حكاية
في يوم يتجاوز الثلاثين عام و بضع سنين ولدت فتاة ، تمنت والدتها أن تكون صبي ، و استعدت نفسيا لذلك ، لذا لم تفرح حين ولدت و للدقة شعرت ببعض الخيبة ، سمع ابيها الخبر و هو في بلد آخر ، حدثوه عن ردة فعل زوجته القادرة على الحب و المليئة بالحنان ، فأدرك أن قلبها النابض بعاطفة تأثر من أمل لم يكن حقيقي ، و نظر للأمر من زاوية اخرى و فكر ، فهذه الصغيرة اتت في مرحلة تعنيه في حياته ، و هي هدية الله له و لها ، عندها سعى الى اعادة الأمور الى نصابها قدر المستطاع ، و بلفتة بسيطه حول هذا الحدث العادي الى مناسبة سعيدة ، فذهب الى شاعر يصيغ مشاعره لكلمات تلحن و تغنى ، ثم عاد من رحلته بهذه الاغنيات الخاصة التي طبعت على شريط كاسيت عادي و كتب عليه اسم الصغيرة يدويا فوق ملصق لون بالازرق و الاسود.
مرت السنين و تشكلت هذه الفتاة بأكثر من قالب ، عاشت طفولتها و هي غارقة في عالم الخيال ، أمضتها بين نوبات الشغب و حالات الأدب ، و في مراهقتها تحلت بالمرح و بعض العناد، ثم تغيرت و للدقة اضافت لما فات ، حب خاص للعلم و رغبة في التفوق و البحث عن دور حقيقي به تمنح الآخرين في هذه الحياة ، فبات لديها طلاب جامعيين تدرسهم، و حالات إنسانية لكبار و اطفال تفحصهم و تساعدهم .
تلقائيا ارتبطت بها و إن اختلفنا في بعض الأحيان ، و ضمنيا شعرت بأنها ابنتي و أنا لم ارزق بأي اطفال حتى الان ، بينما هي كبرت و مساحة خبرتها باتت تفوق خبرتي و غدت ام لطفلان .
البارحة قالت أمي ان اليوم يوافق يوم ولادتها ، فتذكرت الأغنية و أب راحل و كل ما كان ، عندها نهضت و حولت الكاسيت المنسي إلى أسطوانة مسموعة ، تستطيع ان تسمعها و تحفظها في اي مكان ، ثم مضيت لهم لأشاركها يوم ميلادها و قد شاركتها بعض عمرها منذ زمان .
هذه القصة اكتبها لابنها الذي سألها ” لم كتبت لك أغنية و لم يكتب لأخوتك الآخرين !؟” .
و أقول له يا صغيري ..
هي السنين ، قد تتدخر للبعض ، و تهب البعض ، و قد تسلب بغتة و في كل حين ستجد من هو راضٍ بها أو سعيد أو حزين … وحده المطمئن بأنها لا تسير من تلقاء ذاتها، و المدرك بأن لكل شي حكمة ، سيعيشها و بداخله سكينة تضيئ له قلبه فيدرك متى يثبت و متى يتغاضى و متى يلين !
☘️
” ده يوم ميلادك فرح ألوف .. ياللي انتي جيتي في أحلى الظروف “
🍃
-١٩٨٣-
ما شاء الله عليها وعليك ..
وكل عام وهي بخير وصحة وعافية ..
وأنت تضيء هذه الذكريات وتجعل منها حدث فريد من نوعه في زمن تحتاج هي ويحتاج من حولك والآخرين لمثل هذه الومضات .
أين رابط الأغنية؟
outya said this on جانفي 20, 2017 في 4:01 م |
شكرا لك .. لكن ليس للأغنية رابط 🌹
يزيد said this on جانفي 21, 2017 في 12:47 ص |