يوم منى
ما حدث في ” منى” حادث !
لا اعتداء ، و لا سلب ، و لا تعدي ، و لا انتهاك .
يقول الله في كتابه الحكيم ” و ما تدري نفس بأي أرض تموت ” و يقول ” لكل أجل كتاب ” .
و منه ندرك أن الموت حق ، و لكل إنسان يومه الذي يموت فيه ، و لذا ندعو الله دائما أن يحسن خاتمتنا .
و في الأمثال المصرية قالوا ” .. يعنى أنا مُغسَّل و ضامن جنة” ، بمعنى أن لا أحد يضمن مصير غيره .
هذا القول ينطبق على جهود أي حكومة في العالم ، قد تضع التنظيم ، و تشرع الطرق ، لكن يقع على كل إنسان جزءا من المسئولية ، فهي بالتأكيد ليست أمر تستأثر به يد واحده ، بل هي أقرب إلى سلة كبيرة ، مليئة بالمهام ، و لكل يد دور تقوم به و تؤديه .
هناك جدول تم توزيعه ، به الأوقات مكتوبه ، كي يتم تسلسل الحملات ، واحدة بعد الاخرى ، بالتدريج لحفظ النظام ، و تجنب الأزدحام .
لكن على الدوام يوجد من يلقي بالأوراق الإرشادية ، فالبعض منا حين يشتري جهازا جديدا تتلهف نفسه عليه ، تجده من فرط حماسه قد يحرقه ، و ذلك حين يوصله في تيار كهربائي غير مناسب له ، أو يفسده إن استخدمه بشكل غير سليم .
في الحج قد يشعر بعض الناس بأن لهم ثأر مباشر مع إبليس ، و بعض منهم قد يغمره الندم على الكثير مما حدث في حياته فيستعجل لحظة ” الرجم ” و يتوق لها .
و من المحتمل أن تكون هناك نفوس تعاني من عقدة اضطهاد ما ، يرون في التنظيم أهانة لهم ، و في هذا الترتيب الزمني تاخير متعمد يستحق ثوره و عدم انضباط .
و ربما كان حاج غافل ، كل همه صحة حجه و سلامة دينه ، تولاه مسئول ” حملة حج “مسترخي يود أن ينتهي مبكرا ، ففتح الأبواب ليخرجوا لحتفهم دون دراية ، و يلفظون انفاسهم بسبب اختناق حدث و تكدس لا رجعه فيه ، ليبدو المشهد في هذا الصيف الحار مخيف و محزن و مؤلم ولا ينسى .
دوما في ” ارشادات السلامة ” عند وجود حريق أو تعطل ما ، يؤكدون على أهمية التاني لأجل السلامة والهدوء عند الخروج ، و مع هذا يتدافع الناس بسبب الخوف وغريزة البقاء ، كل يود أن ينجو بحياته و مع هذا قد يخسرها اثناء المحاولة !
لذا نجد أنه من الصعب توجيه إصبع الاتهام في اتجاه واحد ، لا سيما و أن في ظل هذه الفتن قد يحيك من يحيك ، و ينسج من ينسج ، مستخدما أي حدث و ظرف – رغم حساسيته – لمصلحته السياسيه دون أدنى إحساس أو انسانيه .
و لأجل السياسة قد يٌجند مرتزقه و مأجورين و حتى داعيه !
الغريب في الأمر محاولة إلباس وطني ثوبا لا يليق به ، متسخ و أضيق من مقاسه ، أكمامه أقصر من أياديه البيضاء و لا يتناسب بالمنطق معه ومع تاريخه !
يريدون محاسبته على أمر قدري ، و يتعجلون ذلك و بشكل سافر ، غاضين الطرف عن أجساد عدة تسقط كل يوم وعلى امتداد أوطان ، و ليس بسبب حادث بل عدوان سافر ، و تهجير منظم لشعوب تحت اسم ” لاجئين ” !
على المزايدين أن يغيروا اتجاه مقاعدهم ، صوب القدس مثلا – أولى القبلتين – فهناك المسلمين و بسبب ” التنظيم المجحف ” لم يعودوا يصلون بالمسجد الأقصى بسهولة ، بل باتوا يفترشون أي ارض محيطه به للسجود ، و يدعون بسلامة اهاليهم و صغارهم ممن ينهي حياتهم – طوال أربعين عاما – و بشكل أرادي و بضغطة إصبع على زناد .
و ختاما يقول المثل الفارسي ( از تو حركت از خدا بركت ) أي ( منك الحركة و من الله البركة ) و لله دوما أقدار مكتوبه ، وللظالم دوما حساب و لو في يوم آخر .
تنويه :
+ اللوحة اعلاه للفنان ” علي الجشي “
👍🏻
RAna said this on سبتمبر 27, 2015 في 2:30 ص |
كفيت ووفيت..
ريم said this on سبتمبر 27, 2015 في 3:21 ص |
من خلال الكلمات التي تبدو بسيطة يضئ درب .. شكرا لكم .
يزيد said this on أكتوبر 2, 2015 في 11:51 ص |
رائع تحليل منطقي للأحداث
لكن من ينصر الله فلا غالب له
اللهم انصرنا على من يعادينا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا.
Hana said this on نوفمبر 3, 2015 في 8:12 ص |
آمين يارب .
يزيد said this on نوفمبر 3, 2015 في 8:44 ص |