مشهد و أفكار عابرة

1feb2017ffd

كنت اشاهد حلقة من مسلسل قديم اسمه “الطاحونة” ، في احد المشاهد ظهر الممثل الراحل علي الشريف في دور “شيخ الغفر “و هي يرتدي على رأسه قبعة سوداء مخططة بالاخضر و الاحمر و لا ادري لم تذكرت ماركة “غوتشي” العالمية ، ربما لكونها اختارات من هذا الخط و هذه الالوان رمز لها في بعض منتجاتها !؟
مضيت ارقب المشاهد امامي و افكر بالحياة و كيفية تعاملها مع الاقدار و الناس و حتى الخطوط المرسومة بذات الالوان ، فبعضها قد يظهر بمشهد عابر دون معرفة حتى اسم المصمم او التوقف أمامه ، و اخرى تعد رمز لدار ازياء معينة و تباع بمبالغ باهظة رغم التشابه في الذوق و توارد الخواطر .
فكرت بالعديد من المشاهير و للدقة الرسامين و الشعراء و الكتاب الذين لم يشتهروا الا بعد رحيلهم ، فغدوا رمز لنجاح لم يعيشوه في حياتهم او للدقة يستمتعوا به ، و مصدرا لثروة لم يأخذوا منها فلساً واحد !
عبرت رأسي ” اراء ” متشابهة قد يرددها شخصين ، الاول لمكانته او لجاهه يتم الاستماع له ، و الاخر رغم صدقه و حماسة و شدة اندفاعه لا يلتفت له او يتم سماعه باصغاء و انصاف .
تسائلت هل الاشياء المحيطة بالاشياء ، و الصور النمطية المطبوعة في الذهن ، و الاثر الذي قد نتركه لدى الاخرين ، و الوقت و الطريقة و الاسلوب و الخامات و اشياء عديدة هي امور فعلياً قد تضيف او تنقص من كل ما يحدث و تغير منه أم انها تراتيب كتبت و قدرت و ستسير وفق ما حدث و سيكون !؟
استمريت بالمتابعة و بداخلي يقين ان هناك الكثيرين ممن قاموا بعمل الكثير ، و بذلوا جهد في امور اكثر ، دونما نتيجة او وصول للهدف الذي رغبوا بالوصول له ، دفعوا الكثير لتحقيق حلم ، و مع هذا عاشوا يدورون حوله دون ان يصلوا له ، و مضوا او توقفوا و هم يحملون الخيبة في نفوسهم او عد الاكتراث و في احيان اخرى ردات فعل عنيفة اتجاه هذا الحلم و كراهية له !
عندها لاحظت باني انفصل عن المسلسل ، و امضي مع افكار قادرة دائما على مباغتتي و سرقتي من اللحظة التي اعيشها ، عدلت من جلستي و حملت كاميرا هاتفي مبتسما للممثل الراحل على الشريف و لنبرة صوته الخاصة ، قمت بتصويره و رغبت باضافة صورة له مع اسم دار الازياء و كانه احد الوجوه الاعلانية لهم ، اثناء ذلك استمرت الافكار في عبور رأسي و كانت اكثر تشعبا من ان تكتب ، و مليئة بفوضى صعب ان تصاغ ، لذا حاولت في هذه السطور حفظ روح التفكير و الصورة ، و حفظ لحظة “يومية” عابرة لوقت أطول !

~ بواسطة يزيد في فيفري 2, 2017.

2 تعليقان to “مشهد و أفكار عابرة”

  1. أكثر من مؤثر .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: