الى ان تهترئ

في حياة كل منا لبس معين ، محفظة ، حقيبة و ربما قلم او شئ صغير يتعلق به و يحبه يرتبط به نفسيا و دونما سبب واحد محدد و مقنع ، فربما لم يكن الشئ الأغلى لديه و ليس الاجمل تصميما لكن المؤكد ان امر مرتبط بالراحة الداخلية و ربما الشعور اكثر من اي شئ آخر .
حين نسئل نستطيع ان نضع اسباب عدة و نحددها، و يستطيع الآخر أن يتخيل الف سبب آخر ، لكن فعليا لا يوجد شئ مقنع لهذا الارتباط القدري سوى احساس ما!
مثلا أنا من الاشخاص الذين يحبون ان يكونون مع اشيائهم “علاقة” وطيدة لذا لا أتبع الموضة ، و لا أشعر ان تقييم الآخرين لي قد يأتي من غرض امتلكه أو يجب أن احسن الصورة دائما لكسب رضائهم ، لا اتصور ذاتي ترتدي او تستعمل ما لا تحب كي تحوز على اعجاب “مؤقت” و عابر ، لدي محفظة “مفضلة” و في الادراج محافظ اخرى لم اقتنيها ، قد تأتيني كهدايا و لا استعملها لكوني لا اجد نفسي فيها، لدي “تي شيرت” قطني له لون الزيتون الأخضر الداكن ، من فرط غسله بات ملمسه ناعم و قريب للمخمل ، بت استعمله “بحذر اكبر” رغبة في الحفاظ عليه لفترة اطول ، و ارتديه في المرات القليلة التي احب ان اغير بها “مودي” و احسن مزاجي في البيت او خارجه، لكونه مرتبط لدي ايضا بفترات لم اخطط لها و شاركني ايام حلوه و ذكريات في عمر الزمن قد تكون قصيرة لكنها ظلت مؤثرة و ما زالت جميله .
لدى اختي التي تصغرني ايضا “بيجاما” بها نتوء من فرط الغسل او الاستعمال ، هي كل عام تشتري الكثير لكن تظل هذه البيجاما التي طالت اكمامها و غطى البنطال اقدامها مفضلة لديها، و تحبها ، و ترفض ان تتخلص منها كما قالت لها والدتي اكثر من مره.
والدتي ايضا لديها حقيبة باتت تحملها في السنوات الاخيره ، جلدها طري للغايه و متسعة تحمل الكثير و “فنتج” ، هي اثيرة لديها لكون والدي اشتراها لها في مرحلة الثمانينات الميلادية من احد المحلات الشهيرة ، و هي تمتلك افضل منها بمراحل لكن منذ وفاته وهي تفضل هذه الحقيبة في السفر و تلمسها اثناء السير بكف يدها و تمرره تلقائيا عليها فأشعر و كانها تربت على ظهره في غيابه !
كل هذه الافكار تزاحمت في رأسي حين شاهدت الفنانة “اليسا” و هي ترتدي هذا الجينز المنقط، في اكثر من مكان و اكثر من صوره ، تضيف و تغير مظهرها و يبقى البنطال كما هو، بالتأكيد هي تحمل اتجاهه احساس معين و شعور يدفعها لاختياره في كل مره ، قد يتصور البعض و ربما يكتب بأنها ” بخيلة” و يضع الف سبب ، لكن هي ببساطة تشبه جميع البشر في تعلقهم بتفاصيل و اشياء صغيرة دونما اختيار او تعمد و سابق اصرار ، هي اشياء تدخل حياتنا كالبشر تماما ، تشاركنا ايامنا و نجد ذاتنا بمرور الوقت نتعلق بها و نفسح لها مساحات اكبر من سواها ، اشياء قد لا نتركها الى ان تهترئ و في بعض الاحيان نتحايل على الأمر و نحاول ان نقلل استعمالنا لها لنحتفظ بها لوقت اطول !

سؤال للجميع :

ما هو “الشئ” الذي ترتاح له وترتبط به وتحمله يوميا او تحب أن ترتديه او تستعمله اكثر من مره؟ و ما الاسباب التي تدفعنا الى ذلك!؟

~ بواسطة يزيد في جويلية 6, 2017.

7 تعليقات to “الى ان تهترئ”

  1. .. بقية بنطلوناتي ال6 التشارلستون و التى أمتلكتها من 1998 و مازلت أستخدمها لحد الأمس , ينطبق عليها حال تي شيرتك الزيتي بناقص الحذر.

    .. بعد البحث المكثف و تجربة التفصيل فترة قررت شراء نفس الموديل online – نهاية ما أشتريته ذكرني بردك في أحد التدوينات بأن الصناعات لها ” معلمين ” متى ما أختفوا .. رحلت حِرفتهم معهم حتى و إن ورّثوها.

    فهذا ما جعلني أتمسك ب بنطلوناتي .. مثل تمسكها ببنطلونها U+1F982 (ت)

    • اثر بي ردك و قد اضفت تكملة للسؤال بعده .. كما ان تذكرك لعبارة كتبت و الاستشهاد بها اسعدني و جعلني اشعر و كأني اقرأها من جديد !
      شكرا لك .. فاحيانا نتعرف او نلتقي بأنفسنا من جديد عبر الآخرين !!

  2. هذه سطور و صلتني على (الواتس آب) حول الموضوع ، أحببتها و رغبت ان أضيفها كما هي هنا :

    ” مقال رائع مدقق في الزوايا المختبئة في الشعور👍🏻👍🏻👍🏻
    في رأي كونته من آراء اخرى. ان هذا مرتبط بشعور غامر من السعادة انتابك لحظة امتلاك لهذه الأشياء احيانا تجاه الشي ذاته وأحيانا حدث مرافق له أسعدك جداً.
    في البرمجة اللغوية يطلبون منك ان تضغط او تمسك على جزء من بدنك ( الاصبع مثلا) وفِي نفس الوقت تستعيد لحظات سعيدة جدا في حياتك بإعادة تلك اللحظة مع استخدام حواسك.
    هذه البرمجة ستستخدمها عندما تشعر بالتعاسة فبمجرد تكرر حركة الضغط ستشعر بسعادة.”

  3. بل الشكر لك ,على تلك المحادثه التى كسرت لدي عائق تقبل المتغيرات من حولنا و أضف بأننا كبشر نكمل بعضنا في إختلافاتنا أكثر من إتفاقاتنا.

    و أعيدها مره أخرى .. أنت جداُ مختلف وعلى المستوى الإنساني .. تسبقنا الكثر بمراحل. فجزيل الشكر لك .. و لوقتك الذي لن يُقدر بثمن.

  4. قلم عتيق اكتب واخط به يوميا ، يدفعني لاستعماله ( امام الاخرين ) تميزه وخفته ووضوح حبره ، بينما السبب الحقيقي انه كانت تستخدمه يد اخرى بنفس استخدامي وهي يد اخي المتوفي منذ سنتين .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: