لم أعد أهتم
لم أمتلك يوما شجرة كريسماس ، لكني كنت أمتلك الكثير من المشاعر الطيبة تجاه كل عام جديد قادم !
لم أعلق الزينة على الأفرع الممتدة ، و لكني كنت أعلق الكثير من الأماني الطيبة صوب الآتي !
لم يكن العيد يوماً عيدي ، و مع هذا كنت دائما سعيدا به و متفاعلاً معه .
أرقب الأغنيات الجديدة ، أمنيات المشاهير و النجوم لنا ، و كافة الحوارات السريعة كتلك الليلة ، و القصيرة كلحظات فرحتنا بها .
أصغي بانتباه لتوقعات علماء الفلك عامة ، و لكل ما هو متعلق ببرجي الفلكيّ خاصة ، و أنتظر تحقق كل تلك التكهنات التي قد ينتهي العام دون أن تأتي .
بمرور السنوات تيقنت أن لا شئ حقيقي يربط بيني و بين كل تلك الأعوام سوى أنها تأخذ من عمري أيام و أعيشها !
فذلك الموعد السنويّ ، و تلك الليلة التي يطلّ بها رأس عام جديد لم تكن يوماً موعدا مرتبا يربطني بشئ أعرفه ، بل هي أقدار رتبت أن يكون وصول هذه السنة الغريبة في هذا اليوم ، علاقتنا المتبادلة ليس لأي منا فضل فيها ، هو عام لم يأتِ بسبب دافع أو رغبة ، و لا شئ حميم هنا ، بل هو ضجيج أقرب إلى الهستيريا الجماعية المنظمة في أغلب الأحيان !
في سنٍ معين ندرك أن الاشياء التي يعاني منها الإنسان لا تمضي بانتهاء عام و قدوم آخر ، و لا شئ يبرر فكرة أن نسعد بانتهاء عام أو نتفائل بقدوم آخر ، فالأيام باتت تتشابه علينا و إن تبدل الطقس و تغيرت الأرقام و التواريخ !
هذه الليلة لن أتحدث عن سنة ماضية ، و لن أبتهج بحلول عام جديد لكوني فعليا لا أعرف ما الذي سوف تأتي به أيامه ، ببساطة هي أعوام أعيشها و تعيشني ، تأخذ مني و تعطيني ، مثل أي حبيب قد نصادفه أو أي غريب ، ليتبدل بهدوء الرقم الأخير لهذا العام ، و لتطوى صفحاته بصمت و سلام ، و صدقا الآمر لا يستحق ترقبا أو ازدحاما ، فالذي يميز يوما فعليا عن باقي الأيام هو إحساسنا به و ذكرى ما حدث فيه ، فهناك أيام نولد بها من جديد و أخرى تمر مرور الكرام ، و ايّام نموت فيها بصمت تام ، دون مقاومة حقيقية أو حتى استسلام ، فجأة نجد الشعور داخلنا قد غادرته الدهشة و فقدنا الشغف و الاهتمام.