خير
نحيا في النفق المظلم ، و مازلنا نحاول ان نبحث عن مخرج ، عن بقعة ضوء تشق العتمة ، و تحملنا الى بعد آخر ، نتخيله و نحلم به و لم نراه .
في الضيق نردد ستفرج ، و الأمل خبزنا اليومي و ان تعفن ، نغلي قهوتنا كل صباح و ان انسكب جزء منهاخارج الفنجان تمتمنا فآل خير أنشالله .
نحاول تزيين تلك البشاعة المتعبة ، و نحاول تقبل ما لا نستسيغ وجوده ، و ندعي و نحن نعلم بانه اضعف الإيمان .
نتجرد من الفعل و نكتفي بالمراقبة ، دونما اعتراض و دون أدنى تحرك حقيقي ، نروي ردات فعلنا ان حدث لنا هذا الامر او ذاك و دونما ان نبدي ردة فعل واحده او فعل حقيقي نفخر به و ينعكس على نفوسنا المتعبة .
في غرف خافتة الضوء نفرش جراحنا و نحاول فهمها و تذكر متى بدأ النزف و كيف ، فقد بتنا بغتة نشعر بها و احيانا بعد تجلط الدم و جفافه دون انغلاق للجرح او التئام حقيقي ، و في نفس الغرف نحاول الهروب و التحرر بشكل هش لا يليق بِنَا و لا بطبيعة الزمان الذي نعيش به و القادر على دهس كل شئ بتلهف غريب و عنف غير مبرر، نتجنب اليقظة و الوعي و هي راس المال في عالم انتابه جنون جارف و عدم اتزان مستديم .
لذا حين تسكب القهوة لا نندهش ، فالمدهش ان مر كل شي بسلام ، و هدوء ، و أمان ، دونما اضطراب داخلي او تأثير خارجي او تذكر لبعض ما حدث وصار و كان .