قد تبدو عابره
هناك اشياء في حياة كل منا ، تنتهي و نتصور ضمنيا انها مضت ، و كانت مرحلة عابرة ، و في الحقيقة هي ليست كذلك !
فزيائيا قيل ” لكل فعل ، ردة فعل ، مساوية له في المقدار ، معاكسه في الاتجاه ، تعملان على نفس الخط ، و تؤثران على جسمين مختلفين ” ، و تعرف هذه النظرية بقانون نيوتين الثالث .
عاطفيا شعرت خلال رحلة حياة أن هذه النظرية قد تنطبق بشكل أو بآخر على ” العلاقات الأنسانية ” ، بدء من علاقة الانسان بنفسه و صراعه المستمر بين ” الجسد و الروح ” ، او عبر علاقاته بالآخرين .
اليوم تطالعنا الصحف عن خبر قد يبدو ” عابر ” لكنه اثر بي بشكل او بآخر ، فتح نافذة التأمل على مصراعيها ، فكم من الاشياء التي تصورنا انها ” جميلة ” نكتشف بعد مرور وقت انها اسوء ما يمكن أن يحدث لنا أو لمن نحب .
في مرحلة ” عدم اتزان ” قد يخطئ الانسان ، ينجرف لأحاسيس لا يفهمها ، و احيانا يهرب من احاسيس تزعجه ، يلقي ذاته في احضان اي غريب ، لشعوره بغربة داخليه تفوق طاقته على التحمل و قدرته على الامتصاص .
هي قصص لم تكتمل ، تم طي صفحاتها ، لكن الوقت يفتحها كجرح لا يندمل ، قد تأتي على صيغة ” أخبار ” يتسلى بها الناس ، فضائح يتم تناولها مع قطع البسكوت و الشاي ، على مائدة ثرثرة لا تنتهي ، لا تضر من يتحدث ، لكنها قد تؤثر في ارواح اخرى ، و اجساد ضمها التراب ، حديث عن موتى و احياء و تجارة بكل شئ حتى ” قصص الحب العابرة ” !
تداولت الصحف أن ” جيمس هيوت ” يود أن يبيع ” سطور ” كتبتها له الليدي ديانا ، هي رسائل و مجموعة من البطاقات كُتب بعضها بخط يد ابنها الأمير ” وليام ” حين كان عمره ست سنوات .
ترددت الاخبار بأن الامير يود شراء هذه الرسائل كي لا تبصر النور ، و أعلن أنه مستعد لشرائها بأي ثمن حتى لو ساومه علي شرائها ” حرف حرف ” .
تخيلت عشباً اخضر ، سيده مجروحه و ابنها الصغير ، في غفلة من القادم ، تمليه ما يكتب و يسطر العبارات فخوراً انه يكتبها بشكل صحيح ، لرجل كان مقرب من ابيه و من عائلته بشكل عام .
طفل لم يتخيل انه كان ” شريكاً ” في خيانة ما ، اقرت بها الاميرة لاحقاً عام ١٩٩٥ مما دفع الاسرة الحاكمة الى ابعاده عن البلاط ، و من ثم ابتعدت هي و تغير على الطفل المناخ العام و المكان .
هذا الطفل يجب أن ” يكون ” كما رسم له ، يرتدي ” زياً ” فصل له منذ مولده ، و هي حاولت أن تٌبقي هذا الرداء ، لكنها لم تتمكن – و للدقه مشاعرها – من تحمل تبعيات ما تراه .
زوج كان يحب سيدة تفوقها بالعمر و تفوقه ، بدت لها ” صديقة ” مقربة منه ، لكن حدسها ادرك أن هناك شيئا يفوق ذلك ، كان يعرفها قبل أن يتعرف عليها ، تمنى أن يرتبط بها ، لكن ” القوانين ” لم تسمح بذلك !
في الحياة ” المضطربة ” حاول كل فرد منهم أن يجد له حياة و مكان مناسب في الخريطة التي ” رسمت سلفاً ” وفق قرارات عقليه و تصور ” استشرافي ” قد لا يتحقق أو يكون .
أمام هذه الخريطه ضاعت أعمارهم التي امضوها في صراع بين اهوائهم و بين ما يجب ان يكون ، فكانت التيجة ” حياة ” ينشغل بها ” العامة ” و قد يعيشونها دون أن تروق لهم !
عمر لا يخلو من لحظة ” سرية ” عابرة ، بها ضعف انساني ، و “دفء ” مشين، قد يحاول الانسان نسيانه بعد وقت ، و محيه من تاريخ حياته ، لكن يظل للأقدار تراتيب ، و للناس عيون نهمة و اذان ترغب بسماع المزيد .
هو قد يكون ” غدر ” الواحة التي لجأنا اليها ذات ضعف ، أو ” فقدان سيطرة ” مباغت داهمنا ذات شتاء ، قد يكون ” كابوس ” للابناء الذين يحصدون ما فعله الأباء ، و قد يكون أشياء عديدة لكن الأكيد أن العاشق حين يبيع سطور من أحبه فهو هنا يبيع بعض نفسه و يرخص بعض ماضيه .
مضيت ارقب تاريخي …
اتذكر بعض ضعفي .. زلاتي ..
” اجتهادي ” الذي قد لا يكون في محله …
” انسانيتي ” و فهمي الخاطئ لها احيانا …
” قلة تجربتي ” رغم مرور العمر و السنين …
كلها ثغرات قد تودي بي و تحملني هناك …
لضفاف لا تشبهني ..
لكني مضيت لها بحثاً ” عني ” أو هرباً ” مني ” …
هي ” مواقف” تحدث و يتصور من بها انها عابرة ..
لكنها تؤثر بنا و لا تعيدنا كما مضينا …
تبقى ” انطباعات ما ” محفورة بالعمق …
قد يؤلمنا تذكرها .. أو يخجلنا ..
فما بالك إن هي باتت ” خبر ” ..
أو ” حديث مجلس ” ..
هي لحظات قد تبدو عابرة ..
و بعضنا بسذاجة ” يوثقها ” ..
بسطور تكتبها يده ..
و رسائل نصيه ..
و صور يتم تبادلها عبر ” اجهزة ” ذكيه ..
” لا تنسى ” و سهل أن تُخترق ..
هي اشياء في حياة كل منا .. قد تنتهي دون أن تنتهي حقاً !
هامش :
+ عن و حول الخبر ” ١ ، ٢ ، ٣ ” .
+ عن قانون نيوتن الثالث .
كيف لرجلٍ أن يُساوم على حب امرأةٍ في اللحد ..؟؟!!
وابل said this on نوفمبر 11, 2015 في 8:36 م |
يفعلها أي كائن مفلس ” انسانياً ” !
يزيد said this on نوفمبر 12, 2015 في 8:38 ص |