تغيير مكان .. داود الشريان
لا أدري حقا ما الذي حدث في هذا الرمضان !
هناك بذخ و صرف و جهد بادي في المسلسلات و هناك فتور لمسته من المشاهدين عبر أكثر من جنسية و أكثر من مكان .
و هناك تبدل ملموس و واضح في وضع البرامج الدينية في فترة زمنية ميته ، بينما بعض البرامج التي قد تُشاهد يحدث معها ذلك لا لميزة حقيقية بها لكن هو التوقيت الذي تبث به فحسب .
بعض الممثلين مثل محمد رمضان ، مي عز الدين أبدوا حزنهم عبر صفحاتهم لأن أعمالهم سوف تعرض في بعض قنوات ام بي سي الجديده و التي لا يتابعها احد ( مصريه ٢ ) ، بأسلوب يشعر المتلقي بأنهم تعرضوا لخديعة او كأنهم كبش فداء .
بعض آخر كان كذلك فعلا ، و يساق لنا عبر الشاشة بوجه بشوش عبر برنامج يحمل اسمه الأخير ، تماما كالبرامج الأمريكية التي تعتبر اسم المذيع وحده علامة تجاريه ناجحة عالميا و الظهور معه يحسب لدى البعض نقطة مضيئة في تاريخه و حدث مميز .
حتى خط سير الحلقة مقولب ليكون عبارة عن مجموعه من النقاط ، لقاء مع اسم شهير ، بعض المرح ، ثم هديه يقدمها المذيع الشهير مع توقيعه !
الامر هنا كان يشبه تماما إعداد وصفة غذائية شاهدتها و احضرت مقاديرها لكن غاب “سر الطبخة” و المهارة و النفس ، و قبل كل ذلك جهل الطهاة برغبة و شهية المدعويين و الحضور.
السكر كان “زائدا ” فعوضا عن التحلية سبب الحرقان ، و المكان لم يكن مكان دواد الشريان .
الامر يشبه ان تأتي بمذيع برنامج (الاتجاه المعاكس) ليقدم برنامج فني و بنفس تكنيك الحديث و اسلوب التعبير ، الذي قد يكون مألوفا لأبناء المدينة الواحدة و الوطن الواحد ، لكن دوليا و وفق معايير التعامل قد يجد “الضيف” بعض الحرج و عدم الفهم فيظل عالقا في منطقة مليئة بالحواجز النفسية الداخليه ، فلا هو مرتاح داخليا فيمرح ، و لا يوجد معرفة سابقة أو امتداد تاريخي بينه وبين المذيع فيبوح ، فتصبح الحلقة رغم اسم الضيف و كل “الصرف” ميتة رغم تحرك الأشخاص أمامنا على الشاشة مبدين التفاعل و البشاشة .
اما الأكثر حزنا هو ذاك الإعجاب الذي كان و حدث بين هذا الإعلامي المكافح و ذو التاريخ الطويل و بين محبيه الذين أحبوه حين تحدث مع “وفاء الكيلاني” عن كونه ينتمي للإعلام التنموي اضافة إلى محاولاته للحديث حول قضايا الناس و عرض متاعبهم و فتح جرحهم للرأي العام ، فكانوا هم مادته الاعلاميه و جمهوره بالوقت ذاته .
ختاما لا أدري إن كانت الفكرة فكرته أم هي “فخ” أعدته القناة باجتهاد – من باب التجديد – و سقط دَاوُدَ فيه !
و للإنصاف كان في حلقاته مع “أبناء بلده ” اقرب لجمهوره ، و الأفضل لو كانت فكرة البرنامج حلقات حواريه مع ضيوف يعرفهم و بأسلوبه دونما هدايا و توقيع الخ ، أو أن يكون حوارياً عربيا يتبدل به المذيع و الضيوف مع توالي الحلقات مثل برنامج “تاراتاتا” ، فيأتي مع بعض الفنانين المصريين مثلا المذيع مفيد فوزي ، و مع بعض الشخصيات العربية الاخرى عماد الدين أديب ، و دَاوُدَ مع من يجد ذاته معهم و ينطلقون معه ، فالبرامج الحوارية الجميلة و التي نشتاق لها تحتاج إيقاع و اُسلوب آخر .
شكرًا دَاوُدَ لمحاولتك و شكرًا ام بي سي على اجتهادك و حظ أوفر في المرات القادمة .
وشكرا على نقدك الرائع يا عزيزي 💐
مفكر said this on جوان 15, 2016 في 8:44 ص |
العفو .
يزيد said this on جوان 15, 2016 في 3:42 م |