مراد

16jun2016fffd

نشر هذا الأعلان في عام ١٩٧٩ ميلاديه ، زمن طفرة النفط في الدول الخليجية و بداية الولع بالسفر ، بدايات غربة المواطن اللبناني ، و بحثه عن فرص عمل خارج وطنه بعد اندلاع حرب أهليه .
” بلاد فارس ” تشهد فرار بعض ابنائها و تمرد الأكراد بعد سقوط امبراطورية الشاه و ظهور جمهورية الخميني في ايران ، التي حدث بسببها أزمة في النفط و انتفاضة في الأهواز و احتجاز لرهائن امريكان لمدة عام و ٧٩ يوماً .
داخل الحرم المكي ظهر “جيهمان العتيبي” متسلحاً ، مدعياً ظهور المهدي المنتظر، و في بلاد “دجلة و الفرات” تولى صدام حسين السلطة بعد انقلاب على الرئيس أحمد حسن البكر .
في “اليمن السعيد” القتال تجدد و اشتعلت الحرب بين شماله و جنوبه ، و في اوغندا هرب “عيدي أمين” بعد دخول القوات التنزانية للعاصمة .
في واشنطن تم توقيع معاهدة سلام بين مصر و اسرائيل برعاية امريكية ، تغيرت في تلك الفترة العلاقات ، سواء بين الدول أو داخلها ، أحداث عديدة  ألمت بالعالم عموما و بالمنطقة الشرق أوسطية خصوصاً .
من الامارات العربية المتحدة أنطلق العدد الأول من مجلة “ماجد” ، و تم تعين “مارغريت تاتشر” كأول امرأة  تتولى منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا .
هي سنة رحل بها عوض الدوخي ، عائشة المرطة ، صلاح منصور ، كوكا ، و اسماء كثيرة لا يعرفها أحد ، و سنة ولد بها جيل آخر من ضمنه فتاة كبرت أمام عيني و كانت أختي .
العالم كان في حركة مستمرة ، متغير تماما كاليوم ، لا يقف أمام حياة الأفراد الخاصة ، و لا يكترث لها أو لمشاعرهم ، تمضي الأقدار و تتزاحم ، حدثاً بعد الآخر .
قد نكون جميعاً دون أن ندري “مراد” ،  القابع في باريس داخل دكانه ، يحيا غربته و يواجه قدره و يحاول أن يثبت قدميه و يقف مكانه ، عبر مجلة “الوطن العربي” نشر اعلانه ، و عاش حياته مثل أي انسان ، يصارع الظروف وفق أسلوبه ، و يتحملها وفق قدراته ، تتسرب منه أيامه و عمره ، دون أن يدري به أحد في ذلك الحين أو يذكره اليوم .
كان يتلمس الرزق و يبحث عن الاستقرار،  يمر به الليل بين سهر و تفكير ، تخطيط و انتظار ، و في النهار يستيقظ و على كتفه هموم اليوم ، يتناول أفطاره و فواتيره و ديونه ، ثم يمضي إلى محله في انتظارهم ، كلما ركبوا “جمال” الرحيل و مضوا في طريق الأسفار .

~ بواسطة يزيد في جانفي 16, 2016.

2 تعليقان to “مراد”

  1. أختلف مراد الأمس عن اليوم , نحن من له نرسل السيارة لا هو.

    ما ندفعه جيل اليوم هو ثمن لجيل الأمس .. جيل مراد , جيل مضى بكل ما فيه تاركاً بصمة لغتها ” أنا ” و خربشات لا تُقرأ ل ” نحن ” .

    من المحيط الهادئ إلى الأطلسي و بنفس الفتره , لم ينجو أحد لكن .. من نجح الآن ,, هنا السؤال.

    توفر لمراد المقيم الباريسي بعكس ناجي المقيم النمساوي عدة علاقات مع ” راكبي الجمال ” سرعت من وتيرة بناء ثروته , هكذا أصبحت و أمست.

    مراد .. بالأمس القريب جداً .. يقبع في قصره مستمتعاً بضجر معتاد لشقاوة أحفاده و يشاهد و على محياه إبتسامة باهته إعادة لفيلم ” النمر الأسود ” , يتذكر دكانه الذي أصبح سلسلة من الهايبرات تقدر قيمتها السوقية برقم من 8 خانات و غربه .. بلون الشفق , و الأسباب القدرية و البسيطه التى أوصلته لثروة هو يؤمن أكثر من إيمانه بآلهته بأنه لو تأخر قدومه لهذه الدنيا بضع سنوات لما نال عُشرها.

    .. و اليوم , معارف مراد على خطى عرابهم فى بلاد راكبي الجمال ينافسوا أبناءها في موارد الحياة!

    تذكرت ” ع بالي ” لعايدة الأيوبي و السموحة منك
    ( ثبت و أشوت )

    • جميل أن تكمل السطور بعضها و ان اختلفت زاوية الرؤيا .. في اختلافها نرى المشهد كامل .. و من زوايا مختلفه .. كما قلت سابقا لك .. سطورك دائما تضيف .. و تأخذ الموضوع لمنحى آخر .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: