وقت الغروب
منذ قليل كنت اقرأ في الفناء الخارجي ، اجلس على مقعد خشبي ذهب لونه، و امدد صفحات كتابي على طاولة عتيقة .
السماء الزرقاء فوقي بدأ ينسحب منها الضوء مثل حلم ، و شعرت لوهلة بأني احيا معجزة !
بدا الأمر و كأن غيمة كبيرة تغطي الدنيا ، فيظلم ورق الكتاب بالتدريج !
داهمني احساس بأن الكتاب يشبه أي انسان حين يمرض أو يمضي ، بالتدريج تبهت سطوره ، و من ثم لا أحد يعود ليقرأه الا من كان يعني له ، أو يذكره و يشتاق له ، أو يبحث عنه .
لاحظت أن النجوم تصل قبل الظلمة ، و نراها بوضوح و السماء لم تزل زرقاء – رحمة من الله النور قبل الظلام – لكنها تتوهج أكثر خلال وقت الغروب ، و في الليل تُصبح نقطة مضيئة كمؤشر ضوء في برج أو بناية لكن دونما وهج !
هذا المساء نجمة واحدة وصلت ، و في هذه اللحظة تلاشى التوهج ، و السماء بات لونها كحلي مبلول ، باهت و مترمد !
في طفولتي كنت اتخيل النجم عيون ، و في مرحلة ثانية كواكب تسكنها الملائكة وهي تراقبنا بمنظار طويل يشبه التليسكوب و تسجل أعمالنا !
لم أكن أتخيل أن لها أجنحة ، بل يرتدون ثياب تقارب اللون الأبيض لكنها ليست بيضاء تماما – اوف وايت – و شبه فضفاضة ، لهم شعور فاتحة مضيئة ، و في الغالب الخصلات ملتوية “كيرلي” كأن الشعر أجعد ، خدودهم مثل البورسلان و بها توهج خفيف !
ربما هذا الخيال كان متأثرا بالأفلام و قُصص الأبطال الخارقين ، لكن المؤكد بأني لم أكن اتخيل جِبْرِيل عليه السلام ، و لا ملك الموت ، فقط من يكتبون الأعمال وهم محاطين بملفات منظمة ، و أوراق خفيفه ، يعيشون في عالم موازي يراقبنا بتلهف ، يترقب ما الذي سوف يفعله هذا المخلوق الذي خلقه الله !
كنت أستشعر بأنهم عادلين بالفطرة ، لا يوجد عندهم مبدأ التفسير و التعديل أو التعليل ، أمناء ، يكتب كل منهم ما يراه فحسب ، دونما وجهات نظر أو رأي خاص ، و كنت أحبهم و لا أعرفهم !
بمرور الأعوام و حينما بدأت تقل النجوم حولي ، انتابني احساس بأنهم بعدوا ، تعبوا من أعمال الناس أو ربما وجدوا وسائط جديدة للمراقبة، لكن كنت دائما أتوقف عند لماذا في الأماكن المرتبطة بالفطرة و الحياة الغير مدنية تكثر النجوم، قرب الجبال و المزارع و البحار و الأنهر و الغابات ، هل هربوا منا إلى هناك مثلما مضت أشياء كثير كانت بداخلنا و هربت منا !! ؟
تنويه :
+ كتبتها مساء البارحة بعد اذن المغرب !
في طفولتي كنت اتخيل النجم عيون ، و في مرحلة ثانية كواكب تسكنها الملائكة وهي تراقبنا بمنظار طويل يشبه التليسكوب و تسجل أعمالنا !*
يالله نقيّة خيالات الطفولة💓
emans3od said this on يناير 12, 2017 في 7:55 م |
شدني تساؤلك عن كثره النجوم في الحياه الفطريه، قد يعزى السبب الى كثره الاضواء في المدن فتخفت عيون النجوم في سماءها، مثلما افاد الدليل السياحي على تورباص نيويورك، فسكان مانهاتن يذهبون للضواحي للتمتع بسماء نجميه حيث لانجوم في مانهاتن !
حكايا نون said this on يناير 13, 2017 في 12:13 ص |
تساؤلاتك دائما تشدني و تجعلني اغوص في بحر من الافكار ، خيالات الطفولة براءتها لطيفة و تشعرك ب الامان حينما تفتكرها أو تراها ، افتكر🤦🏽♀️ في صغري كنت أرى النجوم ك عائلات تسكن السماء تنتظر الشهب حتى تهبط للإرض !
miss0misaki said this on يناير 17, 2017 في 12:01 م |