عن الاذان و المؤذن
كنت دائما ارى بأنه من المهم أن يتم اختيار مؤذن بصوت جميل ، لادخال الراحة و السكينة لنفس سامعيه ، و من حسن الحظ أن الله أكرمني بذلك ، للحد الذي بت أشتاق في السفر لصوته ، لكونه صوت يربطني ببيتي و وطني .
مع الاعوام بات هذا الآذان المتكرر يربط أشياء كثيرة داخل نفسي و يذكرني بها ، فهنا ذكريات كانت تحدث مع قرب اذآن صلاة العصر ، و هناك ذكريات اخرى في أيامي حدثت و ظلت داخل وجداني ، مرتبطه بصوته الذي كان و لم يزل يتكرر خمس مرات باليوم ، مذكراً ارواحنا المنشغلة بدخول وقت العبادات ، يذكر الله فيساعد قلوبنا المتعلقة بحب الدنيا – بما فيها من ابناء و هوايات و اشياء كثيرة – و يبث الطمأنينة بها و يعينها على العودة لايقاعها الطبيعي و لو للحظات .
لذا كنت دائما ما أتفهم شكوى من ينزعج من صوت “مؤذن” قرب بيته ، و هنا أكرر بأنه انزعاج من صوت”المؤذن” لا ” الآذان” الذي يعد جزء لا يتجزأ من تركيبة عبادة الصلاة ، فهو أقرب إلى نداء يذكرنا بـ “دخول الوقت” ، و احيانا صوت به تشجيع و حث ، خاصة في صلاة الفجر حين يردد بنبرة دافئة ” الصلاة خير من النوم ” .
هي بالتأكيد تفاصيل تختص بدين سماوي ، و بفئات تعيش في ظله و تنشد السلامة في العيش ، لذا كان من المحزن جداً أن يأتي أحد ليصادر صوت ارتبطت به أرواح عده من دون وجه حق ، و الأشد ايذاء للنفس أن يحدث هذا الفعل من جهات تمثل كيان اغتصب بيتك و ارضك و قتل الكثير من ابناء وطنك و ربما احد افراد عائلتك .
اليوم في “فلسطين المحتلة” تُكتب سطور جديدة في كتاب “الحرب المستمرة” على الدين و شعب فلسطين ، حيث قامت قوات الاحتلال بحظر اذان الفجر بحجة قانون “منع الضوضاء” (!) .
كان ذلك استجابة لمتظاهرين يهود ، قاموا بتشغيل أصوات الاذان حول منزل رئيس بلدية الاحتلال “نير بركات” ، مطالبينه بوقف هذا الصوت بشكل خاص مع تردديهم لهتافات عنصريه ضد العرب بشكل عام .
اثناء كتابتي لهذه السطور تذكرت – بحب و تقدير و احترام – قصة حكاها الكاتب لويس جريس عن زوجته الراحلة سناء جميل – و هي مسيحية – تكلم بها عن حبها للأذآن ، و كيف تصرفت حين تم تبديل المؤذن الذي اعتادت علي صوته بآخر لا يملك صوت جميل ، و تلمست الفرق في طرق الاعتراض ، و نعومة و احساس الطالب و كيفية التأثير ، دون مصادرة حق الآخر أو تهميش أساسيات مهمة في حياته لأجل رغبة معارضة أو تعطش لممارسة التسلط التام ، اضيف المشهد هنا ، مشاهدة ممتعة و امنياتي بعمر يملؤه السلام .
روابط اخرى :
+ للمزيد عن الخبر الذي قرأت اضيف رابطه كما نشر في جريدة الرياض .
+ المزيد عن الخبر في اماكن اخرى هنا و هنا .
+ اسرائيل تحظر اذان الفجر في ثلاثة مساجد في القدس المحتلة ( بالانجليزيه )
+ في فلسطين المحتلة الاسرائيلين يتعرضون لقبور المسلمين من اجل انشاء حديقة ! ، من ( independent ) البريطانية .
ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، تدوينتك انتصار للمظلومين، وكلماتك بلسم يمر على الحرقة والأذى الذي يصيبنا فيساعدنا أن نتحامل على الأمل ونحاول أن نصلح ونعود لجذورنا ونزرع القوة والصبر في أنفسنا وفيمن بعدنا، على هامش تعليقي، أسجل سروراً وفخراً عملاقاً عندما كنت بالأمس في الغرفة والشباك مفتوح وبجانبي الفتى، ابني، عندما صدح صوت أذان الظهر وكان المؤذن أبي، كانت لحظة غامرة.
علي said this on نوفمبر 6, 2016 في 9:37 ص |
شكرا ” علي ” على سطورك و حضورك الدائم ، و حفظ الله لك من تحب و حفظ اوطاننا على امتداد القارات اجمع .
يزيد said this on نوفمبر 6, 2016 في 12:39 م |
الله يفرج همهم و ينصرهم
جدا مؤثر المقال
Rana said this on مارس 11, 2022 في 12:27 ص |
اللهم آمين و جميع المسملين المستضعفين في هذه الارض
يزيد said this on مارس 18, 2022 في 3:07 م |