كالقابض على عصفور بيده

3sep2016sss

هل مشكلة العصفور طبيعته ؟ وداعته ؟ انطلاقه الى تلك الكف الممتده و كأنها تلقي تحية ؟
و صاحب الكف هل مشكلته كانت الخوف من وحدته ؟ أو عدم قدرته ؟ ام تجاربه الكثيرة ؟ ام طبيعته ؟
المؤكد ان ذاك العصفور بتغريده النادر كان يروق له ، و أن دفئه جذب ذلك العصفور ، و بعيدا عن الممكن و الكائن و بعض ما يدور اقتربا ، ببراءة اطفال و معرفة كبار السن ، فكلاهما يدرك ان الفناء لعبة الحياة ، و كلاهما يبحث عن رفيق في درب النهاية ،  يسهل عليه تجرع مرارة كأس العمر بيسر و سهولة .
ارتديا معطف اللطف و مكثا على نفس البقعة في قارعة الطريق ، هي لا تود ان تربكه بطلب و هو يهاب الانطلاق ، ربما مخافة فشل أو سقوط أو لانه يعلم أن كل ارتباط يتبعه فقدان للذات أو الآخر !
مع كل شروق تمشط خصل تفاؤلها و مع كل غروب يردد لها قصائده الحزينة ، الحب لديها درب سعادة و لديه درب يفضي الى جرح جديد ، كانت طبيعية و لأجله غيرت من طبيعتها ، و كان مضطرب و انعكس اضطرابه على كل شئ !
في درب حياته تخطى جثث كثيره ، و شهد عدة احتضارات ، و راقب اقتراب خطى من يحب لهاوية الموت ، بعجز كامل و يقين تام بأن اليد العليا دائما لطبيعة الحياة و ما فيها من نهايات مباغتة او متوقعه .
الحياة كانت في عينيها رحلة منوعة ، بها كل شئ و تستحق العيش ، تراها تجربة فريدة و كل لحظة هي أمر نادر و هبة لا يجب ان تضيع او تهدر .
تتوالى السنين و طرواة يده تتحول الى قسوة ، الى قضبان ، ليجد ذاته بغتة في ثوب سجان ، يمنعها من العيش وفق طبيعة تعرفها و كانت تدركها و تمارسها بيسر و أمان ، متطلباتها كانت عادية و طبيعية ، و عيناها تتجه للضوء و البتلات الوردية ، ترى الظلمة و تتحاشاها او تنام ، تدرك انها حقيقه لكنها في نهاية الامر جزء و ليست كل شئ .
اما هو فكانت الظلمة تشرق من قلبه ، غيومها تلبد صدره ، و مع هذا يحاول ان يجد له في الضوء مكان ، لكن لا احد يأخذ في الحياة كل شئ فهذه طبيعتها .
عرق يده الساكنة بلل اجنحتها التي خلقت للطيران ، هي الراغبة بأن تحمله معها و لم تربكه او تعجل بالاستئذان ، لكنه بات كشجرة عجوز ، تمتد جذورها مع السنين في المكان الذي خلقت به ، و تموت واقفة دون ان يشعر بها أحد .
لأجلها يرخي يده … و لأجله تقف بالجوار  .. ترقبه دون ان تطير .. و دون ان تنهار .. و هو لم يعد يملك الكثير لنفسه .. لذا بصمت يدعو و ينتظر خيط نور يشرق في صدره و يمنحه نهار .. به يمضي لحياة يراها .. و يعيشها الآخرين ..  ينتظر الضوء  .. و تنتظر قرار .

~ بواسطة يزيد في سبتمبر 4, 2016.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: