مشهد
شجرة تتأمل انعكاساتها في النهر .
تتعرى و تسقط اوراقها ، فالخريف لا يميز شجرة عن اخرى ، و الريح حين تهز الأشياء لا تفاضل فيما بينها .
هي طبيعة الأشياء و الطبيعة التي تحيطها ، هو النسيج الخاص لكل كائن ، و هي الحياة تتدفق و تستمر دونما مراعاة لظرف او تقدير لعزيز .
منذ بدء الكون و حتى بعد الرحيل .
هو مشهد عابر .. متكرر .. لكنه حقيقي و نعيش فيه !
الشجرة حين أزهرت في الصيف و تلونت لم تكن كاذبه .. و حين ارهقتها شمس الصيف ظلت تحاول .. و حين عرتها رياح الخريف .. لم تكن ضعيفه .. و حين وقفت في الشتاء وحيده حاولت ان تتصالح مع ذاتها قدر المستطاع .. هي تتبدل وفق قانون الطبيعه .. و لم تكن تكذب يوما او ترتدي قناع .
تتبدل مع المواسم و تشيخ بمرور العمر و تبقى ندبة الفاس الذي حاول كسرها مرارا ظاهرة لها .. ذلك القطع المبكر و المتكرر و الذي لم يكتمل لم يزل وجعه باديا لها و يؤلمها و آلمها لعقود جعلتها تتمنى انها لقيت حتفها و انتهى الامر ، وجع حدث و لم تملك أمامه الهروب و لم تملك صوتا يساعدها على الصراخ .. فقط صمت القبور و لمدة أعوام .
هو الوقت يمضي و الطحالب الخضراء تغطي ما تشعر به و لم يعد ظاهرا للآخرين .. هو الوقت يجبرها على نسيان ما لا تود نسيانه و يذكرها بنصل فاس غادرها و احترق منذ سنين .
هي الحياة تتسرب منها و من جذوعها و كل ما تتمناه أغصانها احتراق قريب يودي بها .
هي تزهر .. لكن لا تعطي ثمارا .. تجهدها الشمس و ظلها الممتد يظل خيمة للعابرين .. تتحرك مع الريح و تدرك انها وحيده و ستظل كذلك ، فطبيعتها الجافة لم تعد تساعدها على جذب العصافير ليبنوا في دفئها أعشاشا .. هي التي ترنو للسماء و بتوسل تستجدي عاصفة تحرقها لينتهي كل شئ .
هي المليئة بحنين يرهقها و شوق لا تعرف منتهاه و حزن يكاد يودي بها و لا يفعل .
هي شجرة في غابة .. تحيا في عالم يمتلئ بالغابات .. و يزدحم بكائنات اخرى لكل منها قصته و معاناته في هذه الحياة … هي بذرة كانت .. و اليوم صارت .. شيئا لم تتوقعه و في خيالها لم تراه .. فهي المتواجدة و الغائبة على مر حياة .
[
السلام عليكم
تدريب said this on سبتمبر 11, 2016 في 8:40 م |