دقائق هدنة
صباح المدن امر لا تعتقله الكلمات !
شئ قدر له ان يكون احتفالية خاصة ان سبقه نوم جيد ، حالة صفاء تختلف من مكان لآخر حتى في المدينة ذاتها .
في الصباحات الممطرة ، و للدقة الآتية بعد ليلة ممطرة ، صفاء خاص ، تشعر ان الشوارع غسلت و المباني كذلك ، الأشجار الواقفة ارتوت و كذلك العشب الممتد ، الأحجار و الصخور الموزعة في أنحاء المدينة أزيل عنها بعض غبارها ، و رائحة شديدة الخصوصية من الصعب ان تحملها اي زجاجة عطر تعم المكان .
قد تنتعش بداخلك الرغبة في الحياة ، خاصة ان كنت خرجت للتو من إعياء بسيط او عمل ثقيل ، تشعر بان أشياء عديدة تجددت حتى زاوية الرؤيا لديك ، تنتابك الرغبة في لقاء روح قريبة الى نفسك و مشاركتها قهوة الصباح او بعض الشاي المطعم بالهيل ، تسعد ان وجدت مخبز يشاركك النشاط و يشرع ابوابه مبكرا !
بداية النهار البارد تغدو دافئة مع مخبوزات خرجت للتو من الفرن و حديث بسيط مع ارواح قريبة و الانطلاق مع ذكريات قديمة تحبها و تنعكس عليك بشكل إيجابي .
هو يوم يبدو عادي ، لكن تفاصيله الصغيرة و ربما بدايته تحديدا او ربما النوم العميق الذي سبقه هو ما جعله كذلك .
هو يوم تتمنى ان يكون سعيدا على الجميع ، حتى الأرواح البعيدة و التي أزعجتك في يوم ما ، يوم ترغب بان يكون جميل حتى للأصدقاء الذين خذلوك و الوجوه التي فارقتها و لم تفارقك .
هو يوم يشبه التصالح الهادئ مع أمنية لم تتحقق و الرضا التام عن اشياء كانت بالأمس لا ترضيك ، هو لحظة دفء آتية في منتصف طقس بارد و دقائق هدنة مسروقة من عمر يزدحم بالمشاحنات الداخلية و التفكير المتشعب ، هو نهار بلا شمس ، تلمؤه السحب الرمادية و مع هذا يظل صافي و مضيء !
تنويه : الصورة المرافقة تم التقاطها بهاتفي هذا الصباح عبر روح صديقة و اضيفها هنا للذكرى .