مجتمع ” سابيه “
حين شاهدت هذا الفيلم الوثائقي القصير تذكرت بعض الوجوه التي اطالعها في السفر ، تلك التي تسير على الأرصفة التي نسير عليها لكنها لا تشبهنا ، ترتدي ما يفوق المكان ، في بعض ثيابها توقف الزمان ، او ربما كان هناك مواكبه و متابعه لأحدث الصرعات لكنها تطبق بشكل غريب و يشوه الحياة !!
عطورهم احياناً نفاذه ، لكنها ليست جميلة ، و في اوقات اخرى متضاربه ، تشعرك بأنهم مروا من هنا ، لكنها لا تدخل اي راحة او سرور الى نفسك ، و يستمرون بلعبة الموضة و الأناقة و يصرفون لأجلها الأخضر و اليابس لكن رغم ما تم صرفه لا يتغير شئ .
فلا شئ يعبر عنهم ، او يجعلنا نشعر بانه مرتبط بهم ، كل ما يرتدونه يضع حاجز بيننا و بينهم ، يشغلنا عن حديثهم ، يبعدهم عن المشهد ، و إن جلسوا بين المجموعة غدوا كنغمة نشاز لا تتوائم مع ما حولها .
كل ما يفعلوه هو محاولة نزع اعجاب ، رغبة بالشعور بانهم مميزين ، مختلفين ، اشخاص مهمين ، لكن كل ما يشعرونا به بأنهم ارواح تائهة ، تتبع ما تراه دونما ذوق او قدرة على خلق تكوين جمالي خاص بهم و يعبر عنهم ، هي فوضى على جسد انسان ، سرقات من الطبيعة ، جلود سحلية ، حيه ، تمساح ، او طائر نعام ، احجار من مناجم ، معادن ثمينه ، اقمشه فاخره ، و لكن المحصلة فقر في القدرات ، تبديد للمال ، و تراكم ديون .
هنا جماعة كي تتميز اطلقت على ذاتها اسم ” دندي ” ، يعيشون حياة يرغبونها ، لكنها تؤذيهم ، كالأدمان تماماً .
هو عمل وثائقي مختلف ، في مشاهدته قد ترى الاشياء التي نفعلها بشكل يومي ، لكن بأسلوب متطرف ، قد يجعلنا تتاثر بشكل أكبر ، ندرك بأننا قد لا نختلف عنهم كثيرا !!
المحيط الذي حولنا قد يعاني من أمور شتى ، و نحن معانتنا تتشكل في اشياء بسيطه ، نود أن نقتنيها ، نرتديها ، نتباهى بها ، و نضيع فيها ، لم نصممها و لم نصنعها ، و لم نتعب لأجل شرائها ، نستغل جهد بعض المقربين لشراء صناعة الآخرين ، و تمضي بنا الحياة و نحن نود أن نكون ” نجم ” مختلف في مجتمعنا ، و أسم تردده الشفاه .
في بعض الوجوه التي تطالعنا ، في الحياة او شاشة التلفاز قد نجد هذه النماذج ، التي تعاني من سوء تصرف و على أصعدة عديدة، لن اطيل الكتابة اكثر فالمشاهدة قد تغني ، متابعة ممتعة و وقت سعيد .
لك رؤية خاصة وفي كلماتك رأي عميق ومنطقي ، نقدك للظواهر صادق و يتضح هدفه الانساني بين السطور فهو نابع من وعي بالمشهد (التمثيلي) الحاصل و بالممثلين وبالحبكة و الأدوار 🙂 ، لا أدري لم أخذني موضوعك إلى غاندي فهو كان يرتدي قطعة قماش ملفوفة رمزاً لسبب فقر بلاده _ من وجهة نظره الخاصة _ وسعياً لمقاطعة الألبسة البريطانية ، و لكلٍ فلسفته واهتماماته و الخارج قد يعكس ما بالداخل لكنه ليس مرآة مطابقة له وكما قال سقراط .. تكلم حتى أراك .
شكراً جزيلاً لك فيلم و موضوع شيق وملفت .
تفاصيل said this on ديسمبر 30, 2015 في 5:40 م |
العفو
يزيد said this on ديسمبر 30, 2015 في 5:47 م |