مدام G برجر

6feb2018d.png

اليوم و دونما انتظار أو توقع أو موعد وصلني ” كيس” ورقي مسكون بالبهجة، و صدق الوعد، و الاهتمام ، و الاختلاف ، و الأصالة، الأثر الذي احدثه تجاوز ما به ، و جعل من هذا اليوم العادي شئ مميز و اضاف لي الكثير .
كانت البداية في جلسة اخرى في بيت اصدقاء مشتركين مثلما حدث في المرة الاولى ، و كان الحديث عن ” الطعام” ، حيث أتي الموضوع بشكل تلقائي حين اخبرتني بوصفة البرجر الخاصة بها و التي اعدتها في ذلك اليوم ، كنت استمع و اتخيل النكهة و منجذب لتفاصيل جعلت من طبق لا اطلبه كثيره “وليمة” مرضية، و تؤكل بشكل غير مزعج ، فهي لم تجعله طبقات كما المعتاد ، بعبارة اخرى لم تذيب الجبن فوق اللحم، و تضيف شرائح الطماطم أو البصل أو ما شابه، بل اخذته لمستوى مختلف عبر المكونات ، فقد ابتاعت جبن “الموزريلا” الذي يقاس بالكيلو و يبشر، لا الشرائح الاستهلاكية المغلفة ، اختارت قطع اللحم و فرمتها مضيفة لها بعض البهارات الخاصة التي تعدها و اجزاء من النخاع الذي يوجد داخل العظام ثم مزجت معهم الجبن المقطع صغيرا و ايضا المشروم و بعض البصل المكرمل .
اضافت صلصة من بذور ماء الطماطم الموجود في قلب الثمرة و الجبن الكريمي و زيت الترافل و مقادير اخرى عديدة ، بحيث تدهن بها شرائح الخبز عوضا عن الكاتشب و المايونيز و الماسترد، ثم تضع قطع اللحم و فوقها شرائح صغيرة من الزيتون الاسباني اللامع و اوراق من السبانخ و الجرير .
للأمانه لا املك الوصفة كاملة، لكن شعرت بأنها ملهمة، و بالتحديد دمج العناصر التي اعتدنا على وضعها فوق اللحم و خلطناها معه ، ايضا اضافة مقادير جريئة و لسبب امر احببته، فهذا “النخاع” ليس كأسمه و لم يكن له طعم قوي أو مزعج بل هو من ساعد اللحم على ان يستوي في المقلاة دون اضافة اي زيت، فقط ننتظر ان يسخن السطح ثم نطهوه بالدهن الذي به كعملية الشوي تماما.
لا ادري ان كانت تعابير و جهي في ذلك المساء او تقديري للطعام هو ما دفعها للحلف بأنها ستعده لي و ترسله ، اخبرتها لا داعي و بأنه سيبرد و الافضل ان يؤكل ساخناً ، اردفت سأرسله لك معد و عليك الطهي النهائي ، تصورت انه حديث عابر كما يحدث في حياتنا اليومية و في مواقف كثيرة، نحكيه و سيمضي كل منا في اتجاهه، لكن ما اسعدني فعلا هو صدق الوعد و الالتزام دونما أمر ملزم غير الصدق مع الذات ، سعدت بشكل ربما تجاوز سعادتي بالساندوتش الذي اعددت، كوني بت احيانا اشعر ان الصفات النبيلة و الاخلاق التي نعرف في انقراض و تمضي مع كل شخص نقدره و نحترمه و رحل من دنيانا، لذا حين اجد اي روح لم تزل تحمل الكثير من هذه الصفات اسعد فما بالك لو كان مع كل هذا .. ساندوتش !؟

 

~ بواسطة يزيد في فيفري 6, 2018.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

 
%d مدونون معجبون بهذه: