شريهان و ذلك الدكان
في ممر مرصوف ، لا تدخله السيارات ، و منذ عدة سنوات عبرت مع والدتها هذا الطريق .
شابة تحلم و أم سعيدة بابنتها ، سارت بأقدام تتلمس درب جديد، خطت و هي تفكر الى أي درب ستمضي مع هذا المنعطف – الفوازير – الذى أتى بلا تخطيط و قبلته بلا أدنى تردد .
قيل ” الحياة فرص ” و هي كانت تحاول أن تتعلم مبكرا كيف تقتنصها ، و تستعد لها ، و تواجهها بأفضل صوره ، و على مدى عمر أتقنت أن تصافح أعتى الظروف و أكثرها غموضاً و اضطراباً بوجه تزينه ابتسامة ممتده كيد بيضاء ، تحمل في راحتها تحدي مسالم ، و في نبضها روح رياضية تتجاوز ما قد يتوقف لديه الآخرون و يعيقهم عن الأستمرار أو المضي .
كانت تشبه ” مُهر ” جامح ، هوايته تجاوز الحواجز و قفزها رغبة للوصول لأفق بعيد يتسع له و يرضي طموحه .
هنا في مدينة الضباب كنت أسير اليوم و تأخذني الذاكرة بعيدا ، لصوت ما أخبرني ذات طفولة بأنه شاهد صورتها معلقة فوق جدار ذلك الدكان ، مضيت في ذلك العمر الى هناك و شاهدت الأبتسامة ذاتها منبهراً ، كانت تقف داخل الاطار قرب المصمم الذي يعمل و يشرف على هذا المكان ، كانت تبدو فراشة مضيئة .. كانت شريهان .
راودني حنين لتلك الأيام و لذلك الزمن بكل تفاصيله ، عدت لممر ” ميلتون ” المرصوف بالحجر ، و في ذاكرتي صور مضى عليها سبعة و عشرين عام ، حملت عدسة هاتفي و اقتربت نحو ذلك المبنى الأبيض .
قبل الدخول لمحت سيدة تطفئ سيجارتها بعد تدخينها في ركن خفي قرب الباب ، سبقتني في الولوج و هي ترتدي ثياب الوانها تتراوح ما بين الرمادي و الأسود ، حتى شعرها الذي جمعته للخلف كان كذلك ، حين دخلت وجدت أن المكان تبدل كالزمن تماما ، الصورة غادرت الجدران ، حين هممت بسؤال بياعة تقف خلف الصندوق ، و بدأت اسأل و أصف ، أجابت تلك السيدة و الشيب يلون بعض خصلات شعرها ” شريهان ، اذكرها تماما ، لقد كانت تأتي مع والدتها و تشتري الكثير الكثير من هنا ” .
سألتها عن الصورة ، عن بعض التفاصيل ، هزت رأسها و اكتفت بأبتسامة و هي تقول ” أنت تحدثني عن حقبة مضت ” ثم مضت ، استأذنت البائعة الآخرى أن أصور المحل من الداخل فلم تمانع ، صورت سريعاً ثم مضيت .
في المساء عدت مرة اخرى ، كان الممر خاليا ، هادئا و لا يوجد به إلا قلة من البشر ، كانوا يعبرونه ليمضون من طريق لآخر ، بخطوات سريعه كأعمارنا التي تمضي ، تخيلت تفاصيل كثيرة ، و تصورت ربما يوجد هناك من يرغب بمعرفة بعض هذه التفاصيل او مشاهدة بعض ما شاهدت ، و ربما لان ” الأيام بتمحى الأيام ” كما غنت فيروز ، انتابني شعور ما دفعني لتوثيق هذه المشاعر و اللقطات هنا.
اضافة :
+ للمزيد عن المتجر .
+ للمزيد عن سايمون ويلسن .
اختيارك للموسيقى وامتزاجها مع صوت الواقع شيء يشبه سطورك .. حينما يمر شريط الذكريات كنغم ساحر يدهشنا و يسرقنا من اللحظة ، شكراً للاحساس و الجمال هنا .
تفاصيل said this on أكتوبر 11, 2015 في 9:18 ص |
موسيقى الفيديو من فوازير شريهان مع الفيديو و كلامك وتعابيرك خلتني نعيش لحضات و نرجع بالذكريات او نتخيلها ما احلى هذا الشعور و ما احلى شريهان
eya ben rais said this on أكتوبر 11, 2015 في 2:36 م |
اكثر من رائع تسلم الايادي و اجمل نجمة شريهان
آية شريهانية وافتخر (@benraiseya) said this on أكتوبر 11, 2015 في 2:47 م |