الارتباط برجل ميت
كل ما يربطه بالحياة .. التنفس و بعض المهام العائلية و التواجد إلى أن يأتي وقته .. و وقته يمضيه و قادر على اهداره بكل اريحيه .. يمنحه للريح و منذ سنين يذر عمره في دروب المسير .. يوما بعد آخر يعطي ما هو قادر على اعطائه .. و يتواجد ولو عبر مشاحنة عابرة او مشكلة .. يسمع صوته ليتأكد من حقيقة وجوده .. و للدقة ليعرف هل لم يزال على قيد الحياة !
ذات مساء أبعد من هذا المساء .. تحرك فضوله .. و تابعت عيناه درباً يُفضي إلى ضوء .. مضى و هو لا يعلم إن كان ما لديه قادر على الاستمرار و يساعده على إكمال المسير .. طوى الطريق ببطئه المعتاد .. منجذباً لضوء أتى بلا ميعاد .. لمح في هالته احتمالية هروب و نجاة من حياة بها فقد الكثير .. و اضناه بها المسير و التنقل بإحساس يعمق بداخله الغربة و بشكل كبير.
ببطئ سلحفاة و اضطراب أرنب ذهب إلى النور .. متناسياً أن الثقوب التي في قلبه تُسرب كل شئ .. كمنخل لا يُبقى دقيق و لا ماء .. يتسرب كل شئ منه و به و فيه ، تخبطه يربكه و يؤذيه ، يقطع المسافات و يعود دونما وصول حقيقي أو انتهاء أو اكتمال ، يحكي ما لا يعبر عنه ، و يبلع ما لا يجب ان يقال ، يجعل الكون يبدو أمام عيونهم كما يريدون و حين يختفون يواجه تابوته الماثل في داخله بلا حراك … يلمح في وجهه بالمرآة دخان الموت و غياب الحياة .. هو المتحرك كآلة تجيد تكرار المطلوب ، الهارب من أي فعل به غالب و مغلوب ، المختبئ خلف ذكريات طفولة دنس الغرباء جمالها ، المتعايش مع كلمات قد يرددها صوت أقرب للصدى ، ينظر حوله و يتسائل عن غياب الموت و يردد ” الى متى !؟ ” .
بكل هذا الانطفاء مضى للضوء .. و لم يشتعل .. لا لضعف بالوهج … بل لحقيقة ادركها أكثر عند الاقتراب .. هو شمعة لا فتيل لها .. روح تنقصها الحماسة .. و مدى ينقصه الأكسجين .. و في غياب الهواء حتى الضوء قد ينطفئ و بصمت يحزن و يستكين .
انعكاسته على الأشياء حوله باديه .. كموسم خريف متحرك .. يحيل كل أخضر الى أصفر جاف .. هو الغارق دونما موجة .. هو المبحر بلا ضفاف .. هو الضائع رغم وجود الخرائط .. هو رجل ميت يصعب الارتباط به !
يا يزيد، أنت تكتبنا، جزاك الله خيراً وبارك فيك.
علي said this on أوت 28, 2016 في 2:33 م |
الله .. الله .. الله
خيرية فتحي عبد الجليل said this on سبتمبر 2, 2016 في 12:46 م |
شكرا لكم
يزيد said this on أكتوبر 2, 2016 في 6:00 ص |