الأشياء التي تضيع / ٤
هنا عمل يمنح الرحيل أغنية ، عيون ترقب الأرض التي حملتنا ، و حملت كل الذكريات و التفاصيل و المشاعر ، كأنها جسد يرقب من مرتبة سيارة خلفيه المكان عبر زجاجة تشبه شاشة سينما عريضه يصغر بها كل شئ كلما ابتعدنا و يكبر الحنين و السؤال !
بعدنا من سوف يأخذ مكاننا هنا ، من سيعيش في الحيز الذي سكنته ارواحنا و تنفست فيه و تركت هنا ذكرى و هناك اثر ؟
نمضي و نحن نعلم بأن جزء من تاريخنا سينام فوق هذا الجذع و يسكن ذاك الظل و يختفي خلف تلك الشجرة ، نرحل و نحن متصالحين مع القدر لكننا متأثرين باللحظة التي نترك بها ارث عزيز علينا ، و نخاف ان لا يهتم القادم به او يعرف قيمته الاثيرة لدينا .
ندرك بأننا نغادر زمن الى زمن آخر ، نترك واقع مع الايام سيتحول الى خيال و ذكرى ، حلم عشناه و به قد نتخيل بأن النجوم كانت تنزل لنا على الارض و تضئ المكان ، نذكر تزاحم ورق الشجر في تلك الرقعة و امتداد بعض الاغصان .
هنا أغنية بها مقطع ” الترنم باللحن ” حنين و احساس قد لا تترجمه الحروف ، هنا أغنية الاشياء المفقوده وفق سير الحياة و طبيعتها ، هنا أغنية الاشياء التي تنتهي دون ان نشبع منها أو نكتفي .
هنا أغنية اخرى من ذاك الشريط الذي ضاع ذات يوم مخلفا وراءه الكثير من الذكريات و الحنين و .. ” بعدنا من يقصد الكروم !؟ ” .