مساحات الضوء و العتمة
الظلمة تشبه نقطة صغيرة ، تكبر كلما امعنت في الذنب ، أو اعتدت الخطيئة ، و باتت الكبائر نظام حياة ، و السقوط يمنحك احساس بالعلو و الأرتفاع و يحلق بك بعيداً عن هذا العالم .
الضوء لاول وهلة قد يزعج العين ، لكنه يوضح الطريق ، و يظهر جماليات الاشياء من حولك ، و يكشف للآخرين كل ما هو جميل بك .
المعضلة دائما تبدل الوقت ، و تغير الظروف و الاهواء ، مما يجعل ثبات مساحات الضوء و العتمة كذبة ، و استمرارها اسطوره .
الظلمة ان اشتدت في العمق ، قد تدفعك الى كسر ارق ما بك ، و تحطيم حواجز سبق و أن وضعتها لنفسك ، نتيجة لايمانك بهذه القناعات او المبادئ ، بعدها قد يصبح التخبط ناموس ، و تكاد تظن مع الوقت أن مشيتك المترنحة هي طبيعتك و ليست نتيجة لسبب عارض تعيشه و تمر به .
مع الوقت قد تتحول من حمامة بيضاء الى خفاش اسود ، و تصبح الكهوف ملاذ ، و الضيق سلوك يومي ، و الاكتئاب درب تكسره بما هو غريب عنك أو ما لا تندمج به تماما لكنك تفعله و تعتاده .
لعبة العتمة و الضوء بداخلك قد تكون اقرب لمشي لاعب السيرك على حبل ضعيف بتوازن و حذر ، فالسقوط وارد في كل لحظة و الوصول للضفة الاخرى ممكن لكن بشروط .
هي تزكية النفس أو العكس ، هي التعامل مع الحقائق أو السير وراء الظنون ، هي كبح المشاعر او فهمها لسهولة التعامل معها ، هي الحياة التي بداخلنا تربكنا ، و قد ينعكس هذا على حياتنا التي نعيش لعمر كامل قد يضيع دون أن يعاش و إن تخيلنا ذلك !