أن تستيقظ ثملاً
هناك بعض الدعوات التي تحمل في طياتها فرح مبطن ، ليالي في تفاصيلها تجد بعض ما كنت تعرفه و تحن اليه و تفتقده ، أيام تحبها و تشعر بأنها ما يحسب من عمرك حقاً و يضيف له .
شئ يشبه فاكهة موسمية ، تدرك وجودها ، و تعلم بأن وقتها في هذه الحياة قصير، لذا تسعد بها حين تأتي و تفتقدها في مواسم اخرى .
هي ذكريات تنسجها ، كسجادة شرقية ، ثم تحملها في طريق حياتك ، و كلما استبد بك الحنين فرشتها ارضا ، لتؤكد لعيناك بأنها مرسومة هنا ، و تلامسها بأطراف أناملك متمنياً أن تعود أيام مثلها .
هي اللحظات الأسرية الحقيقية ، هي الجلسات الخالية من حديث يملؤه الكدر ، هي العاطفة التي تتفجر داخلك و تنتج احساساً يضاهي بوجوده هرمون السعادة ، هي طفولة كل الجالسين حتى الكبار منهم ، هي التلقائية في التحرك و الحديث مع محيط تأمن لوجوده ، معه تشعر أن أجمل ما في ذاتك لم يموت و سيبقى مشعاً هنا في مكان أمين .
هي ليلة لم أرتب لها ، أستيقظت البارحة دون أن أخطط لها ، عدت ثملاً منها دونما خمر ، راضياً ، مرتحاً ، مطمئناً ، و ممتن لحد يفوق تصوري ، مسترجعاً لحظات حلوة و أشياء كثير .
هي ليلة انتهت ، مضت ، لكني استيقظت صباحاً و حين ذكرتها ابتسمت ، كأنها حلم جميل حلمته ، به كنت كما أحب أن اكون ، و في مكان جمع أناس أحبهم ، كانوا في احسن حالاتهم ، و بت افتقدتهم رغم وجودي معهم على مر حياة !
شكراً لله على كل نعمه و أولها الناس الذين عبر وجودهم تشعر بوجودك ، و يتدفق الفرح في عروقك و يتحرك الأحساس .
شكراً لمن حرص على جمع هؤلاء الأحبة بعد غياب ، في جلسة حقيقية ، مريحة ، نقية ، دافئة كما الشمس ، تذيب ثلج الوقت ، تضئ الدروب ، و تزيل الضباب … شكراً من أعمق منطقة في قلبي .
وصفك ساحر يا يزيد، تصاويرك مدشة وممتعة، دامت لك مثل هذه الأمسيات وبارك الله لك فيها.
علي said this on يناير 24, 2016 في 12:39 م |
شكرا علي مرتين .. مرة لك .. واخرى لاحساسك .
يزيد said this on يناير 24, 2016 في 1:57 م |