تواضع ، بل فتاة ، ثرية ، تملك مقومات خاصة ، لديها شركة انتاج فني ، و قبل كل هذا روح ” هاوية للفن ” و من شدة هواها صرفت عليه – يلاحظ هذا عبر ثيابها المكلفة في هذا العمل تحديدا – عوضا عن أن يكون هو مصدر الدخل لها !
كانت حالة ” خاصة ” شكلاً و موضوعاً ، لذا أشغلت المشاهدين في كافة أنحاء العالم العربي ، من دبي للمغرب ، و من الشام إلى حدود اليمن ، الكل بات يتساءل من هذه الفتاة القادرة على أقتحام حقل شائك ، بثقة ، و قوة ، و دون تردد أو ارتباك !؟ .
في ذلك العام تفاوتت ردات الفعل حولها و حول العمل ، فبدأ الجدل و أستمر لرمضان الذي يليه !
و رغم النقد ” القاسي ” لم تتردد في تقديمها للمرة الثانيه ، و المدهش أن الذين أنتقدوا ملابسها و صوتها ، كانوا أول من جلس أمام التلفاز في رمضان التالي لترقب حضورها و مشاهدتها و لو من باب المعرفة و الفضول !
لقد رسمت ” شريهان ” خطاً جديداً لها عُرفت به ، و من بعدها ” تشرهنوا ” البنات !
غدت الشفاه الممتلئة ” موضه ” و تغيرت مقاييس الجمال ، كما تبدل قالب الفوازير مع قدومها ، فلم تعد الفزورة أستعراض فحسب ، بل غدت مسلسل درامي مصاحب ، أحداثه الخيالية مستوحاة من قصص ” ألف ليله و ليله ” ليصبح العمل عملان .
في السنة الأولى شاركها فنانين كثر ، سواء في المسلسل أو عبر الأستعراضات التي شارك بها مجموعة من مغنين ذلك الجيل ، بعضهم له شهره مثل عمر فتحي ، و بعض آخر يتحسس بداية الطريق مثل عمرو دياب و مدحت صالح و آخرين .
تم اختيار الفنانة ” سهير البابلي ” لألقاء الفزورة ما بين حلقة المسلسل و الأستعراض ، و لأجل هذا ابتاعت ثلاثين قرطاً لترتديهم خلال الشهر ، و ذلك لكونها كانت تؤدي لزمة حركيه تلامس بها أذنها حين تديرها للجماهير و هي تحدثهم و كأنها تقول لهم بلغة الجسد ” أسمعوني صوتكم ” !
كانت قصة ذلك العام تدور حول ” عروسة البحور ” التي تفقد صوتها لتصل لحبيبها الأمير “ نور “ ، و التي قدمتها لاحقا شركة “ديزني “ للرسوم المتحركة في التسعينات و تحت عنوان “ الحورية الصغيرة “ .
كنت في ذلك العام من الحزب ” الرافض ” لها – لتولعي القوي بنيللي – و أذكر في تلك الفترة بأني عشت ” حالة غريبه ” !
أبدي رفضي و حين تأتي أكون من أول الجالسين بل و أعيد الفزورة أكثر من مرة و احفظها !
مع المشاهدة شعرت بأن انتاج تلك الفوازير اتجه ” ماديا ” لمستوى أعلى ، بدءًا من الملابس و حتى المجاميع الراقصة ، و لا أدري لم ربطت “ داخليا “ بينها و بين الفيلم الراقص الشهير ” بريك دانس ” الذي عرض نهايات ١٩٨٤ميلاديه !
ربما لكوني فوجئت بها و هي تؤدي بعض حركات الرقصة و لمدة ثواني في المقدمة و بشكل منفرد ( الموجود في الصورة أعلاه ، تحديدا بالمنتصف ) حيث تقف و بجوارها مصمم الرقصات “حسن عفيفي” ، و حولها الراقصين يجلسون أرضاً ، شعرت حينها بأنها تواكب ما هو حديث و منتشر على الصعيد العالمي و تضيف له ، لمست هذا حين ألحقت ادائها الغربي بهزة ” شرقية ” خفيفة لتتناغم مع الموسيقى، في طفولتي أحببت هذا الجزء الذي بدا تلقائيا و كان يدفعني للأبتسام !
مما أحببته ايضا في تلك الفوازير استخدام موسيقى ” شهرزاد ” العالمية و تقديمها بايقاع حديث – يشابه ايقاع ذلك الفيلم – مع فارق وجود الآلة الشرقية التي حين أسمعها اليوم أغرق في حنين جياش لذلك الزمن و لتلك الأوقات الهاربة .
مشهداً بعد آخر شكلت لها في ذهن المشاهد – دون أن تدري أو نعلم – خط استعراضي خاص بها ، تتحرك به ما بين اداء ” الجواري ” الأندلسي ، و بين الايقاع الغربي بحيويته ، و انسيابية ” الرقص الشرقي ” الصميم ، لقد كانت مختلفة ، مدهشة ، بكلمة أقصر كانت ” شريهان ” !
مما تبقى في الذاكرة و من الأخبار التي نشرت في المجلات الفنية حينها ، أن من وقع عقد بطولة تلك الفوازير عوضا عنها والدتها السيدة عواطف هاشم نظرا لأنها في ذلك الوقت لم تكمل السن القانونية !
و قد أخذتها قبل بدء التصوير لرحلة ما بين لندن و باريس لشراء ملابس للعمل ، ثم اصطحبتها بعد انتهاء تصوير آخر حلقة في رحلة أستجمام و عمل الى الشرق الأقصي ، و بالتحديد سنغافوره ، للأطلاع على التقنيات الحديثة المستخدمة في تجهيز المسارح الأستعراضية ، فقد كان حلمها بأبنتها كبير ، مسرحاً يحمل اسمها ذات يوم ، و حاولت فعليا منذ ذلك الوقت و مرارا ان تحققه لكن في كل مره كان الأمر يتوقف لسبب ما .
مما اذكره ايضا أن دائرة تلفزيون مصر أعلنت رغبتها في بيع قسم كبير من الملابس التي اعدتها لممثلي و ممثلات الأعمال التلفزيونيه ، من ضمنها ملابسها في المسلسل – بناء على اقتراح من السيدة ” وداد بشير / رئيسة قسم الازياء – و عبر مزاد علني ، حين سُئلت شريهان عن الأمر ، و إن كانت ترغب بالاحتفاظ بشئ ما ، قالت بأنها سوف تحتفظ بكل الملابس التي ظهرت بها كذكرى غاليه عليها ، فهي ذكرى ظهورها لأول مرة في الفوازير ، لذا دفعت من الأجر الذي تقاضته ثمنا لهذه الملابس !
كل هذا الاصرار على النجاح منذ البداية ، و الأجتهاد البادي في عملها ، و تقدم مستواها عام بعد عام – في العام التالي قدمت فيلم “الطوق و الاسورة ” حصلت به على جائزة – أجبرني لاحقاً أن أتوقف صادقا مع نفسي و أنصفها كموهبة متميزه ، منفردة في مجالها، محلقة بتكوينها الخاص خارج السرب ، لقد كانت بعفوية و عبر هذه الفوازير و ما تلاها تُكرس ذاتها ” أيقونة ” جميلة ترمز لفترة الثمانينات التي كانت هي نجمتها بدون منازع .
تواجد خاص ..
كانت نيللي في تلك الفترة تعيش في بلاد الضباب ، حيث أنتقلت لتعيش مع زوجها خالد بركات منذ وقت ، و قد تمنيت في ذلك العمر الصغير أن أراها صدفة ذات يوم ، و وجدتها ” ذات صدفة ” على غلاف شريط فيديو جديد وضع جانبا في محل الفيديو ، فيلم وصل للأسواق العربية هناك و لم أسمع عنه لكونه صور ليعرض على جمهور التلفزيون المصري في ذلك الشهر و لم يكن عملاً سينمائيا .
أسمه “ اثنين على الهواء ” و به قامت بدور مذيعة في برنامج أطفال ، تترمل ثم تنطوي معتزلة الحياة العملية و الناس لتكرس حياتها لأبنتها التي تصاب بمرض في القلب فتلتقي بطبيب ( كرم مطاوع ) يمر نفسيا بظروف مشابهة و يحاول كلاهما من جديد أن يبعث الحياة بداخل الآخر ، كتب القصه و السيناريو والحوار و اخرجه الرسام يوسف فرنسيس .
ربما لا أذكر تفاصيل الفيلم بشكل دقيق ، لكن المؤكد أن الأستعراضات التي كتبها الراحل صلاح جاهين في هذا الفيلم هي أكثر ما بقي في ذاكرة المشاهدين الذين استبد بهم الشوق لها .
كان الأستعراض الأول بعنوان ” التورته ” و تقدمه في برنامج الأطفال موضحة من يساهم بأعدادها لنا، و استعراض آخر بعنوان ” عصفورة العصافير ” تؤديه مع ابنتها في الفيلم قبل ذهابها للمدرسة ، و هذا الأستعراض تحديدا كان بمثابة قطرة الماء التي روت ظمأ معجبيها ، فمن خلاله كانت نيللي التي يعرفون و يحبون ، و التي تميز استعراضها بالابتكار و خفة الدم عبر حركات خاصة تؤديها بمرح طبيعي ، مثل تمزيق صفحة من مجلة ما و استخدام الوجه المنشور بها كقناع ، استخدام غطاء الأباجورة الكبيرة في شرح قصة السلحفاة والارنب ، حركة الذراعين و اليدين و رشاقتها هي تردد كلمة ” فيونكات ” اضافة للتلاعب الصوتي في ادائها عند الغناء .
في هذه الصورة هي تجلس مع المبدع الراحل صلاح جاهين و حرمه السيدة منى قطان التي مثلت دور صغير في فيلم ” خللي بالك من زوزو ” ، أضافة لأعمال قليلة ثم اعتزلت التمثيل تماما .
هنا يجلسون في استراحة اثناء التصوير داخل الاستديو ، و تبدو نيللي بنفس الملابس التي لبستها في ذلك الأستعراض ، الذي أحببته و لم يمل اخوتي ” الصغار ” من اعادته على جهاز الفيديو ليلاً و نهار .
ذات مساء و قبل بداية الشهر بليلة ، عاد أبي و مد لنا – أنا و أختي – كيساً به مسلسل ” هو و هي ” كاملا َ !!!
ذلك المسلسل الذي كنا نقرأ اخباره منذ عام ١٩٨٤ و كان من المقرر أن يعرض في رمضان سابق ، ذلك العمل الذي نشرت حوله أخبار كثيرة كنا نتابعها خلال تلك الفترة .
في البدء كان الحديث عن ” الأجر ” الذي تقاضته الفنانة الراحلة سعاد حسني في أول ظهور تلفزيوني لها و الذي تحول إلى ” قضية ” !
فقد أثار العديد من المشاكل أمام المخرجين الذين كانوا يحاولون في ذلك الحين استقطاب نجوم السينما لشاشة التلفزيون ، و أزعج بعض الفنانين مثل القديرة ناديه لطفي التي تحدثت بشكل واضح و مباشر مع ” الجهات المعنية في التلفزيون” ، موضحة أن أجر سعاد لا يزعجها ، بل ما يزعجها هذا التفاوت في التقدير من قبل التلفزيون و هي تود أن تفهم فقط السبب ، فأوضحوا لها بأنها تأخذ الأضافة لكونها ترقص و تغني في العمل .
هذا التبرير لم يقنعها فأنسحبت من مسلسل ” دعوة للحب ” للمخرجة عليه ياسين ، و لم يقنع الفنانة شاديه التي أعتذرت بدورها من المخرجة انعام محمد علي ، كما أوقفت نجلاء فتحي مفاوضتها مع التلفزيون حول أستكمال الجزء الثاني من مسلسل ” الف ليله و ليله ” ، حتى نجوى ابراهيم ابنة التلفزيون أعتذرت للمخرج رفعت قلدس عن مسلسل ” بنت السفير ” !
و غدا هناك حاجز يقف حائلاً دون تنفيذ العديد من الأعمال الجديدة بالأبطال الذي يودهم المخرجين ، حاجز اسمه ” أجر سعاد حسني ” ، ذلك الأجر الذي لم يتجاوز أربعة الآف جنيه عن الحلقة ، و الذي لا يقارن بأجور هذه الأيام و مع هذا كان يُعد إلى اليوم و وفقا لذلك الزمن أعلى أجر دفعه التلفزيون المصري لبطلة في مسلسل تلفزيوني .
بعد ذلك تعرضت سعاد لحملات مباشرة و غير مباشرة ، و عبر أكثر من جهة ، في البدء استمرت الصحف بالحديث عن أجرها و عن هذه الموضوعات و سواها ، ثم باتت تضيف المزيد ، مرددة أن سعاد تكبد التلفزيون – و هو جهاز حكومي – خسائر عديدة ، يتحدثون عن تأخرها في تصوير العمل ، رفض أحمد زكي و كافة فريق العمل بالتعاون معها مرة اخرى ، تدخلها و وسوستها الزائده و حرصها المبالغ به و المزيد من الأخبار التي تتهمها و تسئ لها و للعمل قبل ظهوره .
عندها أبدت بهدوء و بصدر رحب – للجهات المعنية و للصحافة – عدم ممانعتها بايقاف تصوير باقي الحلقات – خاصة و انها غير مترابطه ولن تؤثر بما تم تصويره – إن أقر الجهاز الحكومي بتلك الخسائر ، مضيفة بأنها و حسب علمها و من الأرقام التي قرأت تعلم أن المسلسل قد تم بيعه بأرقام فلكية و تسويقه قبل التصوير بأضعاف أضعاف ما تمت تكلفته حتى الآن و بالتالي هي لم تكبد أحدا شيئا .
فُسرت ” ردة فعلها ” هذه من قبل الصحف على أنها تهديد و استمروا في قول الكثير ، الذي قابلته سعاد بصمت ، محاولة التركيز في الشخصيات التي ستؤديها ، منصرفة لفهم العمل بمجال التلفزيون الجديد بالنسبة لها ، مخفية انزعاجها مما تمارسه معها الصحافة تحت ستار التجاهل ، لكن آخر ما توقعته أن تُستدرج لحرب اخرى مع نقابة الموسيقين !
تلك النقابة التي أخذت تبالغ في ” تفسير ” أحد قوانين نقابة المهن الموسيقيه ، لتحصل على جزء من أجرها و أجر سواها من الفنانين !
تحديدا ذلك البند الذي تمنح احدى مواده ” مجلس النقابة ” اعطاء ترخيصات مؤقته بالغناء لغير اعضاء النقابة استنادا لأسباب عديدة ، على ان يدفع من يُمنح له الترخيص نسبة 20 ٪ من اجره لصندوق النقابة ، و بناء عليه أعترضت النقابة على اداء سعاد للأغنيات في المسلسل دون الحصول على تصريح !
هذا الأمر دفعها للأحتجاج ، موضحة بأنها تغني بحكم الدور ، و لم يكن الغناء العنصر الرئيسي في العمل ، وقتها اقترح عليها البعض أن تنهي الموضوع بسهولة ، و ذلك عبر انضمامها لنقابة الموسيقيين حتى تعفى نفسها تلك الأجراءات و تنهي الجدل ، لكنها رفضت بأن تتهم بتحايلها على القانون ، فهي تعلم و ترى الكثير من المطربيين و المطربات يمثلون دون اعتراض من نقابة الممثلين ، و انها ستستمر في حملتها الاحتجاجيه على تعسف النقابة ، الى ان تحصل على فتوى قانونيه تؤكد بأن من حق الممثله أن تغني في العمل ، فمن غير المنطقي أن تسلب النقابة 20 ٪ من اجر الممثل على العمل التمثيلي لأجل أغنية هنا أو هناك لا تتجاوز مدتها دقائق معدوده ، و لكي تبدو النقابة محايدة اعترضت ايضا على غناء شريهان في الفوازير و على سهير المرشدي في مسرحية ” ايزيس ” !
كانت الاخبار لا تنتهي ، و الاحداث تتصاعد ، و القصص كثيرة ، لكن سعادتي كانت أكبر و انا أمسك تلك الشرائط المغلفة بين يدي ، كانت النسخة أصلية ، مغلفة و مباعة من شركة ” فؤاد انطوان ” الذي أشترى حقوق توزيع الفيديو في أوربا و دول اخرى ، و قد نزل في محلات الفيديو هنا للبيع لا للإيجار و بكميات محدودة .
ليلتها شعرت بترف ما ، فبينما كان الكل سوف يشاهده – في الدول العربية كافة حتى مصر – حلقة بحلقة و يوما بيوم ، كنا نشاهده أنا و اختي كاملاً و قد انهيناه في يومين .
احببنا فكرة العمل في ذلك الوقت لكونها مختلفه عن المسلسلات الاخرى التي تُعرض ، فالأحداث في تلك الأعمال متصلة و مترابطه ، نرى من خلالها قصة واحده على حلقات بها كل مشهد يكمل الآخر .
أما هذا العمل فكانت حلقاته منفصلة ، كل واحده مسلسل بحد ذاتها، كما أن بيئة الأحداث تتجدد ، فتارة تدور بالريف ، و اخرى المدينة أو القرى ، في المدارس أو الحارات الشعبية ، داخل قصور الاغنياء أو في بيوت البسطاء ، و كانت سعاد طوال الحلقات تقوم بدور ” هي ” المتجددة في كل مرة ، و كان الراحل أحمد زكي دائما ” هو ” في كل شخصية جديدة .
اختصرت سعاد فكرة المسلسل في أغنية المقدمة و هي تقول : ” دي حكاية جديدة يوماتي ، من حكايته و حكايتي ، مالهاش دعوة اطلاقا ، بالماضي او بالآتي ” .
العمل مستوحاة من صفحات ألفتها الكاتبة ” سناء البيسي ” ، أخذها و عالجها دراميا و أخرجها يحيى العلمي ، بينما كتب لها السيناريو و الحوار و ألف الأغنيات الراحل صلاح جاهين .
التلحين تم توزيعه بين الموسيقار كمال الطويل و الفنان عمار الشريعي ، و الاستعراضات صممها كمال نعيم ، أما التمثيل ففي كل حلقة يشاركهم أسم شهير و في دور جديد بكل مرة ، من الاسماء التي شاركت الراحل حسن عابدين ، و الفنانة تحية كاريوكا – التي أحببنا صدق ادائها و تجددها الفني البادي في أكثر من حلقه – اضافة الى ابوبكر عزت ، انعام سلوسه ، محمود الجندي ، وداد حمدي و اخرين .
هذا العمل بكل أغانيه و كل مافيه كان مصدر سعادة حقيقة لي ، حرصت والدتي على متابعته معنا ، و أحببناه لإيقاع حلقاته السريع ، المتدفقة دون مط أو تطويل ، و المبتعدة عن البكاء و العويل رغم الدراما التي قد تحتويها .
كان خفيف ، متنوع ، و ممتع لحد كبير – على الأقل بالنسبة لنا – و يعد في وقته تجربة خاصة و عمل سابق لوقته ايضا .
شاهدته أنا و اختي مرارا و تكرارا و قد ابهجنا في ذلك الشهر و لسنوات اخرى عديدة .
نظرة سريعة
حين التفت للوراء و أرقب ذلك الشهر ، اجد أن الوقت الذي يفرق الناس قادر على أن يجمعهم في وقت واحد و دون ترتيب أو تخطيط ، اتوقف امام قلبي الصغير و فهمه المحدود للولاء في ذلك الحين و ارتباطه بالرفض و التعنت !
– مثل تردده أمي –
.” القلب دكان و لكل واحد مكان ” .
اضافة أخيرة الاطلاع عليها يضيف :
+ هنا اضيف حوار صحفي تم مع الراحلة سعاد حسني قمت بمسحه ضوئيا و به تحكي بعض التفاصيل التي حدثت في هذا العمل .
لسعدني المقال جدا و حنيت لزمان
ااسعد الله ايامك و كل عام وانت بخير
Rana said this on جويلية 16, 2015 في 1:22 م |
وانت بالصحة والسلامة يارب وشكرا لمتابعتك الدائمة .
يزيد said this on جويلية 16, 2015 في 2:56 م |
كم بروق لي حديثك يا يزيد .. وجدت مقالك هذا في موقع اخر وعرفت انه انت من اسلوبك وحبك لمعشوقتي شريهان وللفوازير بصفة عامة .. قلت لك سابقا انك تشبهني ولكنك اقدر على اخراج مابداخلك لتضعه امامنا .. حتى عند وفاة ممدح عبد العليم استطعت برقة المشاعر ان تعير عن حزني لفراقه .. في كل مرة اشكرك الف مرة
ميرفت said this on أوت 19, 2016 في 11:59 ص |
الف شكر ميرفت و دمتي بخير و سطورك اسعدتني كثيرا .
يزيد said this on أوت 21, 2016 في 12:49 ص |
الف شكر عالمقال
أحمد said this on ديسمبر 31, 2016 في 5:33 م |
أتمنى ان تقبلني صديق يا استاذ يزيد
أحمد said this on ديسمبر 31, 2016 في 5:33 م |
جميع الارواح العابرة هنا اصدقاء … يجمعني بهم الاثير !
يزيد said this on جانفي 1, 2017 في 1:38 م |
من أول يوم رمضان 1442 استمتعت جداً بالجولة الفنية التاريخية الشخصية دي … والصورة الاولانية مليانة تفاصيل معمولة بحب … ربنا يطيب اوقاتك.
كمال said this on أفريل 13, 2021 في 7:12 ص |
سطورك اسعدتني و انت القادر على ان تمر بصمت لكنك اثرت الكتابه ..جزيل الشكر لك و لشعورك.
يزيد said this on أفريل 14, 2021 في 2:25 ص |