هذا الصباح مع سميرة سعيد
” مدخل “
لأول وهلة .. أخذني عنوان الألبوم لأغنيتها ” قويني بيك ” !
حين كانت تقول ” عايزه أعيش عمري ليك و أنسى خوفي و أنسى ضعفي بين إيديك … قويني بيك ” .
و أحببت تزامن صدوره في ” أجازة آخر الأسبوع ” و إن كان من باب صدفه !
لم أشتري الأسطوانة من محل ، بل حصلت عليها من ” اي تونز ” و كنت طلبته ” بري اوردر / سلفاً ” فجر اليوم ، و هي المرة الأولى التي أقوم بها بأمر كهذا ، لكن هناك شئ ما بسميرة أو للدقه شخصيتها الفنية و الغنائيه ، يدفعك لكسر الرتابة و التغيير و بشكل معدي .
و ربما كان بي رغبة داخليه للقيام بأمر كنت أقوم به قديما ، الا و هو سماع البوم كامل و بشكل جاد ، مغطياً أذني بسماعات تفصلني عما حولي ، و تحمل لي أصوات الآت عديدة أحاول أن أميزها ، و أنا مغمض عيناي للمزيد من الأنفصال و التركيز .
نفسياً أحببت أن أقوم بهذا الأمر مع ” فنان ” أثير لدي ، قمت بفعل ذلك الشئ سابقاً معه ، في مراحل كنت أحبها في حياتي ، يحمل لي صوته أزمنة أحبها و يحملني لها .
لذا كانت ” سميره سعيد ” في هذا الصباح أختياري ، فنانة عاشت عصر الطرب و تطورت معه و طورت الأغنية ، كانت السباقة في موضوعاتها و افكارها ، وقد قمت بهذا ” الشئ ” معها – و بتركيز و احببته – في البوم ” انا و لا أنت ” عام ١٩٨٩ ، و هو لا يعد الأشهر لها ، لكنه كان يحمل أغنيات لها ذات طابع خاص ، و بالأخص اغنية ” حبني من غير ماتقوللي ” !
مر الوقت و بعد ساعات من ” الطلب ” وصلتني رساله تخبرني انه بالامكان تحميله الآن على الجهاز ففعلت ، ثم انطلقت مع هذا العمل الذي ربما انتظرته طويلاً ، كانت على الغلاف سميرة التي أعرف منذ سنين ، لم تكبر و لم تتغير ، منطلقة مع البحر ، متجدده كالهواء ، مختلفه كنفسها !
” الأغاني “
هي ١٢ اغنية من أصل يفوق عشرين أغنيه تم تسجيلها ، لكنها انتقت هذه العناوين المتنوعه فحسب ، استمعت لكل أغنية على حده فكانت هذه السطور .
” هوى هوا “
الدخلة الموسيقيه بها تسلل و ” شقاوه ” ، و تحمل توقيع سميره سعيد الصوتي ، و التلاعب اللفظي بكلمة ” هوا ، و هوى ” .
تعبر بها العاشقة هنا عن رضاها من الحب الذي تعيشه ، و الشعور بالامتلاء الداخلي و الخارجي ، و بأن الأمر ربما يكون قد حدث سريعاً لكنه مرضي للغايه رغم المباغته .
احببت استخدام المفردات الجديده مثل عبارة ” بتستحوذني في الحقيقه ” ، و شعرت بأن اللحن قريب لعمل ” مسرحي أو استعراضي ” ، ذكرني بالفوازير و به كميه من ” الاستهتار ” المنفذ بشكل جدي و فني .
بدء من فاصل ” الساكسفون ” ، الى الارتباك و التساؤل مثل “ده اسمه ايه ده !؟ ” أو فقدان القدرة على تحديد الوقت ” .. الحياة أحلوت أمتى !؟ ” .
ايضا طريقتها في اداء دور الكورال ، كان مرح ، حيوي ، و سعيد .
هي أغنية كانت تغنيها بملئ رئتيها و استمعت لها أكثر من مرتين ، تضخ بالدماء الشابه ، و شعرت بأن الهوى هنا جميل ، و الهوا الذي الذي تتغنى به يتناسب مع هواء نوفمبر !
” عايزه اعيش “
بداية موسيقيه تصاعديه ، تحمل ” ألفة ما ” تذكرك ببعض الأغاني الأجنبيه التي أستمعت لها سابقاً ، لكن الجديد هنا الفكرة التي ربما ترجمتها الكلمات بشكل جيد الى حد ما .
لكن ” البيت ” أو رتم اللحن قد يأخذك بعيدا عن المعنى ، تخيلت فيديو لها ” انسانة ” تسير في ضوء متقطع ، بمكان راقص ، يسهر به الجمع ، في رحلة هروب ، و تبدو للعين بانها ترقص و سعيده ، لكنها ضجرة من الداخل ، حزينه ، و تواقة للنور .
” انسانة مسؤولة “
تستنشق ” الجاز ” منذ البدايه !
الكلمات متمرده ، رافضة للتملك ، للسيطره ، و لا أعلم لما ذكرتني كفكرة بأغنية ” you dont own me ” !
احببت بدايتها ، التشبيه بالكتاب و مقطع ” الحياة مش فيلم عربي قديم .. الخ ” .
لكنها لا تعد أفضل ” جاز ” قدمته سميرة ، و لا يقترب من تناغم ” أيوه باشتقلك ساعات ” ، حيث كانت الكلمات تبدو واضحه بشكل أكبر و تسير مع اللحن جنباً الى جنب .
و لا مثل ” أنا احب ” حيث الاحساس يبدو حاضراً في مقاطع عده ” انا اصلي بعيش بالهوا والناس ” .
بها هنا طابع عرض ” امريكي ” من حيث ” النديه ، حقي ، الخ ” بأسلوب مباشر ، و هي تيمة ربما لا تناسب ” ذائقتي ” كمتلقي ، علما اني تقبلت فكرة مشابهة في اغنية ” ضاق خلقي يا صبي ” للسيده فيروز !
احب سميرة في الجاز جداً و سعدت أول الأغنية كثيراً لكوني توقعت وجود عمل كهذا من ضمن المجموعة ، و صدقاً تمنيته أن يكون طرح بشكل أفضل .
” ما اضمنش نفسي “
مؤثرة من أول نبرة الصوت ، و دخول الجيتار ، يليه باقي الآلات .
كلماتها صادقه ، و احساس سميرة بها واضح كضوء القمر ، و هي حالة خاصة ، بها المحب يفتقد من أحبه ، و بداخله جزء غاضب و جزء قد يسامح !
مما يؤدي الى ” .. و بيأس كمان ، و بتعب عشان .. إحساسي إني مش معاك .. عاملي في حياتي ارتباك .. وعدم اتزان ! ” .
بها تم توظيف ” التنهيده ” و ” الترنم ” باللحن بشكل جيد ، بها العاشقة – التي لم تنسى – لا تعلم حقاً ان عاد محبوبها ماذا ستفعل و ما القرار الذي ستتخذه ، و بها شئ من اجواء اغاني ” اليسا ” ، لكن مع اختلاف تام في التوزيع و الاحساس بشكل عام .
أحببتها كثيراً و استمتعت بها و بصوت سميرة و تفرد احساسها و سمعتها أكثر من مره .
” ما حصلش حاجة “
هنا اغنية مخالفة عن التي تسبقها ، و احببتها منذ البداية ، هي عاشقة تركت محبوبها و على انغام ” الكلاكيت ” تغني تمردها و نسينها مؤكده بأنها تركته و ” ماحصلش حاجه ” !
احببت اللحن ، و بها شئ ” سبعيناتي ” و شئ كلاسيكي ترى به ” شارلي شابلن ” !
مع كل مقطع يعلو الاحساس الموسيقي و احساسها ، و تتجدد الآلات و الأسلوب ، أغنيه تستخدم مفردات ” يوميه و عاديه ” صيغت بطريقة استثنائيه و بها الاجواء .. استعراضيه استعراضيه استعراضيه !
مما دفعني اتخيل ” شو / كونسيرت ” بمستوى عالي ، به سميرة تقدم مجموعة من الأغاني الراقصة ، مع فرقة و ديكور مميز لمدة ساعتين و لموسم واحد ثم يتم تسجيل هذه الحفلات التي تعرض في اكثر من دوله ومكان ” فيديو ” و تبث على التلفزيونات !
كما أحببت جداً تبدل اللحن بعد الثلث الأول ، و كأنها تسير وحيده تفكر بصوت عالي ” اسلوب كلامي طبيعي ح يحير شويه .. انا قاسيه ولا ده كله من كتر الأسيه .. لو حد عايز يعرف مين فينا الضحيه … يسأل عن مواقفنا القديمه .. ما أقدرش أنكر ان لسه في جزء فيه .. بيقوللي طب كنتي استنيتي عليه شويه … ما تمثليش ‘نك عايشه طبيعي و عاديه .. ما تمثليش إنك سليمه ” .
ثم تعود الى ” انفصامها ” مرة اخرى و ادعاء السعاده للتجاوز ، انطلاقا من مبدأ ” تظاهر إلى أن يكون ” !
أغنية عبقريه و هي ما كنت أنتظره حقا !
هي واقعية العاشقة ، و معرفتها بأن الحياة تحمل احتمالات عديده !
و مع هذا ، تبقى حقيقه ثابته ، هي ” حبها ” له ، و ان حدث فراق ، او استمرار ، او اي احتمال .
احببت المقاطع التي تغني بها هنا ، اكثر من المقاطع التي تكون به ” كورال ” خلفي ، يؤدي بصوت عالي .
كما احببت الفكرة ، و طريقة الطرح مقبولة للغايه ، خاصة مع وجود أو للدقه دخول بعض الآلات عبر ” التوزيع المعبر ” ، و التي تدفع المتلقي للتفكر ، و تأمل الفكرة ، فهي ما بين ثبات نغمة ” البيانو ” في خلفية البداية و توتر بعض الآلات قادره على تحريك شعور ما .
” يا لطيف “
تكنو / بلدي … حبيتها !
اللحن هنا جديد ، و الكلمات خاصة مقطع ” دق القلب .. و ما بالك لو دق القلب .. سهرانه بفكر على جنب .. و بنام تخاطيف ” !
و هنا صوت سميره يلهو في منطقته و يستأثر بشخصية غنائيه حتى و ان قلدها آخرون تظل ” هي ” من ابتكرها و اضاف لها و اداها بشكل مميز .
و تعد من ” الجديد ” في هذا الألبوم و للدقه ” نقلة ” جديده حيث تسمع رتم جواري ” ألف ليله و ليله الشرقيه ” و هن يرقصن على في الفضاء على سطح القمر !
أحببت استخدام الصوت هنا كأداة موسيقيه في بعض المقاطع عبر الترنم و الآهات السرياليه بتصرف و حذر .
و خاصة نطقها بصوت انثوي مستسلم ” يالطيف يالطيف ” في آخر الأغنية مع ” القفلة ” المشاغبة .
اغنية ” سعيديه ” ١٠٠ ٪ ، و اثرت بي كثيرا و افهم شعورها حين غنت ” حاسه الجو .. عمال يحلو و يحلو .. انا خايفه أكون بحلم أو كل دي تخاريف … لأ ده بجد .. أنا جوه البحر و بتشد .. و ضروري اروح و احكي لحد .. أنا قلبي خفيف ” .
” ماعنديش وقت “
أغنية بها شئ من الحكمة ، و الحفاظ على شعره معاويه ، و بها وضوح كبير من عاشقه صادقه مع ذاتها !
احبت اقتراح ” الأبتعاد ” لأجل السلامة ، و تبدي هنا التصالح مع ” الفراق ” حين يكون حل ، في اللحن ” ألفة ما ” تجعلك تركز مع الكلمات ، و صوت سميرة بها واضح و معبر .
أحببت ” اقتحام ” صوتها منذ البدايه للجيتار و كأنه تعبير عن ” المباغته ” و عدم الاستمرار في الحلم ، كما أحببت تعبيرها و للدقه نطقها لكلمة ” في خناق ” مع التوقف الموسيقي أول الاغنية .
الجيتار هنا له مساحات مؤثره و تحكي الكثير ، و العبارات ناعمه و بها ” حب ” يتوارى بعيداً عن العتب و المشاهد التي قد تُجرح به و بها رغبه حقيقيه في البعد عن التوتر أو الخناق .
جميله و مهذبه و .. ” لو شفتك .. أنا أسلم عليك عادي .. ما هو اللي يحب .. لا بيكره و لا يعادي ” .
” جرالك ايه “
اجواء ” روك آند رول ” أو ” تكنو ” لا أدري تحديداً .
أغنية بها حماسه ، و اقرار ” بوضع ” حرج ، و رغبه بمقاومة اي هزيمه قادمه .
بها تذكير بأنك كنت افضل ، و دعوه لمشاهده الدنيا بلون جديد ، من خلاله قد نجد ” آخر أحلامنا ” و أصعبها يأتي طواعية من بعيد .
قد تكون ” مؤثره ” للبعض و تدفعه للتغير ، و غير ذلك للآخرين .
بها شئ تبشيري ، يشجع على ترك النظرة السودايه ، صوتها يؤدي الكلمات بوضوح و احساس ، و احببت تكرار مقطع ” جاي من بعيد .. جاي من بعيد ” .
” ايوه اتغيرت “
لا ادري لم تذكرت أغنيات ” جيمس بوند ” !
أحببت البدايه الموسيقيه و اجوائها الدرامية في الدقيقة الأولى .
جذبتني بعض التلقائيه في العبارات مثل ” ارجع ما ارجعش دي ترجعلي .. انا بقى و ظروفي ” كما أن هذا المقطع لحنياً يعلق مع المتلقي.
ما عدا ذلك شعرت بها حشد أو تكثيف موسيقي درامي أضاع الأغنية او ” الميلودي ” بحيث يصعب أن يعلق ” اللحن ” ككل مع المستمع رغم محاولة الاقتراب من المنطقه الطربيه في مقاطع ما .
بها شئ جميل و شئ آخر يجعلها غير ذلك ، و مع هذا شعرت أن العنوان يصلح أن يكون عنواناً للألبوم !
كما أحببت سحبة الصوت في نهاية كوبليه ” اتصرفي زي ما بتشوفي ” ، اشعر انها أغنية مع الوقت قد تجذبك و ربما قد لا تفعل .
” اوقات كتير “
أغنيه بها شئ صباحي ، مبهجه ، ذكرتني بأغاني الأعلانات ، خاصة و هي تستخدم كلمات عاديه قريبه للمتلقي ، بها تستشعر الاستقرار ، الطمأنينه ، و التعود ، و الارتياح .
طربيه من زاوية مختلفه ، و بها شئ من اغنيات زياد لفيروز مع تفاوت كبير ، اغنية انسانيه ، طبيعيه ، تجربه جديده في الألبوم ، هاديه و بها اضافة ، ليست مزعجه اطلاقا و لكنها لا تعد الافضل ايضا ، و ليست الأنسب في بعض المقاطع لصوت سميره ، و هذا انطباع أولي فحسب ، فربما مع التكرار قد يبدو جمال لم اراه او استشعره لاول وهله .
” حب “
أغنية اخرى تذكرني ” شئ ما ” بأغنيات فيروز و زياد خاصة ختمة الساكسفون في آخر الاغنية .
لا تعد الأفضل في الألبوم ، و لكن قد يكون لها جمهور يتذوقها سواي ، فكل ما سطرته هنا ” رأي ” شخصي صادق فحسب .
لم تلمسني كثيراً و لم اتفاعل معها ، لذا قد يكون في حكمي عليها بعض ” عدم انصاف ” لذا اتركها جانبا لأكتب سطر أخير .
هو البوم به تنوع ، اجتهاد ملحوظ ، و مدهش حفاظ فنان على نفس التدرج و الصعود لوقت كهذا ، وهذا وحده انجاز ، لكونه يرسخ صورته لدى جمهوره و يكمل بناء صورته الماضيه و يضيف لها .
أعمال مختلفه و بعضها جديد تماما ، لكنها جميعا تصب في نفس السياق – وهذا الجيد – الا وهو ” ذائقة ” فنانة أحبت الفن و تعاملت معه منذ البدء كهاوية إلى اليوم .
وجدت نفسي في أغنيات ” هوا هوا ، ما اضمنش نفسي ، ما حصلش حاجه ، يا لطيف ” ، احببت اغنيات اخرى مثل ” ما عنديش وقت ، جرالك ايه ، ايوه اتغيرت ” .
سميرة سعيد .. شكراً لك على كل هذا العطاء ، الذي مضى منه و المستمر و القادم (!) لثقتي بذائقتك الخاصة و احترامي لها لكونها تشبهك .
” خروج “
أعتذر اخر الموضوع لاني لم اذكر الملحنين و لا الشعراء لكون الاغنيات لم تحمل مع ” بوكليت ” كتيب في الاي تونز و لم يكتب اسم الكومبوزر او الشاعر ، لم يكن اهمال بقدر ما هي ” قلة معلومات ” ، و كلمة أخيرة لروتانا ” أنتي الكسبانه ” .
سمعت اغنيتين منه
ولكن الكلام شجعني اروح اسمعه كله
Hala said this on نوفمبر 9, 2015 في 3:23 م |
🙂
يزيد said this on نوفمبر 9, 2015 في 4:25 م |