فقاعات
هي دوائر حين تكتمل تنتهي … تطير مع النسيان كفقاعة صابون .. يوخزها الوقت .. لتتلاشى و كأنها لم تكون !
رغم رقتها كانت قادره على أن تفضحنا .. على سطحها الشفاف لمحنا أوجهنا المتعددة .. و ألوان قوس قزح .. أدركنا أن الفرح عابر .. و أن بعض السعادة يأتي مصادفة .. ثم سرعان ما يلبث أن يتحول الى هم جديد !
هي شهوة اللعب .. الرغبة في كسر القيود و الانعتاق .. من حياة نذوّي بها كل يوم .. و نلمح على مرآة العمر .. خيوط الزمن الذي يسرق منا طفولتنا و قدرتنا على الانطلاق .
هو السقوط رغم ثبات الحركة .. هو الوجع دونما نزف أو قدرة على الألم .. هي الأحاسيس تتضارب بالداخل و لا تظهر و نحن نمشي الهوينا .
هي ليلة عابرة .. كأرواحنا الماضية من هذه الكون .. كأجسادنا الفانية .. التي أرخصناها على مدى عمر .. و كنا نهبها في الظلمة .. في الخيال .. في غياب الضوء و الظلال .. لآخر ليس موجود !
هي العاطفة المزدحمة .. الخوف الدائم .. الطرق المتعددة .. و الحيرة في كل لحظة اختيار .. هي الشهوة و انعدام الرؤيا في وضح النهار .. هي اللحظات المؤقته .. القيم المحددة .. التحليق الذي يتبعه انهيار !
هو الهروب في اول الدرب .. العودة لعزلة تشبه رحم الأم .. انتكاسة التفاعل مع حقائق هذا الكون .. و التهاوي ألما من فرط التلقائية .. هي المتعة حين تأتي … و يتبعها أذية !
هي النهاية .. انغلاق الباب .. الهروب من سبل الفرح و الاكتئاب .. تحاشي الخيبات المتعددة .. والابتعاد عن حقل التجارب الشائك بكل ما فيه .
هو الانسحاب و الرغبة في عيش حياة موازية .. بها نرقب الأشياء دون ان نلمسها .. نقصي القلب بعيدا عن أي انكسار .. ننفيه في الوحدة .. بعيدا عن جرح الشعور .
هي النقطة آخر السطر .. و علامة التعجب في منتصف الطريق .. والاندفاع في حياة لا نعرفها .. نسافر بها و أكثر ما نحمله في حقائبنا علامات الاستفهام .
هي نفس تتنفس .. تغمر ذاتها بالصمت .. تتخفى بالضجيج و كثرة الكلام … تكره بقعة الضوء و تشتهيها .. تخاف طول وحدتها .. و يرهبها الزحام .. تود أن تعيش الحياة بكل نبض فيها .. لكنها تتجنبها و تتجنب حروبها .. مواقفها .. طبيعتها .. حفاظاً على ما تبقى و بحثاً عن سلام .
هي قصص الطفولة التي لم تتحقق .. قصص الواقع التي لا تٌصدق .. هي الحكايات المنسية .. و التفاصيل التي لا تروى بعد أن تعاش .