الكويت ١٩٨٩ ميلادية.
من الصعب أن يتم رصد ما حدث في عام كامل بمدينة واحدة ، لكن من الممكن و عبر الإعلانات الموجودة في صحيفة “شعبية” أن نصل لصورة تعطي بعض الخطوط العريضة لتلك الفترة ، فتنعش ذاكرتنا أو تمنح خيالنا تصور عن بعض ما كان يحدث فيها .
صحيفة ” الهدف ” الكويتية و التي كان يرأس تحريرها “أحمد عبدالعزيز الجار الله” كانت تصدر بشكل أسبوعي و بالتحديد كل يوم سبت ، هذا العدد اشتريته و عمري ١٥ عاماً ، بعد خروجي ظهراً من المدرسة و قبل الإقتراب من المنزل ، كنا نمر أسواق التميمي و أخذها من قسم مختص في بيع الصحف و المجلات ، و للأمانة كانت هي الجريدة الوحيدة التي اشتريها في ذلك العمر ، فأغلب ما كان يجذبني المجلات الفنية و الأدبية و القصص المصورة .
الصحيفة حددت هويتها بثلاث كلمات “أسبوعية ، سياسية ، مستقلة” ، بينما كنت أشعر رغم عمري الصغير بأنها صحيفة “مسلية ، غرائبية ، غير متشنجة” فبداخلها تجد العديد من الأخبار الفنية ، زاوية الأبراج الفلكية ، صفحات الأشعار الشعبية ، و الحوارات المتنوعة و القصص الغريبة في العالم ، كانت قريبة جداً من صحف” التابلويد” الشعبية ، التي قد ينتقدها البعض و مع هذا يذهب ليشتريها !!
هذا العدد صدر بتاريخ ١١ نوفمبر ١٩٨٩ ميلادية ، في هذه الفترة زارت المطربة اللبنانية “فيروز” الكويت لتقدم حفلتها، و احتفت بها حرم السفير اللبناني عدنان بدره و دعتها على فنجان شاي في حديقة منزلها بحي “النزهة” – و ربما لهذه الزيارة اضيف موضوع آخر – بينما في “حولي” و بالتحديد شارع ” تونس” قدم “بوزيد فون” عرضاً مخفضاً على تسجيلاتها و لمدة اسبوع.
أما في “السالمية” و داخل ” عمارة لؤلؤة المرزوق” نجد “المركز البرونزي” لشرائط الفيديو يُعلم رواده بوصول الجديد لهذا الأسبوع و خاصة تلك الأفلام التي سألوا عليها مراراً .
و في هذا الوقت ايضا نجد الترويج لبعض شرائط الكاسيت الجديدة ، فهنا اعلان يخبر الجماهير بأن الأحد القادم سيتم طرح البوم الفنانة “رباب” و التي ستطل عليهم فيه بلون جديد.
كما قدمت “فنون الجزيرة” بالرياض في السعودية اعلاناً كبيراً بالألوان الطبيعية ، لتخبر جميع المتواجدين في دول مجلس التعاون الخليجي أن البوم الفنان الكبير “طلال مداح” قد نزل للأسواق – و قد أحببت شخصياً جميع أغانيه في ذلك الوقت – حاملاً عنوان “الحق معي”.
هذا الألبوم حرك بداخلي في تلك الفترة فكرة بأن “الأشياء ممكنة” ، فقد ضم أغنية رقيقة كتبها طالب – يدرس في نفس مدرستنا – عمره ١٩ عاماً و أحب الشعر و كان اسمه “سعود بن عبدالله”.
كما ضمت صفحات الجريدة إعلان آخر إحتل ربع صفحة ، لمغني مع السنين توارى لكن اسمه ظل في رأسي على الرغم من إني لم أسمع صوته يوماً أو أمتلك شريطاً له ، كان اسمه “فتي رحيمه” ، و داخليا – و أدرك أن هذا غير صحيح – كنت أشعر بأنه ليس اسمه بل أسم ينادى به ، و كأننا نقول يا أبن ” رحيمه” ، أي داخلياً و دونما سبب كنت أشعر بأن الأسم الثاني مرتبط بوالدته أو منطقته التي أتى منها أو حبيبته مثل “مجنون ليلى”!!
أما في مجمع “المثني ” فقد قامت ” مؤسسة بدوي ” بتقديم صرعة معروفة عالمياً لكن لأول مرة تقدم داخل الكويت ، موضة عرفها الشعب الكويتي و جربها – هو و سواه من الشعوب – خلال السفر و هي ببساطة طباعة الصور على الملابس و بالتحديد الـ ” تي شيرت ” .
ايضا يظل للغداء العائلي مكانته و خاصة في يوم الجمعة ، و على امتداد الوطن العربي و في اكثر من أسرة ، هنا إعلان وردي تقدم به “كويت بلازا” بوفيه مفتوح مع مزايا اخرى ، كان شعارهم” ضيافة عربية و تقاليد أصيلة”.
كما قدم الفنان “عبدالله الحبيل” عمله الجديد “بنشر” على مسرح المسعود بكيفان ، مع الفنانة مريم الغضبان و زينب الضاحي و صالح حمد و صالح الحمر ، في يوم الجمعة كان العرض يقدم السادسة مساء ، و استخدمت صياغة خاصة في الإعلان و هي ” مسرح الناس يقدم ” هذه العبارة في ذلك العمر المبكر استوقفتني و لفتت نظري ، شعرت كأنها تقول بشكل أو بآخر “هو عمل من الناس و للناس “.
ايضا يوجد إعلان لمسرحية “لولاكي” – العنوان مستوحى من أغنية مصرية اشتهرت في الثمانينات – يصاحبه تنويه بأن المتبقي في العرض ستة أيام فقط ، في هذا العمل – و خاصة حين نزل على الفيديو في السعودية – جذب الممثل “ولد الديرة ” أنظار الناس إليه ، داخليا شعرت أن هذا النوع من المسرحيات كان يُعد في تاريخ المسرح الكويتي “نقطة تحول” أو تغيير مسار من المسرح الجاد- الكوميدي في الوقت ذاته -و الملتزم برسالة إلى مسرح أقل قوة و التزاماً ، و أكثر “دغدغة ” للجماهير و تبسطاً معهم.
اعرفها جيداً يجلبها لي والدي أسبوعياً ومنها عرفت ان هناك مسرحيه للاطفال لنفس طاقم لولاكي بعد النجاح الساحق اسمها (وراهم وراهم) كانت عام١٩٩٠وذهبنا للكويت لحضورها احساس المسرح كان شي جميل جداً المريب في الامر سيناريو المسرحيه يشبه حادثه الغزو العراقي الذي حدث بعد عام من المسرحيه!
حكايا نون said this on فيفري 18, 2017 في 12:49 ص |
👀 غريب !
يزيد said this on فيفري 18, 2017 في 10:43 ص |